أفاد عدد من رواد مدينة التنين الصينية الواقعة في ديار المحرق، أن «أسعار المعروضات في السوق مرتفعة نوعاً ما، وخصوصاً إذا ما قورنت بنظيرتها في سوق التنين في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة»، فيما دافع باعة صينيون التقتهم «الوسط» عن ارتفاع الأسعار الذي اعتبروه «مبررا»، وأرجعوا ذلك إلى ما أسموه «الالتزامات المالية».

ورصدت «الوسط» خلال جولتها في مدينة التنين الصينية بديار المحرق أمس (الأحد)، تدفق المواطنين والخليجيين على هذه المدينة التي افتتحت في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2015، فيما لوحظ ان غالبية مرتادي المدينة يتجولون لاستطلاع أسعار المعروضات، والقليل منهم من عمد إلى الشراء، وخصوصاً ان غالبية المحلات لم تفتح حتى الآن، وقد استطلعت «الوسط» آراء عدد من مرتادي مدينة التنين، حول طبيعة اسعار المعروضات وانطباعهم عن المدينة بشكل عام.

إلى ذلك، أشار علي القيدوم، إلى أن «الأسعار مرتفعة في بعض السلع المعروضة، مقارنة بأسعار مجمع التنين في دولة الامارات (دبي)، بينما سعر عدد من السلع منخفض، وخصوصاً ما يتعلق بمجال الدعاية والإعلان، على اعتبار انني متخصص في هذا المجال».

واضاف «جئت إلى هنا لشراء بعض مستلزمات الدعاية والاعلان، وتلمست الأسعار المنخفضة والمناسبة، كما ان تصميم المدينة افضل بكثير من مجمع التنين في دبي، من حيث المساحة والترتيب، على الرغم من ان غالبية المحلات لم تكتمل حتى الآن».

واوضح ان «افتتاح مدينة التنين في البحرين، خفف علينا مشقة السفر إلى دولة الإمارات من اجل شراء المسلتزمات المطلوبة، وآمل ان يتم افتتاح باقي المحلات في اقرب وقت، وان يراع في السوق مستوى الأسعار، فهو موقع جذب للخليجيين ومكسب للبحرينيين».

من جانبه، قال عيسى جناحي: «إن الأسعار مرتفعة، وخلال جولتي لعدد من المحلات لاحظت ارتفاع الأسعار التي لا تتناسب مع مستوى المنتجات الصينية، على خلاف الاسعار المنخفضة في مجمع التنين في دبي».

ووافقه الرأي سلمان محمد الرويشد، قائلاً «المعروضات باهضة الثمن، مقارنة بالاسعار نفسها في دبي، فقد اشتريت من احد المحلات الخاصة بمستلزمات المنزل، بطانية سعرها مرتفع، الا انني ساومته في السعر حتى اشتريتها بسعر منخفض».

وأضاف «أعتقد أن هذه الأسواق، وخصوصاً الصينية منها، تتطلب من الزبون المساومة في السعر، وهو امر لا يدركه الجميع، وأطالب من المسئولين حث أصحاب المحلات على خفض الأسعار، لجذب المواطنين والخليجيين».

من جهته، طالب جواد ابورويس من المعنيين ضرورة دراسة تقسيم المحلات في مدينة التنين، وأفاد «خلال الجولة في المجمع، رصدت العشوائية في ترتيب مواقع المحلات، التي من المفترض تقسيمها وفقاً للتقارب في نوعية المعروضات، فمن الضروري أن تُقسم المحلات وفقاً لطبيعة اختصاصاتها، وان تكون متقاربة من بعضها البعض، اسوة بالمحلات الموجودة في سوق التنين بدبي، فالعشوائية في توزيع المحلات يربك الزبون، وتستنزف منه الوقت الكثير بالبحث عن المحلات المتشابهة، مثلاً المحلات المتخصصة ببيع الالكترونيات يتوجب أن تكون متقاربة من بعضها البعض».

وأشار إلى أن «أسعار المعروضات في مدينة التنين أغلى من نظيرتها في سوق التنين بدبي».

فيما أوضح سيدهادي الموسوي أن «المحلات الرئيسية في مدينة التنين ضيقة، بينما المحلات الفرعية مساحتها اكبر، كما ان ترتيب المحلات غير لائق للزبائن، اذ يجب ترتيبها بحسب المحلات المتشابهة، مما يسهل في عملية البحث عنها، وعدم إضاعة الوقت».

وشدد على ضرورة «أن تكون الأسعار منخفضة، لتكون هناك منافسة حقيقية في الأسعار والمعروضات».

واستطلعت «الوسط» آراء عدد من الموظفين الصينيين العاملين في المحلات، اذ قال الموظف في محل لبيع الأدوات الكهربائية وانجين أن «أسعار المعروضات في البحرين مقاربة لاسعار المعروضات في الصين، باختلاف بسيط، على اعتبار ان جلب الادوات والمستلزمات من الصين الى البحرين يتطلب اجرة اضافية فضلاً عن ايجار المحل ورواتب الموظفين، الامر الذي يقضي بارتفاع الاسعار في البحرين بنسبة بسيطة».

وتابع «بعض الزبائن الخليجيين يعتقد ان الاسعار غير ثابتة، وتعتمد على جنسية الزبون، وهذا امر خاطئ، إذ إن أسعارنا في المحل ثابتة، سواء على البحريني او الخليجي، لا فرق بينهم، فالأسعار واحدة على الجميع».

من جانبه، ذكر الموظف الصيني في محل لبيع المستلزمات الالكترونية توم، أن «الأسعار في الصين أقل بكثير، إلا أنها تكون مرتفعة في البحرين، بسبب الكلفة الاضافية التي يتحملها صاحب المحل في جلب المعروض، وغيرها من الالتزامات المالية».

وقد بلغت كلفة إنشاء مدينة التنين الصينية مبلغ 100 مليون دولار أميركي على أرض تقدر مساحتها الإجمالية بنحو 115,000 متر مربع وبمساحة بناء تقدر بنحو 56,000 متر مربع وتشمل مجمع التنين وقرية المطاعم، حيث يتميز المجمع بتصاميمه المعمارية الجذابة التي تحاكي تقاليد البناء الصينية ويضم ما يفوق 360 متجراً لمبيعات التجزئة والجملة بجانب منطقة مخصصة للمستودعات والتخزين تشغر مساحة 4,500 متر مربع فضلاً عن موقف رحب للسيارات يتسع لألف وخمسمئة سيارة.

ووفقاً للقائمين على المشروع، فقد استهدفت المرحلة الأولى منه إنشاء مدينة التنين وشارع المطاعم الآسيوية.