العدد 5035 - الأحد 19 يونيو 2016م الموافق 14 رمضان 1437هـ

انقسام جغرافي في بريطانيا قبل الاستفتاء

مع دنو موعد الاستفتاء بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، تشهد البلاد انقساما على الصعيد الجغرافي أيضاُ إذ تؤيد غالبية المدن الكبرى في اسكتلندا البقاء في أوروبا بينما تفضل الحملة الانجليزية الخروج منه.

اختصر الرئيس السابق لمعهد يوغوف، بيتر كيلنر لاستطلاعات الرأي انه "الريف الانجليزي" ضد لندن واسكتلندا وايرلندا الشمالية.

 

بريطانيا المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي

 

لندن: العاصمة البريطانية التي يبلغ عدد سكانها 8.6 ملايين نسمة تعتبر بحسب كل الاستطلاعات مؤيدة لبقاء البلاد في اوروبا بنسب تقارب ال60 في المئة. وبفضل حي الاعمال "ذي سيتي" الذي يؤيد بغالبيته الاتحاد الاوروبي، تملك بريطانيا احد اكبر المراكز المالية في العالم كما انها مدينة متنوعة ولد 37 في المئة من سكانها في الخارج.

واوضح البروفسور رون جونستون المتخصص في جغرافيا الانتخابات لوكالة "فرانس برس" إن "الاماكن الاكثر تأييدا للاتحاد الاوروبي في بريطانيا هي الاكثر تنوعا والتي سكانها معتادون على التبادل مع اوروبا وهم أفضل تعليماً وأكثر تقبلاً للعولمة بشكل عام".

وما ينطبق على لندن، ينطبق ايضا بشكل اقل على المدن الانجليزية الكبرى الاخرى. وقال معهد "يوغوف" في دراسة ان "المدن الجامعية ذات السكان الشباب مثل ليفربول ومانشستر ويورك وبريستول تعتبر من الاكثر تأييدا لأوروبا".

اسكتلندا: تعتبر اسكتلندا الاكثر تاييدا لاوروبا بالمقارنة مع المقاطعات الاربع التي تشكل المملكة المتحدة. اظهر استطلاع اجراه معهد "ايبوس موري" مؤخرا ان 64% يؤيديون البقاء في مقابل 36% يفضلون الخروج.

واشار جونستون إلى أن "اسكتلندا تقيم منذ زمن علاقات وثيقة مع أوروبا خصوصا فرنسا"، مضيفاً أن "ادنبرة وليس لندن كانت في صلب قرن التنوير البريطاني. وجامعات ادنبرة وسانت اندروز وغلاسكو أقدم من غالبية الجامعات البريطانية وبالتالي فهي أكثر تنوعا".

ويستند الحزب الوطني الاسكتلندي "اس ان بي" إلى هذا التيار المؤيد لأوروبا في حججه للمطالبة باستقلال البلاد. واضاف جونستون ان تأييد اوروبا فرصة للبعض "من اجل التخلص من الانكليز". وايرلندا الشمالية مؤيدة ايضا بغالبيتها لأوروبا. واكد تشارلز باتي استاذ الجغرافيا في جامعة شيفيلد لوكالة "فرانس برس" إن "وضع ويلز مثير للاهتمام فهو ليس اكثر تأييدا للخروج من انجلترا لكن بالتأكيد اكثر ميلا لهذا الخيار من اسكتلندا وايرلندا الشمالية".

 

بريطانيا المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي

 

الريف الانجليزي: يشكل الريف الانجليزي او "الحزام الاخضر" بمساحاته الخضراء التي تطوق المدن الكبرى المعقل الاساسي لمؤيدي خروج البلاد.

في هذه المناطق يعيش السكان الذين يشعرون بانهم اكثر عرضة للتهديد من الهجرة لانهم سيفقدون من اراضيهم بالإضافة الى ما سيترتب على قدومهم من أعباء على الخدمات العامة. وحذر كريس غيرلينغ رئيس مجلس العموم الذي يعتبر من كبار مؤيدي الخروج، من ان "الهجرة بإعداد كبيرة سترغمنا على البناء في قسم كبير من (الحزام الأخضر) لتلبية الطلب على المساكن".

واشار باتي "هناك تأييد أكبر للخروج في قلب انجلترا خصوصاً المناطق الوسطى بشأن المدن الصناعية القديمة في الشمال والسواحل الجنوبية والشرقية للبلاد".

واضاف جونستون أن "الاشخاص ذوي المداخيل المحدودة هم الذين يشعرون بانهم الاكثر عرضة للتهديد من الهجرة".

 

المنتجعات: تعتبر المدن الساحلية مؤيدة لأوروبا وتشكل المكان المفضل الذي يشن فيه حزب يوكيب الشعبوي المشكك في اوروبا حملاته. ويقع معقل النائب الوحيد للحزب دوغلاس كارسويل في كلاكتون على الساحل الشرقي.

ويقول جونستون ان المنتجعات التي كان يقصدها المصطافون حتى خمسينات القرن الماضي "تدهورت بشكل كبير باستثناء بريستول" مع انتشار الرحلات الى دول مشمسة بأسعار مقبولة.

واستبدل التجار والسياح بسكان مسنين غالبا غير مؤهلين والقسم الاكبر منهم من البيض "الذين ارغموا على ترك المدن الكبرى بسبب ايجارات البيوت الباهظة التي لم يعودوا قادرين على تسديدها".

والهجرة اقل انتشارا في المنتجعات منها في المدن لكنها تشكل مع ذلك الحجة الاساسية لمؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي في هذه المناطق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً