العدد 4866 - السبت 02 يناير 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1437هـ

البلادي الشاب الذي قال لا للمستحيل وتحدى الفروقات الجسدية بالشهادة

لاحت في الأفق بوادر غير مفرحة آنذاك بالنسبة للشاب جعفر البلادي الذي استشعر الفروقات الجسدية بينه وبين باقي زملائه، وعندما وصل إلى الصف السادس الابتدائي بدأت تلازم البلادي فروقاته الجسدية وأسبابها، وظلت قابعة في مخيلته.

ولد البلادي يوم 19 من شهر مارس/ آذار 1991، في عائلة بسيطة بالبلاد القديم، لم يكن البلادي يعاني من شيء قبل أن يلاحظ الفروقات الجسدية بينه وبين أقرانه، كما أن هذا الأمر تزامن مع فقدانه والده وهو مازال بالثامنة من عمره ليبدأ في مواجهة أول امتحان صعب ومؤلم في حياته.

كتب حينها البلادي في مقدمةٍ جزءاً خاصاً مستذكراً به تلك الفترة العصيبة التي مر بها: «كان الوضع صعباً بالنسبة لي وبالأخص أنني مازلت طفلاً ولا يمكنني الاقتناع بسهولة، وما زاد الأمر صعوبة هو وفاة والدي وفقدت بذلك من يعوضني الحنان والأبوة، ولكن بفضل الله ومن ثم الوالدة والأصدقاء تمكنت من مواجهة هذا الأمر واستطعت التكيف والتعايش مع الوضع البدني، وكان لزاماً علي أن أقرر أن لا شيء يقف أمام طموحي وأحلامي».

وقد كان لذكاء البلادي الأثر الواسع إذ تمكن من خلاله من مواصلة التالق حتى تمكن من تلقين القدر درسا على أن الإعاقة إعاقة الفكر وليس الروح والقلب.

وانغمس البلادي في الأنشطة الثقافية بمدرسة الخميس الابتدائية للبنين ومع مرور الوقت ذاع صيته، وهذا الأمر ادخل الفرحة والسرور في قلبه على حد تعبيره.

مع مرور السنين تخرج البلادي وحصل على دبلوم علوم تجارية من جامعة البحرين وعمل بعدها شهرين في هيئة الكهرباء والماء متدربا وفق متطلبات التخرج من الجامعة.

وكتب في ذلك البلادي: «كانت الفترة الجامعية هي المحك الأساسي لي، لهذا عملت جاهدا حتى تمكنت من التخرج والحصول على الدبلوم وعملت بعدها في إحدى الشركات الخاصة وبداية العام الجديد سوف انتقل الى العمل في هيئة الكهرباء والماء».

وفي فناءات المواقف الطريفة للبلادي يقول: «كثيرة تلك المواقف التي تعطيني القناعة وبالأخص أنني استشعر معها محبة الناس لي وهذه نعمة من الله، والحمد لله الذي وهبني الروح العالية دائماً والتفاؤل والقابلية على التأقلم وساعدني كثيرا في تخطي هذه المرحلة والان مع تقدم العمر اصبحت لديّ قناعات وافكار أرى جسمي الصغير كان خيرا وصلاحا لي والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالي».

قال تعالى: «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستودعها ومستقرها كل في كتاب مبين».

ولا يخفي البلادي آماله التي يسعى اليها بالمستقبل القريب، إذ يقول في ذلك: «طبعاً الامال التي اسعى إليها اولاً رضا الله سبحانه وتعالى، وإسعاد أمي قدر المستطاع وخصوصاً بعد أن كبرت واصبح لي دخل ثابت، وتعويضها عن عمرها الذي أفنته في تربيتنا، والتطور والارتقاء بالعمل ومحاولة الوصول لأعلى المراتب الممكنة».

 جعفر البلادي
جعفر البلادي

العدد 4866 - السبت 02 يناير 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 1:00 م

      صديق للعمر كله جيف. بالتوفيق حبيبي تستاهل كل خير. حبيب.

    • زائر 8 | 6:05 ص

      جعفر مثال للاخلاق

      بكل امانه جعفر تعرفت عليه في القرية و من ثم في الجامعه فقد كان مثال للاخلاق و الاحترام ومحبة جميع من يعرفه او يراه لروحه المرحة و اخلاقه العالية.. اتمنى له دوام التوفيق و الخير ان شاء الله

    • زائر 7 | 3:58 ص

      كبير يالخال
      الله يحفظك ويخليك

    • زائر 6 | 2:48 ص

      نعم الولد ونعم التربية
      فعلا ولد خلوق مهذب طموح لا يعرف اليأس ذاكرا لله فحتما ستكون النهاية الى خير وبالتوفيق يا ابو صادق
      ونشوفك معرس عن قريب . ابو محمد الشتر

    • زائر 5 | 2:28 ص

      التقدير

      ليس لحجم الشخص في طوله اي اهمية ، انما حجم الشخص بمحبة الناس له . وانت يا جعفر حجمك كبير لدينا يالعزيز

    • زائر 4 | 2:15 ص

      منور الجريدة يابوصادق ..جعفر من الطلبة الذيت لازلت احتفظ بكثير من الذكريات معه عندما كان طالبا في النعيم الثانوية..يحمل الكثير من روح الدعابة بالإضافة لخلقه الرفيع. وعلاقته الرائعة بجميع من يحيط به من معلمين وطلبة..وفقك الله ياجعفر ..ماجد المقابي ..ر

    • زائر 3 | 12:44 ص

      البلادي

      جعفر شاب مرح وخلوق…… ..، وله معزة في قلوب الاهالي والكل يحبه وكل التوفيق لك ياجعفر

    • زائر 2 | 12:29 ص

      جعفر التمار

      جعفر صاحب اخلاق عالية جداً جداً ومحبوب في البلاد القديم ، ونتمنى له التوفيق في حياته

    • زائر 1 | 10:36 م

      وحش يا أبو صادق .. وفقك الله أينما كنت ًں’•

اقرأ ايضاً