العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ

العداء العاطفي بين زوجين!

وسام السبع wesam.alsebea [at] alwasatnews.com

إليكم هذه الحالة: فتاة في منتصف العقد الثالث، ربة بيت مضى على زواجها ما يزيد على 15 عاماً، وهي أمٌ لأربعة أبناء: ثلاث بنات وولد واحد، ورغم أنها تعيش مع أبنائها وزوجها تحت سقف واحد، إلا أن الزوجين يعيشان منفصلين عن بعضهما عاطفياً وجسدياً بكل ما تجسده كلمة الانفصال من معنى، فقد غادر الزوج فراشه الزوجي سنوات توشك أن تبلغ عشراً! أما الزوجة فتجتّر أحزانها وتتلهى بمراقبة أولادها يكبرون وسنوات العمر تكرّ كحبات السبحة!

القطيعة العاطفية بين الزوجين لها أسباب كثيرة؛ لكن أبرزها يتمثل سيادة اعتقاد واهم عند أحد الزوجين بعدم الحاجة إلى الآخر سواء عاطفياً أو جسدياً أو مادياً، وهو إحساس قد يساعد على تعميقه ذلك الغياب الاختياري الطويل أو الدائم للزوج أو الزوجة عن مسرح الحياة الأسرية المشتركة.

هذه مقدمة أجدها ضروريةً لإبراز حالات أسرية عديدة - أخشى أن ترقى إلى مستوى الظاهرة - يعيشها مجتمعنا مع الأسف في ظل التكتم والخشية من مناقشتها بشكل علني، فالبيوت «أسرار» كما استقرّ في أذهاننا طويلاً، والزوجة الضحية لسوء المعاملة والهجر غالباً ما تلجأ إلى «الصمت» إما خوفاً من نظرة الإشفاق التي سُترمى بها من محيطها الأسري والاجتماعي، أو لأن هذا «الوضع الأسري المقلوب» أًصبح معتاداً وقد «كيّف» الزوجان حياتهما معه، ولم يعد ثمة داعٍ للخوض فيه وإصلاحه بعد أن اتسع الفتق على الراقع وأصبحت الحلول التوافقية شبه مستحيلة في نظر كلا الزوجين أو أحدهما.

«هجر فراش الزوجية» يعدّ أوضح علامات انهيار هذا الميثاق المقدس بين الزوجين، وهو التدبير العدائي المعلن الذي قد يلجأ له أحد الزوجين للتمرد على مؤسسة الأسرة. الخلافات الأسرية تحدث في كل بيت، وهي حالة قد تكون في بعض الأحيان مطلوبة لـ»تسخين» الوضع العاطفي، وهي قد توفّر فرصةً ذهبيةً للتفاهم من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح؛ لكن أن تتحوّل ساحات المنزل إلى مدينة أشباح يلفها الصمت المطبق، أو يصبح البيت مجرد «نزل ليلي» للزوج يقصده للنوم فقط، أو يمسي «حلبة مصارعة» كلامية واشتباك بالأيدي يومياً، فهذا أمرٌ يستدعي تدخلاً ضرورياً وسريعاً من أهل الثقة أو الاختصاصيين من الذين تهمهم مصلحة الأسرة ويعنيهم تحقيق التوافق بين الزوجين.

ألجأ في بعض الأحيان إلى الأدب بهدف المتعة الشخصية، وفي أكثرها أذهب إلى التاريخ طمعاً في بعض «العبر»، أما «قضايا المجتمع» فتشعرني دائماً بحرارة الدماء التي تجري في عروق الحياة، وبالتالي أعيش فيها وأنا مفتوح العينين.

أقضي هذه الأيام مع الروائي المغربي الطاهر بن جلون وتحفته الأدبية الجديدة: «السعادة الزوجية»، والعنوان مخادع ويحمل مدلولاً معاكساً لمضمون أحداث الرواية التي تأخذنا إلى الدار البيضاء، وتحديداً في العام 2000، حيث «فولان» الذي تشير إليه الرواية دائما بـ «الرسَّام»، المتحدِّر من عائلة ثرية من مدينة فاس، فيما الزوجة من عائلة بربرية فقيرة. تتيح له موهبته ثراءً ونجومية. تقدم الرواية شهادتين، شهادة الزوج (الرسَّام)، وهي في مجملها إدانة، وشهادة أخرى للزوجة التي تتصدَّى للرد وتفنيد كل ما حملته رواية زوجها من اتهامات.

في المجمل ينتهي القارئ إلى أن التفاوت الطبقي، وتنافر الطباع، والتباين في المستوى الثقافي (قد) يشكل منبعاً لا ينضب من الخلافات والمعارك الزوجية، بل وأحياناً الشكوك التي تعمل على تدمير الحياة الزوجية بالكامل وتحيلها إلى جحيم.

«الطلاق» خيار سيء لأي زوجين دون ريب؛ ولكن البقاء تحت أنقاض أسرة منهارة خيار أسوأ بكثير، أن يقبع المرء أسيراً لعلاقة تحمل في أحشائها بذور الفشل هذا يعني مصادرة كاملة لحق الحياة بكرامة والمستقبل الأسري الآمن. أعرف كثيراً من العلاقات الزوجية الفاشلة التي تفتقر لأبسط مقومات العيش الإنساني، لكن الزوجة في مثل هذه الحالات قد تختار التحايل على ذاتها ومحاولة إقناع الذات بأنها في مهمة «خلاص عظيم» تتمثل حصراً في حماية الأبناء من براثن الضياع والتفكك الأسري، وهو أمر غير صحيح في بعض الحالات المستعصية على الحلّ. فالطلاق قد يشكل ملجأً ضرورياً لحماية الأطفال وترميم نفسية زوجة محطمة مزقتها الخلافات واستنزفت قواها مشاكل علاقة غير متكافئة.

هذا لا يعني أن الزوجة دائماً وأبداً هي الضحية؛ فالمراكز الاجتماعية المعنية بالوضع الأسري تحتفظ بقضايا ضحاياها أزواج مغدورون، وهذا ما يطرح تساؤلاً جدياً بشأن مدى الحاجة لوجود برامج تأهيل للزوجين قبل وما بعد الزواج، كما أن الحاجة ماسة في ضرورة تصدّي الإعلام لتغيير الصورة النمطية السلبية السائدة للاختصاصي الاجتماعي والمرشد الأسري في مجتمع تأخذ نسب الطلاق فيه بالارتفاع والتصاعد المقلق، ناهيك عن الوضع الأسري البائس لعدد آخذ في التزايد من الزيجات المستمرة شكلاً.

وربما يعكس الجدل الشوري بشأن الاقتراح القانوني بفرض دورات تأهيل قبل الزواج، واحداً من المخاوف الحقيقية التي تبديها الجهات المختصة بشئون الأسرة، نظراً لارتفاع نسبة الطلاق، وحاجة الجيل الجديد إلى التأهيل في كيفية التعامل مع شريك الحياة وسبل حل المشاكل الأسرية.

إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"

العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 4:43 م

      ارجوك استاذ وسام

      نحن بحاجة لمناقشة هذه الامور
      وايجاد حلولا جذرية
      فالكثير من الازوج منفصلين عاطفيا
      وطلاقهم صامت

    • زائر 26 | 4:42 م

      المسؤلية

      والثقافة الزوجية والحس الشرعي في هذه المسائل معدوم...كدت اقع في هذه المشكلة مدة سنة وزوجي لاينام معي في غرفة واحدة كنت حاملا ومجهدة واجد صعوبة بالغة في النوم وهو يعاني وغيرها...فاختار راحتي بالابتعاد ضنا منه انه مساعدة منه....حتى تداركنا الامر لاننا كدنا نقع في قضية البعد العاطفي والجسدي

    • زائر 25 | 3:01 م

      ابحثي عن السبب

      من قال 5 سنوات اتزهق الواحد بالعكس اتزبد المحبة والرغبة بعد ""

    • زائر 18 | 7:59 ص

      اعاني من الهجر العاطفي من زوجي بحيث لا يجلس معي ابدا ولا يكلمني
      حاولت الكثير لانجاح علاقتنا الزوجية لكن دون فائدة
      الآن كرهت الحياة معه وأفكر بتركه والبحث عن غيره

    • زائر 19 زائر 18 | 10:04 ص

      تفضلي

      الباب يسع جمل

    • زائر 24 زائر 18 | 1:40 م

      اذا استحالت العشرة بينكم فيكون الطلاق هو الحل الافضل

    • زائر 17 | 7:33 ص

      الظلم ظلمات

      نفس الحالة الاولى قصتي لكن.لديه ثلاث أبناء وبنت تحملت منه الكثيروهو اخلاقه صعبه ولا يصرف على البيت وكنت اشتغل وأصرف واربي أولادي وكان يسافر من مكان الي اخر و استمر على هدا الحال وهجر فراش الزوجيه وكنت اسمع عن علاقاته القذره ثم تزوج وبعد فتره طلبت منه زوجته الطلاق بسبب خياناته ورجع الي البيت علشان ما عنده مكان وبقى الحال على ما هو عليه

    • زائر 15 | 5:03 ص

      الرجل ما يملي عينه إلا التراب

      مهما خسرتي من عمرك معه لن يقدرك الرجال بطبيعته اناني ويحب نفسه فلا تتعبي نفسج في ارضائه

    • زائر 22 زائر 15 | 10:32 ص

      كلام فارغ

      هذا الكلام يمثلك أنت وما تعانين أو كونت من نظرة تمثل تجربتك أو ما تولد لديك أنت.
      هذه سوداوية فلا الرجل دائما هو المخطىء ولا الزوجة دائماً هي المخطئة، فلكل مشكلة أسباب وحصر السبب في طرف نظرة غير موضوعية وقاصرة.

    • زائر 14 | 5:00 ص

      حتى بابسط الامور
      المراءه هي التي تبادر عالرغم ان طبيعة المراءة العاطفيه هو احساسها بانها مرغوبه وجميله بعين زوجها
      انا امراءة بعد دوام يوم طويل بالعمل وجلوسي مع ابنائي لتدريسهم حتى ساعات الليل الا استحق من زوجي التفاته ومبادرة ؟؟
      واذا قمت بمداعبته اصاب بخيبة امل لان العمليه الجنسيه تنتهي بقذفه حتى قبل حصول الانتصاب الذي يحدث بمشقه
      لقد تعبت وانا اطلب منه ايجاد علاج
      اليس من باب الحب للزوجه جعلها تستمتع بما احله الله لها ؟؟ اوليس حصن لها وله من مغريات الحياة ؟

    • زائر 21 زائر 14 | 10:29 ص

      لعله يخجل

      اختي الكريمة ، ابحثي أنت عن علاجه، رتبي إليه موعد استشارة لدى طبيب مختص وأخبريه أن الموعد لكليكما، وسيكتشف الطبيب وهو أن الخلل فيه
      استشيري أهل الخبرة في كيفية التعامل معه.

    • زائر 12 | 3:45 ص

      كنت اظنني لوحدي اعاني من نفس المشكلة

    • زائر 10 | 1:55 ص

      الرادع

      نحن النساء لا نعترض على شرع الله والذي يجيز للرجل أن ينكح مثنى وثلاث ورباع....ولكن نتحسر على إهمال الرجل للمرأة ....ونفوض أمرنا لله فهو الذي سيحاسب كل مخطئ

    • زائر 13 زائر 10 | 4:26 ص

      من حقي ان اطلب الطلاق اذا تزوج بأخرى. من حقي ان اعتبر الزواج من اخرى خيانة لي وان اقابلها كما يحلو لي. تغير الزمن واصبحت المرأه في احيانا كثيره اقوى من الرجل بكثير. اصحو ولا تحسوا بالصعف

    • زائر 23 زائر 13 | 11:12 ص

      Undertaker مو مرة. ليس الشديد بالصرعة لكن الشديد من ملك نفسه عند الغضب. هذا كلام من لا ينطق عن الهوى مو كلامش الماصخ

    • زائر 9 | 1:34 ص

      واقع مر

      هناك عشرات الحكايات هنا وهناك عن التحول في الحياة الزوجية وهو تغير من الطرفين النساء تشاغلن بمسلسلات تركية وباتت تنتظر ابتسامة البطل وباقة الورد والعطر وهو تشاغل باللهو وساعات من المرح وقد يكون برئ خارج المنزل خسرت عفتها وخسر رجولته تقبل ضحك مع هذه وتلك فما عادت زوجته هي الوحيدة التى يبتسم لها والذنب حوله لصورة أخرى وسنوات الانتظار طالت وطالت والضحايا هم الأبناء ان وجدوا

    • زائر 8 | 1:29 ص

      عذبتني حتى تطلقت

      انا رجل عشت اعشق زوجتي ولي منها ثلاثة اطفال اثنان منهم معاقيين .وفي زحام الحياة فاجئتني بطلب الأنفصل رجعت من عملها ع بيت اهلها ولم ترجع للبيت وعملت المستحيل وبقية عام كامل وبعدها رجعت وبعد سنوات طلبت نفس الطلب وعذبتني وشتت بيتي واطفالي .وفي البحث تبين انها تتواصل مع زميل عملها وبينهم علاقة بدأت بالاعجاب وهي لا تنكر اعجابها به في ادارة القسم وعند سؤالي لها تقول تستشيرة في حياتها الاسرية . اليس عيبا بل حرام ما قامت به اليس حرام ما عملته في تفكيك الاسرة

    • wessam abbas زائر 8 | 6:52 ص

      تأثرت بقصتك ياعزيزي.. شكرا لتواصلك وقد يكون لي وقفه مع هذا النوع من القضايا

    • زائر 28 زائر 8 | 5:50 م

      هذا يبغى ليها

      هذا يبغى ليها دست علشان تتادب عيل هادتنك وتتكلم وي رجال غريب

    • زائر 3 | 12:08 ص

      هي أن تكون البادءه

      لماذا لا تكون هي التي تبدأ ؛ مثلا بمداعبات لطيفه وناعمه وحركات زوجيه ووووو واشوية لباس ليلي ذي صبغه تشعره بالإجابة الجنسيه واشوية مشموم أو رائحة عطره ، يعني أن تكون غرفة النوم رائعه من عدة نواحي . ( رجل خبير ).

    • زائر 2 | 11:26 م

      صديقتي تقول ...

      زوجي يحبني كثيرا" .. ويحترمني لأبعد الحدود ... ويعاملني معاملة راقية تحسدني عليها الكثيرات ... لكنه يمارس معي ( هجرة فراش الزوجية ) وإلى الآن لا أعلم السبب .. لا زلت شابة لكن باسلوبه جعلني أشعر بأني عجوز تنتظر النهاية ..

    • زائر 4 زائر 2 | 12:37 ص

      زائر 3

      تقول : تعبت من المبادرة ومن الحركات والإغراءات .. يبتسم ويروح ينام !!!

    • زائر 5 زائر 2 | 1:17 ص

      إلى زائر 3

      الزوجة تستعد كل ليلة ثم يعود الزوج بعد منتصف الليل ويكون متعبا" ويخلد إلى النوم إستعدادا" للعمل ودون مراعاة لمشاعر زوجته ..

    • زائر 6 زائر 2 | 1:22 ص

      لأنَّ يحترمها

      مايبّي إيهينها

    • زائر 11 زائر 2 | 1:59 ص

      اعتذر لكم عن الشفافية الزائدة لكنها مطلوبة احيانا

      يمكن للمرأة ان تجذب الرجل لفراش الزوجية حتى لو عنى ذلك ان تقوم بعملية الجماع من الألف إلى الياء وحدها من غير ان يقوم الرجل باي مجهود
      تستطيع تجربة ذلك مرة وترى النتيجة .. اذا لم يستجب الرجل اطلاقا .. فقد يعني انه يعاني من ضعف جنسي يمنعه من الاستجابة للمحفزات
      ادعو لهما بالتوفيق والسعادة في حياتهما الزوجية

    • زائر 1 | 11:20 م

      أعرف .....

      زوجة مطيعة لزوجها دائما" ... تدلله بإستمرار ... تحترمه كرجل له القوامة عليها .... سنوات زواجهما لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ... النتيجة حياة باردة وهجرة لفراش الزوجية من قبل الزوج !!! الزوجة المصدومة لم تجد سببا" واضحا" لتغير معاملة الزوج ... لكنها وصلت لقناعة أن ما يحدث إما برود وضعف لدى الزوج .. أو علاقة بإمرأة أخرى ...
      ما رأيكم أنتم ؟؟؟

    • زائر 7 زائر 1 | 1:28 ص

      خمس سنوات

      خلاص الواحد يمل بعد هذي المدة
      لا بوجد شيئ جديد
      شيئ متوافر عنده وشبع منه

اقرأ ايضاً