العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ

أعلام في التسامح والسّلام: رجلُ السّلام شعلةُ سَلام

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

لاتزال مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبًا، تستقطب الاهتمام العالميّ، وتحظى بالتقدير والاعتراف الأهليّ والرسميّ بالجهود الموصولة من لدن رئيس الوزراء الموقّر صاحب السموّ الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تجاه الإنسان والإنسانيّة من خلال سعيه الدؤوب إلى إحلال السلام، وتوثيق العلاقات الإنسانية بين شعوب العالم؛ إذ منحت جمعيّة «تعزيز السلام»، ومقرها فيينا، جائزة «شعلة السلام» لسموّ الأمير، فكان بذلك أول رئيس وزراء عربيّ تقرّر الجمعيّة منحه هذه الجائزة المرموقة، تكريمًا لسموّه بوصفه شخصيّة عالميّة لها دور بارز في مجال العمل الإنساني لدعم السلام.

وإذْ يكاد المحلّلون يجمعون على أنّ ارتباط هذه الجائزة بشخصيّة الأمير خليفة بن سلمان إنما يزيد جمعية «تعزيز السلام» النمساويّة إشعاعًا، فإنّه، يقينًا، أّن سلسلة «أعلام في التسامح والسلام» التي دأبنا منذ أشهر على تحريرها ستزداد وهجًا وتألّقًا حين تتشرّف بالحديث عن سموّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بوصفه علمًا من أعلام التسامح والسلام.

إنّ أهمّ ما يميّز هذه الجائزة أنها تُمنَح لسموّه من جمعيّة أهليّة أوروبيّة ناشطة في ميدان العمل الإنسانيّ على مستوى دول العالم؛ فجمعية «تعزيز السلام» الدوليّة هي إحدى الجمعيات غير الحكومية وغير الربحيّة العاملة في مجال نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بهدف تعزيز أنشطة السلام، وتشجيع الآخرين على المشاركة في عملية بنائه. وهي تمتلك باعًا في مجال السلام، وتتمتّع بمصداقيّة كبيرة للمكانة السامية للقائمين عليها؛ إذْ تأسّست في مطلع تسعينات القرن الماضي من قبل رئيسة الجمعية صاحبة السموّ الإمبراطوريّ الأرشيدوقة «هيرتا مارغريت هاسبورج». وتنشط الجمعيّة في أكثر من 70 دولة لتقديم المساعدات الإنسانيّة للنازحين واللاجئين.

وقد بعثت الجمعيّة جائزتها شعلة السلام في العام 2007م، وتمنحها لرؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات الذين قدّموا إنجازات ملموسة في سجلّ دعم السلام العالميّ والتعايش السلميّ والتعاون الدوليّ في مجالات التنمية المستدامة، والمبادرات الإنسانيّة.

وتشمل قائمة الشخصيّات التي حصلت على جائزة شعلة السلام أسماء بارزة على الصعيد العالميّ من بينها رئيس كوسوفو الحالية آتيفيت يحيي آغا، و الرئيس السابق لبولندا ليج فاليسا، وغيرهما من الجديرين بها والذين يبذلون جهودهم في المشروعات الرامية إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الثقافات ودعم الأعمال الإنسانيّة.

ويأتي تكريم سموّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بشعلة السلام تقديرًا لدعم سموّه المحوريّ للسلام والأمن الإقليميّ والعالميّ، وبفضل ما يبذله من جهود حثيثة وعظيمة لخدمة السلام والأمن الدوليَّيْن وتقديرًا لالتزام سموّه بالتنفيذ الفعّال للأهداف الإنمائيّة للألفيّة، فضلاً عن قيمته الكبيرة كشخصيّة عالميّة مؤثّرة في تعزيز السلام ودعم العلاقات الإنسانيّة بين مختلف الشعوب. إضافة إلى انتهاج سموّه سياسات توفّر التعايش السلميّ للأقليّات الدينيّة والعرقيّة في مملكة البحرين.

وأكّدت الجمعيّة أنّ ما دفعها لتمنح سموّه هذه الجائزة هو أنّ إنجازات سموّه تطابق الأسس التي تقوم عليها أهداف الجمعيّة؛ إذ جاء قرارها هذا بعد دراسات مستفيضة لأعمال صاحب السموّ الملكيّ رئيس الوزراء، ومدى تأثيرها العميق على المستوَييْن الإقليميّ والعالميّ في دفع الجهود من أجل أن يسود السلام في العالم. وفي الوقت الذي تعاني فيه منطقتنا العربيّة خصوصًا، والعالم عمومًا من تزايد القتل والتدمير وتفشّي المنظمات الإرهابيّة، يحرص سموّه على توجيه رسالة سنويّة إلى العالم بمناسبة اليوم العالميّ للسلام في (21 سبتمبر/ أيلول) من كلّ عام، حيث يضمّن رسائله هذه رؤية سموّه وفكره تجاه كلّ ما من شأنه أن يُعزز السلام العالميّ.

كما أنّ جهود سموّه المبذولة من أجل مساعدة اللاجئين والمتضرّرين في مختلف دول العالم تقف برهاناً على أنّ نظرته تتجاوز الحدود المحليّة والإقليميّة لتشعّ على مستوى العالم والإنسانيّة جمعاء. ناهيك عن سجلّ سموّه الحافل وطنيًّا؛ إذ أدار سموه سدّة الاقتصاد والتنمية الشاملة، وأرسى قواعد التنمية البشرية والحضريّة تحقيقا لصالح الوطن والمواطنين، وارتقاءً بجوانب الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة من خلال الأداء الفاعل للحكومة، دون أن يتأخّر سموّه عن دعم الفنانين والمثقفين لاستخدام الإبداع وسيلة لتعزيز التقارب بين الشعوب وتعزيز ثقافة السلام والتعايش.

وإذا كان لكل امرئ من دهره ما تعوّد، فإنّ عادةَ سموّ الأمير حصدُ الجوائز متفرِّدًا؛ إذْ ليست المرّة الأولى التي يكون فيها سموّ رئيس الوزراء، (حفظه الله ورعاه)، أوّل شخصيّة سياسيّة عربيّة مرموقة تنال مثل جائزة «شعلة السلام»، فقد اعتاد الانفرادَ بالجوائز إذ كان أوّلَ مسئول عربيّ أيضا ينال جائزة «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة» من قِبَلِ الاتحاد الدولي للاتصالات. إضافة إلى قائمة طويلة من الجوائز والشهادات الدولية، من بينها أربع جوائز من منظمة الأمم المتحدة، وبرامجها المتخصّصة منحتها لسموه خلال عقد من الزمان، لعلّ أهمّها جائزة الأهداف الإنمائية للألفية، لتنهض كل هذه الجوائز والأوسمة شاهدا عالميًّا على إنجازاته ورقمًا قياسيًاً تفرّد به سموّه.

إنّ هذه الإنجازات والأعمال الرياديّة التي يشهد بها القاصي والداني، والتي تمثّل مفخرة لمملكة البحرين وأبنائها البررة، وللعروبة عموما، ليست وليدة الشهر والسنة، ولا هي ربيبة الصدفة أو المناسبة، وإنّما هي تتويج لنصف قرن من العطاء الزاخر أمضاها سموّه في خدمة المملكة امتزجت فيها خبرته العميقة وقدراته الفذّة بوعي شعب مدرك لحجم الجهود التي يبذلها سموّه من أجل مستقبل زاهر وتنمية مستدامة لشعب البحرين، وكذلك من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلميّ بين مختلف مكوّناته.

وخير ما نختم به، التذكير بدعوة رئيس الوزراء الموقّر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المجتمع الدوليّ في رسالته الأخيرة بمناسبة يوم السلام العالميّ (21 سبتمبر 2015) إلى «مزيد من التعاون والتنسيق والعمل الجماعيّ الموحّد الذي يوفّر المُناخ اللازم الذي يُرسي أسس سلام عالميّ دائم ومستقرّ يُمكّن الشعوب من التقدّم على طريق النّماء والازدهار الذي يحقّق متطلّبات الحياة الكريمة والآمنة.

وأكّد سموّه أن «التصدّي لخطر الإرهاب الذي بات يهدّد أمن وسلام العالم أجمع، يتطلّب تعاونا دوليّا أكثر فاعليّة وشمولا بحيث لا يقتصر على مواجهته أمنيا وعسكريّا فحسب، وإنّما من خلال وضع حدّ للأفكار والإيديولوجيات التي تغذي الإرهاب»، محذّرا سموّه من «أنّ التهاون في مواجهة الإرهاب سيجرّ مزيدًا من الويلات على البشريّة بأكملها».

وحثّ سموه في آخر كلمته وسائل الإعلام في كل مكان على «الترويج لثقافة السلام وغرسها في نفوس الأجيال القادمة» وهو ما تسعى إليه سلسلتنا «أعلام في التسامح والسلام».

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:53 م

      أعلام في التسامح والسّلام: رجلُ السّلام شعلةُ سَلام
      شكرا على المقال حفظ الله مملكتنا بسلام

    • زائر 2 | 6:01 ص

      إن شاء الله يعم السلام على أرض السلام

    • زائر 1 | 11:36 م

      وحثّ سموه في آخر كلمته وسائل الإعلام في كل مكان على «الترويج لثقافة السلام وغرسها في نفوس الأجيال القادمة» وهو ما تسعى إليه سلسلتنا «أعلام في التسامح والسلام».

اقرأ ايضاً