العدد 4968 - الأربعاء 13 أبريل 2016م الموافق 06 رجب 1437هـ

الكتابة فعل تحرر ومقاومة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

في محاضرتها بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث أثارت الكاتبة الفلسطينية المناضلة عائشة عودة الشجون والآلام والحنين والشوق إلى تلك الأرض العربية المحتلة التي باتت الشمّاعة التي يعلّق عليها العرب خيباتهم.

بدأت الكاتبة محاضرتها بسعادتها لوجودها بين إخوتها العرب في بلد عربي غير فلسطين، وكيف أنها كانت تنتظر هذا التقارب بين الفلسطينيين والعرب منذ زمن بعيد، وخصوصاً أنها ترى الخذلان العربي الذي جعل بعض الدول تعقد اتفاقات مع الكيان الصهيوني وتبيع منتجاته في حين يقاطع الأجانب ويدعون إلى مقاطعة البضائع الإسرائلية على سبيل المثال، وأثنت على البحرين وشعبها الذي كان سبّاقاً للتزود بالثقافة والتنوير منذ القدم.

تحدثت في محاضرتها التي عنوتها بـ: «الكتابة فعل تحرر ومقاومة» عن تجربتها وزميلاتها في سجون العدو، وعن لجوئهن إلى الكتابة من خلال إعادة كتابة الأدب الفلسطيني، كما فعلت حين أعادت كتابة ما كتبه غسان كنفاني في «أرض البرتقال الحزين» وغيرها من الكتابات التي صودرت من قبل العدو حين اكتشفوها. عن طريقة مقاومتهن التي اخترنها، وهي الكتابة لتكون دليلاً على ما واجهنه في السجون الإسرائيلية وخارجها. عن الجمعية التي أسسنها لتكون عوناً لكل امرأة تعرضت للسجن من قبل العدو ليرفعن من معنوياتها ويشجعنها على الاستمرار في حياتها حرة مرفوعة الرأس.

في تلك الجلسة، شعرنا بتناقض المشاعر التي تتناوب على قلوبنا وضمائرنا، بين الفخر والاعتزاز، والقهر والألم والفرح والقوة والضعف والشوق لأرضنا العربية المحرّمة علينا، وخصوصاً ونحن نسمع ما ذكرته الكاتبة بشأن مقاومتها وصمودها، مذ كانت فتاة في الثانوية تسعى لأن تجابه المحتل بقوة إرادتها، وما ذكرته بشأن ما ينقل في قنوات العدو التلفزيونية حين يتحدى الطفل الفلسطيني الأعزل إلا من حجره وإرادته بندقية جندي يسأله بكل عنجهية عما إذا خائفاً من الجنود الاسرائليين أم لا، فيجيب بكل ثقة: أنا لا أخاف من سجن أو موت لكني أخاف أن أترك أرضي لهذا العدو المحتل.

مقاومة أطفال الحجارة ليست أمراً جديداً علينا، فقد نشأنا ونحن نراها في طفولتنا ونسمع بها، ومازالت صامدة حتى اليوم ولن تتوقف ما بقي الاحتلال، لكن الجميل في الأمر أن نسمعه على أرض وطننا من كاتبة جاءت من أرض فلسطين، أن نناقشها فيما قالت ونسمع ما تجيب، أن نشعر باضطراب دقات قلبها؛ لأن أحداً من العرب دعاها لتحكي مقاومتها واستمع إليها وهي تحيي مقاومة الظلم في كل مكان، وفي بلادها تحديداً قائلة: كل من يسجن حتى في سجون بلاده؛ لأنه يطالب بالحرية مقاوم، فكيف بمن يقاوم محتلا يريد بأرضه وشعبه سوءاً».

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4968 - الأربعاء 13 أبريل 2016م الموافق 06 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:04 ص

      فعلاً،الكتابة فعل مقاوم..

      فعلاً،الكتابة فعل مقاوم..وهذا ينطبق على كل بلد وليس فلسطين وحدها،لذلك تجدين يا أختي سوسن،أن صاحب الكتابة يطارد ويسجن وينكل به وهو لم يكتب أكثر من (سطر) في موقع تواصل إجتماعي،لماذا؟!لأن الكتابة فعل تحدٍ يعطي (سيناريو آخر) للقصة وللوضع ولما هو مفترض أن يكون،لا كما تريد فرضه السلطة !!

اقرأ ايضاً