العدد 4864 - الخميس 31 ديسمبر 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1437هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

لأجل ماذا تهت في هذا العالم؟

عندما تتساءل بينكم وبين أنفسك يوما ما الذي تفعله هنا؟، ما الذي أدخلت نفسك فيه؟ ولأجل ماذا تهت في هذا العالم؟... فأنت في الحقيقة ليس في استطاعتك أن تسمع الصوت الذي ينادي في داخلك، وأنك لا تفهم مرشدك الساكن لب ألبابك لأنك تجهل لغته... لا جسور وصل بينكم وبين هكذا كلمات ورموز ولا روابط بينك وبين هكذا أصوات وهمسات. أنت غافل تماما عن وسيلة مرشدك لأجل إيصال رسالته لك، لذلك أنت تلجأ لمن يحاول أن يفهمك من خارجك يساعدك حتى تفهم الذي يعيش في داخلك.

بئساً لهكذا عالم يملؤه أناس نسوا سر حال الاستسلام والتسليم، فلا يكفوا عن فعل كل شيء بأفكار عقلوهم وقرارات عواطفهم، فلا يهمس السر من خلالهم لتنساب همساته فعلا تلقائيا عفويا، هؤلاء لا يعرفون معنى الاستسلام حتى تكون المشيئة لأنهم يفعلون ولا يحدث فعل من خلالهم وهم يحيون ولا تحدث حياة من خلالهم فأخذتهم البأساء والضراء، لذلك عصي على هؤلاء أن يفهموا سر حال من أبحر بالآلام في قلبه عميقا حتى وجد الحب فسلم واستسلم.

إنه حقا من يحيى الحياة سعيا وراء الحب فهو ينضج ويجهز لتلقي أسرار المشيئة، تقوده حيث يصب القدر. هذا معنى الاستسلام والتسليم، إنه الفعل من خلال الخضوع للمشيئة الحكيمة والتسليم لها، هو الفعل من دون أن تفعل شيئا بواسطة عقلك وانفعالاتك وما يدور بداخله، إنه الفعل الذي يمرر المشيئة إلى قلبك فتتجسد من خلال حقيقة كينونة من تكون.

علي العرادي

أخصائي تنمية بشرية


حبال الإنترنت تقيدنا

تتبدل سبل اكتساب المعرفة بتقدم الزمان، فقديماً كان لا بد لطالب المعرفة من التوجه للمعلم في مدرسته وللحكيم في داره، وللمختص في محل عمله، ومع مرور الزمان أكثر صارت الكتب وسيلة مهمة لنشر المعارف، وقد صارت باباً واسعاً لتبادل الثقافات والأفكار، وعبرت الحدود و صار التلاقح الفكري مؤثراً في بناء الأمم و نهوضها.

وشيئاً فشيء مع تلاحق الثورات العلمية صار الكتاب واحداً من عدة قنوات لنيل المعرفة فقد تزاحمت معه الوسائل التقنية من راديو وتلفاز وتلجراف وغيرها.

وفي هذا الزمان أصبح النبوغ العلمي في أوج عظمته مما نتج عنه الكثير من الوسائل المتقدمة مثل الكمبيوتر والموبايل وغيرها مما يسهّل جمع وتبادل ونشر المعارف بشتى أنواعها.

الذي ينظر للأمر من زاوية إيجابية فهذا حدث عظيم يوفر لنا جهود هائلة عبر ضغطة زر واحدة تجد آلاف الكتب والتقارير والمدونات المجانية، ولكن العجيب في الأمر أن النفس كما كانت تهوى اللعب على مجالسة الحكيم، وتحب التسكع في الطرقات على الانضباط في صف المعلم، هي نفسها هذه النفس التي حين تمسك الموبايل تجد أمامها ملايين الفرص للتسلية والعبث سواء المحرم منها عقلاً وعرفاً وديناً أو الجائز والمقبول، وعلى فرضية أن من يسبح في هذا البحر فهو يراعي هذا الخطر، وقد وضع لنفسه جداراً عازلاً عن كل محرم، فهل يعلم بأن نفسه الثقيلة ليست وحدها، فهناك من يزين لها الاستغراق في أخبار السياسة حيناً، وبعدها العوم في شئون الرياضة ولاحقاً بأخبار النجوم، ويتبعها بالبحث عن ما لا يفيد، بل ويضر أحياناً التعامل مع الموبايل، أصبح مرآةً صادقة، فمن يدمنه فإن في إدمانه خللاً حقيقياً لا مبالغة.

فمن يدعي القول بأنه لا يستخدمه سوى لنهل المعارف واكتساب الجديد من عالم العلوم والحضارات. فهل يعقل أنك ستقضي عمرك في الشحن فقط؟

فمتى تفرغ هذا الشحن وفي أين وكيف ومتى؟ نعيش تخبطات كثيرة فخمس ساعات نقضيها يومياً في أخبار مكررة ومتابعة أحداث يمكنك أن تتابع ملخصها في 5 دقائق.

الوقت المهدور يلاحقنا والتبريرات جاهزة دوماً، الخلاصة هي أننا في اختبار عسير فهذه نعمة نبدلها نقمة باختيارنا، الحرية في كسر هذا القيد والتحكم به لا الانقياد له.

طه عبدالنبي ضيف


ما بين الغرب والعرب آلية التعليم تختلف

تعقيباً على ما ورد في مقال المفكر البحريني علي محمد فخرو تحت عنوان «جدلية الثقافة والتعليم فى أرض العرب» أود القول بأن التعليم والثقافة صنوان لا يفترقان والثقافات تختلف من مكان لآخر اعتماداً على نوعية التعليم وهل فيه منحى للحرية أم العكس. فمثلاً من ثقف الداعشيين والإرهابيين حين تم غسل دماغهم بحيث فضلوا الموت على الحياة؟. من المعروف أن التعليم في العالم العربي لا يتعدى كونه تلقيناً وحفظاً، ورد المحفوظ في ورقة الامتحان بدون إبداء الرأي حول المحفوظ. وكمثال على كيفية انتشار الثقافة فإنه قبل سنوات شاهدت مسلسلاً كوميدياً أميركياً يحكي قصة عائلة مكونة من أب وأم وطفل عمره في حدود العشر سنوات يداوم في مدرسة ابتدائية، وفي يوم من الأيام عند بدء السنة الدراسية أقبل المعلم في الصف، وقال للتلاميذ عليكم انتخاب مراقب للصف، وسيجرى الانتخاب في غضون أسبوع، وعلى كل من يريد ترشيح نفسه لهذا المنصب أن يسجل اسمه للترشح. وهنا التف جمع من التلاميذ حول طفل العائلة المذكورة، وجمع آخر حول منافس له من نفس الصف.

وقد احتار الطفل المذكور فيما يفعل، وقال لأصدقائه سأبلغكم بقراري صباح الغد، وعندما رجع المنزل، وكانت تبدو على وجهه علامات الحيرة التقى والديه، واستشارهما فيما يفعل فما كان منهما إلا أن شجعاه، وزوداه ببعض الاقتراحات حول منصب مراقب الصف، وكان هو أيضاً يحمل في ذهنه بعض الأفكار، وفى اليوم الثاني أخبر رفاقه بأنه سيرشح نفسه للمنصب، ومستعد للحوار مع المنافس كما يفعل المرشحون للانتخابات الرئاسية في أميركا. وانعقد الحوار بعد أسبوع، وتم الانتخاب والنتيجة أن طفل العائلة فاز في الانتخاب وأصبح مراقباً للصف. أليس ما جرى في هذا الصف نوعاً من التثفيف للتلاميذ في صبيحة أعمارهم؟ المعضلة أن المسلم منذ الصغر يتثقف بأنه هو الوحيد الذى سيكون نصيبه الجنة والآخرون من خلق الله نصيبهم النار، وأما الداعشيون فالثقافة وصلت عندهم إلى درجة أن المسلم إذا قتل إنساناً غير مسلم ونجا من العقوبة فإن عمله سيضاف إلى حسناته، وإذا قتل أثناء أداء ما يعتقده جهاداً فقد سلك طريقاً سريعاً إلى الجنة. برأيي المتواضع التعليم في العالم العربي بحاجة إلى تغيرين الأول: إعادة النظر وتجديد وتحديث المناهج التعليمية، والثاني تغيير أسلوب ومسار التعليم من الأسلوب التلقيني إلى الأسلوب الفكري بحيث لا تقتصر مهمة التعليم على محو الأمية؛ بل تفتح الفكر على آفاق جديدة.

عبدالعزيز علي حسين

العدد 4864 - الخميس 31 ديسمبر 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً