العدد 5097 - السبت 20 أغسطس 2016م الموافق 17 ذي القعدة 1437هـ

فيما يخص البعثات والتخطيط

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لن أدخل أبداً في حرب البعثات التعليمية التي تثار سنوياً بشكل طائفي، فبالنسبة لي لا فرق أن يتخرج طبيب سني أو شيعي، يكفي أنه بحريني يخدم أبناء وطنه، ومع ذلك ليس هنالك من مبرر لقتل طموح أي متفوق حصل على نسبة 99 في المئة في اختياره التخصص الذي يريده، وبإمكان الدولة أن ترصد من ميزانيتها ما يحقق هذا الطموح بدلاً من الصرف غير المبرّر على أمور ثانوية لا تضيف شيئاً لمستقبل البحرين أو أبنائها.

ما يثار في كل سنة حول بعثات الطب «وفقط الطب»، وما إذا كان هنالك تعمد استبعاد لطائفة معينة من هذا التخصص ليست النقطة الأساسية في مجمل الموضوع، مع أن أساس العدل أن يأخذ كل مواطن حقه بشكل متساوٍ مع غيره في بناء مستقبله ما دام يستحق ذلك عن جدارة وتفوق وذكاء واستعداد، وكان من الممكن لوزارة التربية والتعليم أن تتخطى كل هذه الضجة بمجرد الإعلان بكل شفافية عن أسماء ومعدلات الذين حصلوا على البعثات الدراسية بكل شفافية، فليس هنالك «أسرار عسكرية أو أمور خاصة بأمن الدولة» في مثل هذا التوجه، وإنما تعمد إخفاء أسماء الحاصلين على البعثات الدراسية وتخصصاتهم هو ما يثير الشكوك في عدالة توزيع البعثات.

الأمر الأهم، هو لماذا لا توفر الدولة سنوياً عدداً من البعثات تتناسب مع احتياجاتها من التخصصات المختلفة، بحيث يكون ذلك وفقاً لخطط واستراتيجيات مستقبلية مدروسة، فمثلاً من المفترض أن تعرف وزارة الصحة مثلاً احتياجاتها من الكوادر الطبية سواء الحالية أو المستقبلية بناء على عدد الأطباء الأجانب وما يشغلونه من تخصصات مختلفة، وبذلك تضع استراتيجية محددة لإحلال المواطنين في هذه التخصصات خلال فترة معينة. كذلك يمكن لوزارة التربية والتعليم أن تقوم بنفس الدراسة حول احتياجاتها من المدرسين واختصاصاتهم. كما أنه من المفترض أن تقوم وزارة العمل بدراسة ميدانية حول احتياجات سوق العمل من مهندسين وفنيين في مختلف المجالات الاقتصادية، ومن ثم توضع خطة للبعثات الدراسية تستوفي الاحتياجات الضرورية والملحة والتي يكون فيها قيمة مضافة وراتب مجزٍ بعد التخرج.

ما نلاحظه أن وزارة التربية والتعليم ومنذ عقود، تقوم بطرح تخصصات محددة، وسواءً إن كان ذلك من خلال منح دراسية تقدمها دول أو جامعات خارجية أو ما توفره الدولة من هذه البعثات والمنح، مع أن ذلك لا يتسق مع واقع سوق العمل المتطور.

المشكلة ليست محصورةً في البعثات فقط وما إذا كانت عادلةً أم لا، إنما المشكلة في غياب التخطيط وربط مخرجات التعليم بسوق العمل وإتاحة الفرصة للمواطن بأن يأخذ حقه في التوظيف وأن تكون له الأولوية، مهما كانت طائفته مقارنةً مع الأجانب.

لو كان المتفوقون يرون أن هنالك فرصاً يمكن من خلالها أن يحققوا طموحهم في العيش بحياة كريمة تؤمن لهم ولأبنائهم فيما بعد الحد المعقول من الدخل المادي، كما في باقي الدول الأخرى، فلربما اختاروا تخصصات أخرى يحبونها بصدق ويمكن أن يبدعوا فيها حتى وإن كانت هذه التخصصات غير ذات صيت اجتماعي كالدكتور أو المهندس أو المحامي.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 5097 - السبت 20 أغسطس 2016م الموافق 17 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:13 ص

      نطالب بالشفافية

    • زائر 9 | 6:22 ص

      أمانة ، الجميع مظلوم في موضوع البعثات ، سنة وشيعة ، وزميلاتي السنة وقع عليهم الظلم اكثر ، معدلات ٩٩ واكثر وفي الاخير بعثة في جامعة البحرين ، الظلم وقع على الكل مو على طائفة دون طائفة ، ولاني طالبة متخرجة هل السنة واعرف النظام واللي انثار من بلبلة ان اسئلة المقابلات طائفية و في الواقع هذا غير صحيح ، المقابلين كانوا على قدر عال من الاخلاق والاسئلة كانت للكشف عن شخصية الطالب مثلها مثل اي اسئلة في مقابلة عمل او بعثة خارجية وهذا النظام ممتاز لان عالميا الآن يُعتمد على الشخصية و ليس المعدل المدرسي

    • زائر 11 زائر 9 | 1:51 م

      ودي اصدق بس قوية قويييييية

    • زائر 6 | 3:59 ص

      هالشنة الشغلة كانت واضحة
      التمييز على المكشوف
      الكل يتشكى ويتظلم
      والى الله المشتكى.

    • زائر 5 | 3:45 ص

      توجد خطة واحدة الآن يتم العمل بها و هي ما وردت في ...

    • زائر 4 | 3:38 ص

      خلهم ينشرون الاسماء والبعثات والعمدلات بشفافية وما راح احد يعترض.
      ليش يسوون شغلهم بالخشة ويحرمون ناس ويعطون ناس.

    • زائر 3 | 2:19 ص

      اي خطط اي استراتيجيات الله هداك شغل الوزارات كله على البركة حتى لو عندهم خطط توضع في الإدراج ويقفل عليها و يا زيد ما غزيت ليتم الحال على ما هو عليه

    • زائر 1 | 10:54 م

      الشفافية بس بس اسم ومعدل والتخصص والجهة المبتعث أليها هذه ليس اسرار عسكرية ياوزارة التعمية والتطفيش.

    • زائر 2 زائر 1 | 12:13 ص

      شكرا للكاتب مانقوله سنويا عن هذي السالفة على الدنيا السلام لكن يجب وضع حلول سريعةوالمشكلة الكبيرة ان هناك اوادم تحب الفتن والتحريض

اقرأ ايضاً