العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

من تكون؟ أنت فقط من تقرر

هذه الدائرة التي أحكم غلقها وقد أصبحت كالطوق الخانق الذي منع الصوت من الوصول والحق من أن يسمع جعلت المجتمع يتراجع إلى الخلف في عطائه وإبداعه، بل وحتى في أخلاقه وتعاملاته، وهذه الأمثلة فعليك أخي القارئ أن تقرر ماذا عليك أن تفعل أو تواجه.

إلى متى سيقبل الإنسان على نفسه أن يعيش في محيط وهو عالم بظلمه؟ إلى متى سيقبل أن تهدر إنسانيته حتى يكسب رضى الناس عنه، إلى متى سيقبل أن يستقي العلم ممن لا علم عنده على رغم من علو مرتبته العلمية؟

كثيرًا ما يقف الإنسان حائرا أمام بعض المواقف التي قد يتعرض لها أو تقابله أثناء يومه، سواء في محيط عمله أو محيطه الاجتماعي، تزرع فيه إحساسًا قد يثقل في صدره ويتساءل أحيانا ماذا يجب عليَّ فعله؟ هل أبادر أم أنسحب، هل أناقش أم أصمت؟ فيأخذه النزاع على هذه الأمور بعيدا في فكره فيجد ذلك الموقف الذي كان أمامه قد انتهى وهنا تبدأ المرحلة الثانية في الفكر ويبدأ نوع جديد من التساؤل: لماذا لم أفعل شيئا مما أنا مؤمن به؟ لماذا وقفت صامتا إزاء موقف كان لابد لي من دور فيه؟ وهكذا تبدأ في حياة كل منا معركة داخلية ما بين أن نكون ما نحن عليه وما بين أن تتكون شخصية أخرى قبلت على نفسها أن تتقوقع في محيطها وترفض الإفصاح أو إعلان ما بداخلها حتى لا تتعرض لما هو أشد من ذلك.

إلى متى سيقبل الإنسان أن يفقد صحته حتى يشار إليه بالبنان؟ إلى متى سيقبل أن يوأد حلمه وطموحه وفكره وعقله وإبداعه وقدرته على العطاء والإنتاج حتى تنتهي رغبته في كل ذلك؟ إلى متى سيقف أمام كل هذه الأمور متفرجًا من دون أن يجد الحلول التي قد تعيد إليه إنسانيته وقدرته على الوقوف والمواجهة حتى يصل إلى القناعة التي آمن بها طول عمره؟

ليس هناك أحد منا لم يتعرض لموقف في حياته فرض عليه هذا النوع من الأسئلة المحيرة سواء كانت في مجملها أو بعضها، وقد يجد البعض منا الحلول فيبادر إليها وقد لا يجد غيره ذلك، فتظل هذه الأسئلة حبيسة بداخله يتعايش معها كل يوم في فكره حتى تؤدي به إلى قبول الواقع المظلم ويعيش حالة الرضى ويقنع عقله بذلك فيصبح كالآلة التي تعمل من دون إحساس بأي شعور.

كثير منا فقد بشريته وأطلق العنان لنفسه للتجبر والتسلط ورفض النقاش والنقد والوقوف مع الخطأ ومحاباة الأحبة وذوي القربى، فأنشأ بذلك إنسانا ضعيفا منافقا غير قادر على العطاء والإبداع.

صالح بن علي

 

لا أمان إلا مع الحب

أنت تعيش في خيبة أمل؛ لأنك عشت طويلا تنتظر أملاً، أمل أن الغد سيكون أفضل وأسعد وأجمل، وهذا الغد لم ولن يأتي أبداً، إن قلبك أصبح هو الضحية بعدما كان للحق قضية، عشت فصلاً من الحياة، واستمتعت به وتأبى أن تحيا الفصل الآخر، تأبى أن تسلم لتقلبات الأيام، وتغيرات الدهر، فمن يعيش اليوم في صحة ونعيم يأبى ويهرب من فكرة المرض والفقر، وكأنه ذاهب إلى الجحيم، هي الأحوال تتغير وتتبدل؛ لتجعلك ترى أنه لا أمان مع الزمان، فلا تركن إليه، إنه لا أمان إلا مع الحب.

ربما أنت ظننت أنك محور هذا الوجود، وكبتَّ مشاعر قلبك بهدوء، كل رغبة من رغباتك وراءها رغبة، حلم ينتهي وآخر يأتي، إنها دائرة مفرغة لا تنتهي إلا حين تصل حكاية الفكر إلى النهاية، حين يستسلم الفكر، ترحل الرغبات والآمال الواهمة، وتنحني نفسك الأمارة، ليس بإمكانك أن تحلم وتطمع دون حدود، فهذه هي لعبة، فانسحب منها بهدوء.

جميلة هي الحياة، فعش فيها ولا تدعها تعيش فيك، فلا تصدق أن تقلبات حياتك هي كل شيء ولا تعلق منها على قلبك أي شيء، إنها هي إذا كشفت في سرائها وجهاً، فإن في ضرائها تعطيك ظهراً، وإن ذقت حلو الرخاء، فيوما ما ستذوق مر البلاء.

علي العرادي


المستحيلات... الأربعة!

يقول العرب إن المستحيلات ثلاثة (الغول والعنقاء والخل الوفي)، أما رابع المستحيلات (البحريني) فهو أن تجد حِرَفيًا/ فنيًا أو مقاولاً ينجز لك مهمة أو يؤدي خدمة أو يقوم بإصلاح عطب أو خلل في بيتك أو سيارتك، أن تجد من هؤلاء من لا يريد أن يستغفلك/ ينهشك/ يمتصّ ما بقي من دمك! دعك من (التلويص) والتحايل المصاحب لعملية التصليح أو الترقيع... أنت عندما تتعامل مع أحدهم، فإنك تدهش لهذا الجشع الذي يتملّكهم! البعض منهم (الفنيّون والحرفيّون) وخصوصاً يعتقد أنك أبله أو خريج روضة أطفال! فلا تعرف أي عمل جبّار وأزمنة متلاحقة يحتاج لها تثبيت هذا المصباح أو تغيير ذلك الصنبور أو تبديل تلك القطعة في السيارة... عندما يرى أحد هؤلاء شكل بيتك أو موديل سيارتك وهندامك يعتقدون أنك من سلالة قيصر الروم أو أحد أبناء بيل غيت! وعلى ذلك فما الذي سيشكّل لك دفع عشرين أو أربعين ديناراً في تبديل قطعة في السيارة أو تمديد سلك أو تركيب حنفية! وعندما تستكثر ما يطلبه نظير عمله يتضايق ويقول إن لديه التزامات كثيرة، وهو في هذا تظن إنك نفسك جمعية خيرية أو أنه يحسب أن الصنبور الذي سيركبّه هو صمّام لبئر بترول في بيتك ليس إلا!

قطعاً لا أريد أن أعمّم، ولكنا قمنا بعملية بناء بيتنا الصغير على مرحلتين (على مدى ثمان سنوات) وتعاملنا مع عدة مقاولين وفنيين وحرفيين... والمؤسف أن تجد أن المقاولين (الأجانب) الذين لا تربطك بهم أسبابٌ سوى الإنسانية... تجدهم يقدّرون ظروفك ويتسامحون في كثير من مستحقاتهم و يتعاونون معك لأبعد حد، ولا يشكون لك من التزامات ولا أزمات! بينما الذي يفترض أنه من بني جلدتك ومطّلع على ظروفك وصروفك! تجده يسمعك عسل الكلام وهو يشحذ سكينه! وإذا قلت له إن (فلان) المقاول خصم و فعل كذا بالمجّان.. ردّ عليك رداً سَمجًا «ويش عليّ مِن غيري»!

هناك أمور صرنا نحاول معالجتها بأنفسنا كيفما اتفق وفيما أمكن... ولكن بعض المهام تحتاج فني متخصص وهم على كثرتهم ولكنه يأتيك كالمستشار، الغريب أن هناك من الآسيويين (الفنيين) يدخل بيتك بخطىً واثقة ونظرة ثاقبة ربما تجد مثلها في أعين (غاليليو)!، ويظل يشرح لك ويسهب ويطيل ويخاطبك كما لوكنت أنت طرزان أو موغلي لا تفقه من هذه الأمور شيئاً! ويعرض لك قائمة بالعواقب الوخيمة المترتبة على ترك هذا الأمر دون إصلاح وكذلك الأخطار التي قد تحيق به أثناء عملية الإصلاح! ولم يبق إلا أن يطالبك بتأمين على حياته وإلباسه يونيفورم كبذلة الفضاء، ولو حسبت مقدار ما يريده من أجر بالساعة... لذهلت، لأنه بذلك الأجر، فإنه يحصل على أكثر مما يحصل عليه جورج كلوني في إعلانهِ التليفزيوني! فيما هو راتبه لمدة شهر لا يتجاوز نصف ما طلبه لقاء عمل سوف ينجزه في عدة ساعات!

جابر علي


لا تسرع فإن الموت أسرع

مع تقارب انتهاء 2015 توفى ما يقارب 77 في المئة، بسبب السرعة، وعدم الانتباه، والاستهتار، واستخدام الهاتف، ولا ننسى تخطي الإشاره الحمراء. قبل أن تسرع تذكر من هم في انتظار عودتك بكل شوق وحب وحنين، تذكر من يحب أن يرى ابتسامتك ويسمع ضحكاتك الملهمة بالفرح والسرور.

قبل أن تتهور وتقطع الإشارة الحمراء فكر، كيف سيكون حال والديك عند رحيلك!... وكيف حال أحبابك وأصحابك!

لا تكن سبباً في تعاسة أسرة سعيدة، ولا تكن سبباً في حرمان الابن من والده، ولا تكن سبباً تزايد معدل الحوادث، فقُدْ بحذر كي تسلم ويسلم من حولك.

إن الحياة جميلة بوجودكم فلا تجعلوها كالكابوس المظلم المؤلم عند رحيلكم. حفظكم الله ورعاكم وحفظ البحرين.

عليه العميري

العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً