العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ

الأزمة بين الرياض وطهران تزداد حدة... وحلفاء المملكة يقطعون علاقاتهم مع إيران

تصاعدت أمس الإثنين (4 يناير/ كانون الثاني 2016) حدة التوتر بين السعودية وإيران مع حذو حلفاء للمملكة حذوها بقطع العلاقات أو خفض التمثيل الدبلوماسي مع طهران، بينما دعت دول كبرى إلى احتواء التوتر الذي ينذر بتداعيات إقليمية.

وغداة إعلان المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، اتخذت البحرين إجراءً مماثلاً، بينما أعلن السودان طرد السفير الإيراني، واستدعت الإمارات سفيرها في طهران. وأضيف إلى هذه الخطوات، الإعلان عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل.

وسارعت دول عدة إلى التحذير من تصاعد التوتر، فأعربت روسيا عن استعدادها «لدعم» حوار بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران، في حين دعت باريس وبرلين إلى لجم التوتر الذي بدت مؤشرات على احتمال تمدده، مع إطلاق مسلحين النار على دورية للشرطة في المنطقة الشرقية من السعودية حيث تتركز الغالبية الشيعية، وتفجير مسجدين للسنة في العراق.

واندلعت الأزمة الجديدة بين السعودية وإيران على خلفية إعدام النمر مع 46 شخصاً آخرين بتهمة «الإرهاب».

وأثار إعدام النمر غضب طهران. وسارت تظاهرات في إيران حيث هاجم متظاهرون غاضبون السفارة السعودية في طهران وأحرقوها إضافة إلى القنصلية السعودية في مدينة مشهد.

وردت السعودية بإعلان وزير خارجيتها، عادل الجبير مساء الأحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وطرد دبلوماسييها خلال 48 ساعة. كما وصل إلى دبي ليل الأحد الإثنين، قرابة 80 دبلوماسياً سعودياً وأفراد عائلاتهم من إيران، بحسب مصادر دبلوماسية.

وفي خطة تصعيدية إضافية أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية أمس (الإثنين)، «وقف جميع الرحلات من وإلى إيران».

وسارعت دول قريبة من السعودية أمس إلى اتخاذ خطوات شبيهة.

فقد أعلنت مملكة البحرين في بيان «قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، والطلب من دبلوماسييها المغادرة «خلال 48 ساعة».

وشمل القرار إغلاق بعثة البحرين لدى إيران وسحب كل طاقهما.

كما أعلن السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران «فوراً»، بحسب بيان لوزارة الخارجية التي أكدت أن القرار يأتي على خلفية «حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة» السعودية وقنصليتها.

أما الإمارات العربية المتحدة التي تحظى بعلاقات تجارية واقتصادية جيدة مع إيران، فقد استدعت سفيرها وخفضت التمثيل الدبلوماسي.

وأفاد بيان للخارجية الإماراتية أن أبو ظبي قررت خفض التمثيل «إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة»، كما تم «استدعاء» سفيرها في طهران، سيف الزعابي تطبيقاً للقرار.

وعللت خطوتها بـ «التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة».

وفي القاهرة، أفاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأحد المقبل، بهدف «إدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد»، إضافة إلى «إدانة التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية».

دعوات للجم التوتر

وتخوفاً من انعكاس هذا التوتر على أزمات دامية وشديدة التعقيد، سارعت دول كبرى للدعوة إلى التهدئة.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس (الإثنين) اتصالين هاتفيين مع نظيريه الإيراني، محمد جواد ظريف والسعودي، عادل الجبير وحضهما على الهدوء في أعقاب قطع الرياض العلاقات مع طهران.

وقال مسئول أميركي رافضاً ذكر اسمه إن كيري اتصل بظريف والجبير لأن الأزمة الناجمة عن إعدام السعودية للنمر تهدد بمزيد من التصعيد.

وأعلنت الأمم المتحدة أن وسيط الأمم المتحدة لسورية ستافان دي ميستورا سيزور في الساعات المقبلة الرياض ثم طهران في محاولة للجم التدهور في العلاقات بين البلدين.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو «مستعدة لدعم» حوار بين الرياض وطهران، طالبة «بإلحاح» منهما «والدول الخليجية الأخرى ضبط النفس»، وسلوك «طريق الحوار».

كما دعت فرنسا إلى «وقف تصعيد» التوتر بين السعودية وإيران، بحسب تصريحات للناطق باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لوفول الذي اعتبر أن «تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع، وقد ذكر وزير الخارجية (لوران فابيوس) بالرغبة في وقف التصعيد».

كما دعت برلين عبر المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، شتيفن زايبرت، إلى بذل كل ما في وسعهما «لاستئناف علاقاتهما».

توترات متنقلة

وفي مؤشر جديد إلى التوتر، أطلق مسلحون النار مساء الأحد على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط الشيخ النمر.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن إطلاق النار أدى إلى «مقتل المواطن، علي عمران الداوود وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)».

بدورها، لم تسلم الرياضة من تداعيات التوتر بين طهران والرياض.

فقد طالبت أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم على مواقعها الإلكترونية، بعدم لعب مبارياتها المقررة مع الأندية الإيرانية في إيران ونقلها إلى أرض محايدة.

العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً