العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ

حكم الناس باسم الدين!

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

بعض قصص التاريخ تجعلك مشدوهاً متعجباً من بساطة تفكير بعض الشعوب، وسهولة النصب عليها نصباً جماعياً بمختلف الأساليب والطرق، وربما يكون الدين هو أكثرها وهو مازال موجوداً حتى اللحظة المعاشة.

في كتابه «الصدفة في التاريخ»، ينقل الكاتب شاكر مصطفى حكاية بعنوان «أن تكون إلهاً... مصادفة!» يتحدث في الحكاية عن «سقف العالم» وهو الاسم الذي أطلقه الجغرافيون على هضبة التيبت التي كان يسكنها ما يزيد على مليون وربع المليون كلهم من الرعاة، وكان نصفهم من المحاربين بينما النصف الآخر رهبان للديانة اللامية التي هي أحد فروع البوذية الخاصة بالمنطقة.

يذكر مصطفى أنه ولغاية العام 1950 كان يحكم منطقة التيبت إله أرضي مزعوم من بني البشر يسمونه الدلاي لاما، ولا يشترط به أن يكون من سلالة محددة ولا من طبقة معينة أو من بلد أو جماعة بعينها، لكنها الصدفة وحدها الكفيلة باختيار الإله الجديد على أن يكون طفلاً له من العمر أيام معدودات لا تصل إلى الشهر.

فحين يبلغ الإله الثالثة والعشرين من العمر، كان يختفي بصورة غامضة ولا يعرف أحد مصيره أبداً، وباختفائه تبدأ مهمة اللامات وهم كبار الرهبان الثلاثة والعشرين الذين يعتبرون الحلقة المغلقة للدين والحكم في القصر المقدس، وهناك يختارون واحداً منهم عليه في نهاية اليوم الثلاثة والعشرين أن يجد الإله الجديد في حين ينصرف الآخرون إلى البكاء والتضرع راجين أن يقوم هذا الراهب بإنقاذ البلاد من الشياطين، فقد «انقطع وصول الدعاء بعد أن انعدم وجود الإله».

كانت مراسم اختيار الإله الجديد تتم وسط رهبة وصمت، إذ يقوم الراهب بالذهاب إلى النهر لمدة ثلاثة أيام للتعرف على صورة الإله الجديد في النهر ويتعرف على وجهي والديه وشكل بيته في القرية بالاستعانة بروح الإله السابق الذي تحل روحه في الطفل الجديد الذي يولد بعد وفاته، فيذهب الراهب لوالدي الطفل ويأخذ الطفل منهما وسط ذهولهما وسعادتهما أن ابنهما صار إلهاً، ليعيش في القصر المقدس بعد أن يتم ختانه ورسم علامات الإلوهية وشماً بالإبر الملتهبة على ظهره وباطن قديمه لتطهيره من الشياطين!

كانت هذه هي مراسم اختيار الإله الحاكم لمنطقة التيبت قبل أن تحتل الصين البلاد ويختطف المحاربون الإله الأخير والرهبان وتنتهي بهذه لعنة الآلهة على البشر الذين يقتلون في سن الثالثة والعشرين كي ينتخب غيرهم إلهاً.

باسم الدين يقنع هؤلاء الرهبان الشعب كاملاً بضرورة الابتهال والدعاء وإجزال العطايا وإعلان الولاء والطاعة المطلقة لهم وللإله الجديد، وكي يعم المنطقة السلام وتندحر الشياطين، وهو ذاته ما يحدث اليوم ولكن بشكل أكثر ذكاءً وحذراً؛ حين يستطيع بعض تجار الدين تمرير ما يريدون باسم الدين، وينصاع لهم من لا يفكر بعقله بعد أن اعتاد أن يفكر عنه غيره.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4982 - الأربعاء 27 أبريل 2016م الموافق 20 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:51 ص

      لا يزال حتى في يومنا هذا شباب في عمر الزهور يقدمون أرواحهم في حروب دولية ليس لها أي صله بالدين المسلم يقتل أخيه المسلم فهذا أكثر عجبا

    • زائر 11 | 9:46 ص

      من القلاقل "قل" أي المعوذات الثلاث وهماك تعويذه وتعاويذ أخرى من الشيطان الرجيم ومن إبليس اللعين نتعوذ فيقال:
      (( أعوذ برب الفلق..
      (( اعوذ برب الناس ...
      ((أعوذ بالواحد الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد...
      أعوذ بــ (( الله الذي لا إلاه إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض ما ذا الذي يشفع عنده إلّا بإذنه له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم))

    • زائر 5 | 1:22 ص

      اي دين فيه اختفاء و غيبيات غريبه عجيبة هو دين خزعبلات و دَجَل الحمد لله ان في الاسلام لا يوجد لا اختفاء و لا دَجَل يوجد كتاب الله و سنة رسول الله و لا يوجد بعد وفاة رسول الله اي إنسان مقدس بل كلنا سواسيه لافرق بين احد و لا احد أقدس من احد و لا خزعبلات و لا دَجَل

    • زائر 9 زائر 5 | 8:19 ص

      لا للتعميم

      خطأ بعض البشر من اصحاب المصالح السياسية والشخصية لتحقيق الذات والتي تغلف احيانا بغلاف الدين والتدين ودغدغة مشاعر البسطاء وفرض الحاكمية المطلقة على الاتباع من قبل افراد يامرون فيطاعوا .. لا يبرر القول والتشكيك في الامور الغيبية التي تواترت حتى وصلت درجة العلم.. يمكن لكل شخص ان ينتقد المعاصرين وغير المعاصرين، ولكن يجب كذلك انصاف من غيرو وجه التاريخ.. فمحمد بن عبدالله (ص) واله وصحبه الميامين ليسوا خرافة وليسوا خزعبلات.

    • زائر 2 | 12:04 ص

      بارك الله فيك

      هذه معلومه جديده استفدنا منها
      الجديد فيها أننا علمنا أنَّ هناك شعوب وديانات أخري غير إسلاميه عندها من الطقوس والمعتقدات التي ربما تتطابق مع ماعندنا نحن معشر المسلمين، ولا نري غرابة ما نحن عيه لأننا زم نتكبّد عناء التفكر في ما نعتقده وما إذا كان عقلانياً ومن عند الله أو هو من باب النصب علينا والاستخفاف بعقولنا من قبل دجّالي البشر ( أو شياطين الإنس كما سمّاهم ربّ العالمين )
      وهم هدفهم أصبح معلوماً بأنهم يسوّقون لأنفسهم بأنهم آلهه ولكن بطريقه غير مباشره

    • زائر 3 زائر 2 | 12:59 ص

      تابع زائر 2

      آلهه بطريقه غير مباشرة
      يقولون إنهم تمّ تعيينهم من قبل مندوب ربّ العالمين المختفي ولا يعلم أين هو فيه ومع ذلك هم معينون من قبله ويمثلونه تماماًً وما يقولونه ملزم تماماً لاتباعهم في المذهب والدين ولا يجوز الخروج عليه ولا حتي مناقشته أو التشكيك فيه ! !

    • زائر 1 | 11:40 م

      أحسنتين! يا أختي العزيزة! ما شاء الله! صادقة! إن شاء الله نسلم من هذيلين اله يتشاكسون ويجننونا ويفقدونا صوابنا عشان نتبع هذا الإله أو ذاك الإله مالهم! هاوشونا وبهدلونا وصارعونا وسوونا مجانين لين ما تهنا عشان يجبرونا نتبع هذا الاله او ذاك وهنا مثل ضربة الله جل جلاله الحكيم العليم بنفسه ولم يضربه بنو البشر (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون )

اقرأ ايضاً