العدد 4884 - الأربعاء 20 يناير 2016م الموافق 10 ربيع الثاني 1437هـ

آباء وأمهات يربون أولادهم على الفاحشة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

شدت انتباهي قصة حقيقية لشابة اكتشفت أنَّ أمها على علاقة محرمة مع أحد الرجال، واللافت في الأمر حديثها أن أمها ليست من النوع السيئ، بل تصلي وتصوم وتعرف ربها!

بدون أن أخوض في التفاصيل، ولست أبرر لها فعلها، فالخطأ خطأ والحرام حرام مهما تكن المبررات، لكني أعتقد أن السبب هو الجفاف والجمود الحاصل في علاقتها الإنسانية والعاطفية مع زوجها، الذي جعلها تضعف في لحظة ما وترتمي في أحضان رجل آخر محرم عليها يبحث عن إرضاء غريزته حتى وإن كانت ستؤدي إلى خراب أسرة كاملة، فضلا عن ارتكابه جرمًا عظيمًا عند الله!

هذه القصة، تجعلك تفكر بشكل أوسع، ماذا عن أولئك الرجال والنساء اللاتي يرتبطن بعلاقات محرمة مع غير زوجاتهن وأزواجهم، ولعل هذا الحال يوجد بنسبة أكبر لدى الرجال، فعلى أية تربية سينشأ أبناؤهم وبناتهم وهم يرون قدواتهم في الحياة يستلذون بالرذيلة ويمارسونها، كثير منهم بتكتم شديد وربما بعضهم تحت غطاء الدين، وآخرون يمارسونها جهارا نهارا غير آبهين بدين ولا مشاعر ولا أخلاق!

من نافلة القول التذكير، أن الابن والبنت هما مرآة لآبائهم وأمهاتهم، يتعلمون منهم الصدق إذا كانوا صادقين، والكذب إذا كانوا كاذبين، وقس على ذلك كل القيم الصالحة والطالحة، سواء عمدوا إلى تلقين هذه القيم لأبنائهم أم لا؛ لأن الطفل يكتسب من التربية الصامتة أكثر مما يكتسبه من التربية الناطقة، وهنا علينا أن نسأل كل أب له علاقات محرمة، قلة كانوا أو كثرة، ماذا تتوقع أن يكتسب أبناؤك من كل ما تفعله؟، هل تعلم انك تربيه على أن يكون مثلك متى ما تفتحت غريزته، بل انه لن يشعر بتأنيب ضمير ولا صوت مجتمع ولا دين؛ لأنك أنت الذي غرست فيه حب الحرام والتلذذ به والخضوع له، بلا وازع ولا حسيب.

نحن لا نعمم لأية ظاهرة اجتماعية، هناك أبناء صالحون يخرجون من بيئة أسرية فاسدة، وكذلك العكس، لكن القاعدة العامة تقول إن الأب والأم هما قدوة كل طفل، وهما في الغالب من يرسمان له أفكاره وطريقه في حياته المقبلة بتصرفاتهم وأفعالهم وأعمالهم.

بعض الآباء يظن انه عندما يتكتم على علاقاته المحرمة، فإنه يبعد أبناءه عن الطريق الذي مشى فيه، لكنه لا يعلم انه يبذر فيهم بذرة محاكاته وتقليده مع أول فرصة سانحة تلوح لهم، شابًّا كان أم فتاة، وقد يظن انه ذكي بما فيه الكفاية ليوهمهم بأنه أب جيد أو أم جيدة، لكنه لا يعلم أن هؤلاء الأبناء يفوقونه ذكاء وأنهم يعرفون الكثير من علاقاته المحرمة التي قد لا يعرفها أقرب المقربين له، وإن كانوا لا يتحدثون أو ينطقون بشيء يدلل على ذلك.

على كل أب وأم، أن يعلموا أن طريق الحرام سيرتد على أبنائهم وبناتهم عاجلاً أم آجلاً، شاء ذلك أم أبى، وعلى كل إنسان يمارس الحرام أن يتوقع أن أولاده وبناته سيسيرون على الطريق ذاته الذي سلكه، لذلك راقبوا أفعالكم أيها الآباء والأمهات، قبل أن تراقبوا أبناءكم وبناتكم، واعلموا أن من يدين يدان ولو بعد حين!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4884 - الأربعاء 20 يناير 2016م الموافق 10 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:54 ص

      في هذا العصر نحن في تحدي كبير مع الانحدار الأخلاقي من جهة برامج التواصل الاجتماعي و انفتاح شبكة الانترنت هذا من جهة و من جهة ضعف الوازع الديني بأن أصبحت العبادات عادات يومية لا تضر و لا تنفع و من جهة ثالثة صار المجتمع بعيد عن فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

    • زائر 7 | 1:39 ص

      احسنت

    • زائر 6 | 1:10 ص

      المصيبه الاكبر , ان البنت تخرج بملابس ضيقه وتتزين وان امها وابوها راضين ولم يوقفوها ولم ينصحوها ويفتخرون بجمالها امام الناس ,, و بعضهم يشاهد افلام ذات مشاهد غير اخلاقيه امام اطفاله و ينشأ الطفل بغريزة شهوانيه ,, وبعض الاباء يعلمون ان ابنائهم وبناتهم لهم علاقات عالهاتف ولا يمنعونهم ,, التربيه هي اساس الدين نسئل الله ان لا يكون اطفالنا منهم

    • زائر 5 | 11:07 م

      الونيس

      اللهم أصلح أمور المسلمين في مشارق الدنيا ومغاربها

    • زائر 4 | 10:19 م

      يقول احدهم لاحظت تغير دراماتيكي في مزاج الزوجة لا تقبل مني اي شيء صار كلامه ثقيلا على قلبها حتى اكتشف الفاجعة كانت الضحية اسرة واولاد رموا في الهاوية . المشكلة ليست في تلبية متطلبات الزوجية ولكن حب التغيير احيانا و البحث عن سعادة مختلفة

    • زائر 2 | 10:05 م

      الله يهديهم

      قروب الهدره شحوااااال

    • زائر 1 | 9:47 م

      اتقو الله

      تحدث هذه المعاصي من قلة ذكر الله سبحانه وتعالى

اقرأ ايضاً