العدد 4857 - الخميس 24 ديسمبر 2015م الموافق 13 ربيع الاول 1437هـ

«وول ستريت جورنال»: أميركا فشلت في عمل انقلاب بسورية

دمشق تجدد استعدادها للمشاركة في محادثات سلام مع المعارضة الشهر المقبل

وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي في الصين - reuters
وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي في الصين - reuters

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن مسئولين أميركيين أجروا اتصالات سرية مع أعضاء في حكومة الرئيس بشار الأسد في محاولة للحد من العنف في سورية واستكشفوا سبل التشجيع على القيام بانقلاب عسكري في العام 2011 حينما بدأت الحرب الأهلية.

وقالت الصحيفة استناداً إلى مقابلات مع أكثر من 20 شخصاً منهم مسئولون أميركيون حاليون وسابقون إن مسئولي مخابرات أميركيين حدَّدوا ضباطاً في الجيش ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد ويمكنهم قيادة انقلاب لكنهم لم يجدوا مواطن ضعف تذكر يمكن استغلالها.

وأضافت الصحيفة أن هذه التحركات جرت حينما بدأت حكومة الأسد حملتها على الاحتجاجات?? ??المناهضة لها وبدأ الجنود ينشقون عن الجيش.

ونقل الصحيفة عن مسئول رفيع سابق في الحكومة الأميركية قوله «سياسة البيت الأبيض في العام 2011 كانت محاولة الوصول إلى انتقال في سورية عن طريق إيجاد ثغرات في النظام وعرض حوافز على الناس ليتخلوا عن الأسد».

وقالت الصحيفة إن حكومة الرئيس باراك أوباما تحولت عن محاولة التأثير على حكومة الأسد لتتجه نحو مساندة مقاتلي المعارضة السورية في العام 2012.

وذكرت الصحيفة أن مسئولين كباراً من الولايات المتحدة وسورية تحادثوا وجهاً لوجه أو بعثوا برسائل بعضهم إلى بعض من خلال أطراف ثالثة منها روسيا وإيران حليفتا سورية.

وقال مسئولون أميركيون للصحيفة إن نائب وزير الخارجية، وليام بيرنز أجرى محادثتين هاتفيتين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ليحذر نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع. وتقاعد بيرنز من منصبه العام الماضي.

وأوضح مسئول أميركي رفيع أن الاتصالات السرية كانت مختلفة عن تلك التي أجريت مع كوبا أو إيران والتي كانت الولايات المتحدة تعتقد فيها أنه يمكنها تسوية القضايا في هدوء ولكنها كانت أكثر تركيزاً على جوانب مُعيَّنة.

وقال مسئول أميركي رفيع للصحيفة «قلنا مراراً: يمكنكم خلق بيئة أفضل لوقف إطلاق النار إذا توقفتم عن إسقاط البراميل المتفجرة».

وأضافت الصحيفة أنه مع بدء القصف الأميركي في سورية ضد «داعش»، اتصل مسئولون في الخارجية الأميركية بمسئولين سوريين لتوضيح أن الولايات المتحدة تقصف أهدافاً لـ«داعش»، وأنها لا تتوقع أن تعمل سورية ضد الطائرات الأميركية في أجوائها.

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تقوم اليوم بإيصال رسائل إلى الأسد عن طريق المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا بارو التي تتحدث مع المندوب السوري بشار الجعفري.

من جانب آخر، أعلن النظام السوري أمس (الخميس) على لسان وزير خارجيته، وليد المعلم عن استعداده للمشاركة في محادثات مع المعارضة ستعقد في جنيف الشهر المقبل، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه ينتظر أن يرى لائحة أعضاء الوفد الذي سيفاوضه.

ميدانياً، قتل 20 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال الخميس في غارة نفذتها طائرات النظام السوري استهدفت بلدة الحمورية في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخلال زيارة رسمية إلى الصين الخميس، قال المعلم إن دمشق «مستعدة للمشاركة في الحوار السوري - السوري في جنيف دون أي تدخل خارجي».

وأوضح المعلم في ختام لقائه بنظيره الصيني وانغ يي «وفدنا سيكون جاهزاً ما أن نتلقى لائحة وفد المعارضة. نأمل أن يساعدنا هذا الحوار في تشكيل حكومة وحدة وطنية».

وأكد المعلم «لأنه قرار لمجلس الأمن، من واجب الدول كافة تنفيذه ونحن مستعدون لتنفيذه طالما يتم احترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله».

وأضاف أن حكومة الوحدة الوطنية «ستشكل لجنة دستورية لبلورة دستور وقانون انتخابي جديدين بحيث يمكن تنظيم الانتخابات التشريعية في مهلة 18 شهراً».

ويستثني وقف إطلاق النار، وفق القرار، «الأعمال الهجومية أو الدفاعية» ضد التنظيمات الإرهابية، لا سيما تنظيم «داعش» الذي يخوض معارك على جبهات عدة، يتقدم في إحداها ويتراجع في أخرى.

ميدانياً، حققت قوات سورية الديمقراطية أمس (الخميس) تقدماً في ريف كوباني (عين العرب) الجنوبي في شمال سورية غداة إعلانها معركة تحرير تلك المنطقة من تنظيم «داعش»، وفق ما افاد متحدث والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جانب آخر، توقع المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مغادرة مئات من عائلات عناصر تنظيم «داعش» وبعض المقاتلين المصابين مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب دمشق بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن إنه سيتم توفير ممر آمن من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق ومن منطقة الحجر الأسود المجاورة.

وستنتقل الأسر وبعض المقاتلين إلى الرقة معقل التنظيم بشمال سورية وإلى مناطق أخرى خاضعة لـ «داعش» على مدى الأشهر المقبلة ما ينهي وجود التنظيم في المناطق القريبة من العاصمة السورية في النهاية. وفي سياق آخر، أعلنت الحكومة اليابانية أمس (الخميس) أنها تبحث عن معلومات بشأن احتجاز صحافي ياباني رهينة من قبل مجموعة مسلحة في سورية بدون أن تؤكد خطفه بعد إعلان منظمة «مراسلون بلا حدود» عن ذلك.

العدد 4857 - الخميس 24 ديسمبر 2015م الموافق 13 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:16 ص

      هي تجربة مجربة في ليبيا لم تنجح في سوريا

      في ليبيا جردوا العقيد القذافي من شرعيته الدولية عن طريق شراء السفراء ومندوبها في الامم المتحدة وأمريكا بدفع ملايين الدولارات ونجحوا نجاحا باهرا ثم تحولوا للقيادة العسكرية وايضا نجحوا وسقط القذافي بعد مساندة الناتو للمتمردين وهاهي ليبيا تدفع الثمن من جراء تعمد تقسيمها وعليه تم استنساخ تجربة ليبيا في سوريا حرفيا ولم تنجح كون الجيش عقائدي الا من القلة التي سعت للانشقاق بسبب المال وها نحن العرب ندفع الثمن السودان وتقسمت وليبيا تشتت والصومال تشطت والعديد من الدول اصبحت فاشلة والسبب المال العربي

اقرأ ايضاً