العدد 4846 - الأحد 13 ديسمبر 2015م الموافق 02 ربيع الاول 1437هـ

بدء مباحثات السلام اليمنية اليوم يسبقها وقف إطلاق نار محتمل

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مجتمعاً مع المسئولين والقادة المحليين في عدن - EPA
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مجتمعاً مع المسئولين والقادة المحليين في عدن - EPA

يلتقي ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في سويسرا اليوم (الثلثاء) تحت رعاية الأمم المتحدة، في مباحثات سلام قد يسبقها وقف لإطلاق النار، تهدف لوضع حد لنزاع أودى بالآلاف ووفر أرضية لتنامي التنظيمات المتطرفة.

ومع اقتراب المحادثات، تكثفت المعارك على الأرض بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين وأوقعت 44 قتيلاً على الأقل بينهم 12 مدنياً.

وبعد أكثر من عام على دخول الحوثيين صنعاء، تتواصل الحرب في اليمن بلا غالب أو مغلوب. كما تحول النزاع تدريجاً إلى ما يشبه المستنقع لدول التحالف العربي.

واستغلت الجماعات المتطرفة، لا سيما تنظيمي «القاعدة و«داعش»، هذا الوضع لتعزيز تواجدها ونفوذها في مناطق عدة، لا سيما في مدينة عدن (جنوب)، ثاني كبرى مدن البلاد.

وبحسب الرئاسة اليمنية، يتوقع أن يبدأ تنفيذ وقف لإطلاق النار عشية بدء المحادثات، ومن المرجح أن يستمر سبعة أيام في حال التزام الطرفين به. واشترط الحوثيون لذلك، وقف «العدوان»، في إشارة إلى غارات التحالف.

وتبدو الهدنة أقصى ما يمكن أن يؤمل به حالياً في ظل النزاع الدامي بين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للرئيس هادي.

وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الأشهر الماضية. كما لم يتم احترام أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، لا سيما في مايو/ أيار ويوليو/ تموز.

إلا أن تواصل القتال من دون أفق أو ترجيح كفة، خصوصاً في محافظة تعز بجنوب غرب البلاد، وتنامي نفوذ المتطرفين الذين تبنوا هجمات عدة لا سيما في عدن، ساهم في إقناع المتحاربين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، بحسب محللين.

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن هذه المباحثات تسعى للتوصل إلى «وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم».

ويرى المحلل السياسي الإماراتي، عبد الخالق عبدلله أن ثمة «فرصة حقيقة للاختراق... فرص النجاح أكبر من أي وقت مضى».

ويضيف «ستكون هناك تنازلات من الجانبين»، وأن «دول الخليج وصلت إلى نقطة (قناعة) أنه حان الوقت لإعطاء الحل السلمي، لأول مرة، فرصة أكبر للنجاح».

وكانت قمة مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت الخميس في الرياض، أكدت دعم الحل السياسي للنزاع اليمني.

ويأتي قبول المتنازعين بالجلوس إلى طاولة الحوار على رغم التباين بينهما حول قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة.

ويرى المحلل عبد الوهاب بدرخان أنه «من الصعب تصور أن ينفذ الحوثيون القرار، لأن التنفيذ بالنسبة إليهم اعتراف بالهزيمة».

ويشير إلى أن سلطنة عمان، الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنضم إلى التحالف والتي تحتفظ بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف الإقليمية، تمكنت من «إقناع» السعودية وإيران «بوقف الحرب».

ويرى بدرخان المقيم في لندن، أن تنامي نفوذ الجهاديين، لا سيما تنظيم «داعش» الذي تبنى الأسبوع الماضي اغتيال محافظ عدن، يدفع الحكومة اليمنية إلى أن تبدي «موقفاً أكثر ليونة» و»التصرف بإيجابية».

من جانب آخر، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الرئيس اليمني خالد بحاح الذي يزور الدوحة حالياً.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أنه «جرى خلال المقابلة بحث تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية».

العدد 4846 - الأحد 13 ديسمبر 2015م الموافق 02 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً