العدد 4864 - الخميس 31 ديسمبر 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1437هـ

المحللون يتوقعون ارتفاع النفط في 2016 والتجار يراهنون على هبوطه

بعد أن هبطت أسعار النفط إلى النصف في ستة أشهر قبل عام كان المحللون يتوقعون انتعاش الأسعار في 2015 بينما راهن الكثير من التجار على هبوط الأسعار.

ومع انتهاء العام تبين أن التجار كانوا على صواب إذ هبطت أسعار النفط لتتكبد خسائر إضافية بمقدار الثلث هذا العام. ويتوقع المحللون حالياً أن ترتفع الأسعار في 2016 في حين كوّن المتعاملون مراكز بيع في سوق العقود الآجلة للنفط الأميركي لتبلغ مستوى قياسياً في أوائل ديسمبر/ كانون الأول.

ويتمثل محور الاختلاف بين وجهتي النظر في كيفية التجاوب مع فائض إنتاج النفط والذي يقدره بعض المحللون بنحو مليوني برميل يومياً.

فكثير من المحللين يتوقعون تعافي الأسعار قرب نهاية 2016 بما يرفع متوسط السعر في العام بأكمله مع هبوط الإنتاج وبخاصة في الولايات المتحدة وسط معاناة شركات التنقيب من الديون وهبوط الإيرادات.

لكن التجار يقولون إن المحللين استندوا في توقعاتهم لعام 2015 إلى منطق مشابه ويكررون نفس الخطأ في توقعاتهم لعام 2016 في حين يخفّض منتجو الخام التكاليف للصمود على المدى الطويل ويواصلون ضخ النفط بأسعار متدنية لخدمة الدين.

وقال أويستين بيرينتسين العضو المنتدب لشركة سترونج بتروليوم في سنغافورة «لقد انفض الحفل (أسعار النفط المرتفعة في السابق)، على الأقل للعامين أو الثلاثة أعوام المقبلة»، مضيفاً أن شركات النفط خفّضت تكاليفها استعداداً للتكيّف مع انخفاض الأسعار لسنوات مقبلة.

ومع تراجع الأسواق في ديسمبر، وهبوط خام برنت إلى أدنى مستوى في 11 عاماً ليقل قليلاً عن 36 دولاراً للبرميل بدأ بعض المحللون يظهرون علامات على إعادة النظر في توقعاتهم.

وقال بنك الاستثمار الأميركي مورجان ستانلي في أحدث مذكراته التي نشرت قبل عيد الميلاد تحت عنوان «الرياح المعاكسة تشتد أمام النفط في 2016» إن «الآمال بعودة التوازن في 2016 مازالت تعاني من انتكاسات».

ولا يزال يتعين على المحللين خفض توقعاتهم كثيراً ليتغير اتجاهها من توقعات بتعافي الأسعار في 2016 إلى توقعات بهبوطها. وأظهر أحدث مسح أجرته «رويترز» وشمل 31 محللاً أن متوسط السعر المتوقع لخام برنت العام المقبل سيبلغ 57.95 دولاراً للبرميل بزيادة تتجاوز 20 في المئة فوق القيم الحالية في السوق الحاضرة.

ويتمسك الكثير من المحللين بفكرة أن خفض الإنتاج سيعكس مسار السوق في السنة المقبلة.

وقال ريك سبونر كبير محللي السوق لدى سي.إم.سي ماركتس «نحن نقترب على الأرجح من سوق أكثر استقراراً» مضيفاً أنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 45 دولاراً للبرميل في حين حذر من أنه ستكون هناك تقلبات كبيرة.

غير أن السوق لا تبدي علامات تذكر على الثقة في حدوث تعافٍ حتى في أواخر العام المقبل.

ويظهر منحنى العقود الآجلة لخام برنت زيادة السعر بما يقل عن سبعة دولارات بدءاً من العقود الآجلة تسليم فبراير/ شباط 2016 وحتى تلك التي ينتهي تداولها في ديسمبر من العام المقبل وهو فارق أقل كثيراً مما كان عليه الحال في موجات الهبوط السابقة كما أنه يعكس قلة الثقة في أي زيادة خلال العام وفقاً لما قاله بعض التجار.

في الوقت ذاته يبلغ متوسط القيمة في عقود برنت الشهرية للعام المقبل 40.89 دولاراً للبرميل بما يزيد 3.50 دولارات عن الأسعار الحالية ويقل كثيراً عن توقعات المحللين لمتوسط العام.

ويبقى منحنى العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط كما هو دون تغير تقريباً آخذاً في الاعتبار بالفعل ارتفاع الخام الأميركي فوق برنت هذا الشهر للمرة الأولى منذ سنوات لكن هذا التطور لم ينعكس بعد في توقعات معظم المحللين.

وفي 2015 بلغ متوسط سعر خام برنت 53.60 دولاراً للبرميل في حين بلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 48.76 دولاراً للبرميل بحلول 31 ديسمبر.

ومن بين المحللين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم بشأن توقعاتهم قبل نحو عام «سيتي جروب» الذي كانت توقعاته هي الأقرب لتلك الأرقام حيث توقع البنك أن يبلغ متوسط سعر برنت 63 دولاراً للبرميل ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 55 دولاراً للبرميل في 2015.

وأشارت جميع التوقعات الأخرى إلى أن الأسعار ستتعافى بشكل أكبر من ذلك بكثير لكن السوق واصلت المسار الذي بدأته في يونيو/ حزيران 2014 لعام آخر.

العدد 4864 - الخميس 31 ديسمبر 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً