العدد 5101 - الأربعاء 24 أغسطس 2016م الموافق 21 ذي القعدة 1437هـ

الرسائل السلبية حول المدرسة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

بعد أيام تبدأ بعض المدارس الخاصة فتح أبوابها لاستقبال أبنائنا التلاميذ في جميع المراحل الدراسية، وما هي إلا أسابيع حتى تفتح المدارس الحكومية أبوابها أيضاً، لينتظم جميع التلاميذ على مقاعدهم الدراسية.

الرسائل التي تتداول في هذا الشأن متنوعة وكثيرة، وتزداد مع اقتراب الموعد في كل فصل دراسي. لكن هذه الرسائل في مجملها، إلا النادر منها، سلبية وتعطي صورة مزعجة عن التلميذ وأمه ومدرسته وأبيه، وكل ما يتعلق بالحدث؛ إذ لم يسلم من النظرة السلبية أحدٌ له علاقة بالدوام المدرسي.

هذه الرسائل تصل للطفل قبل الكبير، فتحوّل سعادته إلى قلق وخوف وتذمر. تجده يجفل كلما ذكر اسم المدرسة، ويقلق كلما قرب الموعد، ويشعر بثقل الدوام المدرسي قبل أن يبدأ. حتى أولئك الذين كانوا يشعرون بالشوق لزملائهم ومدرستهم وعامهم الدراسي الجديد، قد يشعرون بالسأم بسبب تغذية عقولهم بهذا النوع من الرسائل السلبية.

في الماضي، كنا ننتظر بدء الدوام بكل شغف، نسأل في اليوم أكثر من مرة كلما قرب الموعد عن الأيام المتبقية. نشعر بالشوق لكل ما يتعلق بالمدرسة: الزي الرسمي، الأحذية الجديدة، الحقائب الملونة والأقلام والدفاتر، المعلمين، الزملاء والأصدقاء، حتى ساحة المدرسة والصفوف، نتمنى أن يمر الوقت سريعاً كي نعود إلى أحضانها. لكننا اليوم، وبسبب هذه النظرة التي تنتقل من سلبيّ إلى آخر حتى تؤثر على الإيجابيين، نجد أطفالنا يحملون همّ قرب الموعد، وهو الأمر الذي لابد أن يؤثر كثيراً على نفسياتهم ونشاطهم وتحصيلهم العلمي.

اليوم ومع وجود الانترنت بين أيدي أطفالنا، صار التحكّم بما يردهم صعباً، وأقول صعباً وليس مستحيلاً، إذ يمكن أن يتعلم الواحد منهم كيف يستقبل كل رسالة من غير أن يتأثر بمحتواها، وذلك حين يكون قادراً على تمييز الخطأ من الصواب، ولن يتأتى لنا هذا إلا عن طريق إعطاء مساحات كافية من الوقت لأبنائنا ومناقشتهم في اليومي والعابر والمهم.

لابد أن ينتبه أولياء الأمور إلى هذه النقطة، وألا يسعوا إلى تدمير معنويات أطفالهم بأنفسهم، من غير وعي منهم. أن يحوّلوا هذه الرسائل والنظرة السلبية إلى شغف، ويتحدّثوا إلى أطفالهم بنبرة المشجع الذي يثق بعقلياتهم وبمستوى إدراكهم وقدرتهم على تحقيق أعلى المستويات والدرجات. عليهم أن يستخدموا أسلوب الترغيب في تشجيع أطفالهم، وأن يستذكروا معهم شغفهم بالدراسة، وأمنياتهم بأن يعود الزمن ليكونوا على تلك المقاعد الخشبية الصغيرة، تلاميذ همهم الأول تحصيل العلم والتفوق وإسعاد أنفسهم ووالديهم بما يحرزونه من تفوق.

نتمنى لأبنائنا عاماً سعيداً حافلاً بالإنجاز والتفوق، وكل عام وأنتم بخير.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5101 - الأربعاء 24 أغسطس 2016م الموافق 21 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:48 ص

      مع التطور في التكنولوجيا صار عدنا موضة جديدة اسمها قروب أولياء الأمور فكل صف ينشأ ليه قروب و عِوَض عن استغلاله بشكل إيجابي يكون ليه تأثيراته السلبية خصوصا اذا بدأت الأمهات بالتحدث عن المعلمات بالسوء و نشر الإشاعات عن المدرسة او المنهج الدراسي و بالتالي يبدأ الطفل يكره المدرسة و المعلمة و الدراسة منذ بداية العام الدراسي

    • زائر 7 زائر 6 | 5:45 ص

      تماما

      هذي شغله جدا مهمه وطبعا التلاميذ بعد يخبرونهم شنو قال فلان وشنو سوى فلان

    • زائر 4 | 2:13 ص

      شكرا استاذه لطرح هذا الموضوع

      وارجو ان تقف كل رسالة سلبية وكل كلمة تحبيطيه مكانها ولا تجد طريقا للنشر ونستعيض عنها برسائل إيجابيه تحمل كل أمل وتفائل بعام دراسي حافل بالخير والعطاء والجد والاجتهاد

    • زائر 3 | 2:11 ص

      قبل ايام في احد المجمعات

      كان الجو فرائحيا بامتياز والزبائن بأغلبيتهم رواد المدارس واولياء امورهم وخصوصا انه كانت تخفيضات وعروض على مستلزمات المدارس نتمنى ان تبقى هذه الفرحة في نفوس الاهالي والطلبه ليبدؤا عاما حافلا سعيدا متفائلا .. ولكل امرء مانوى

اقرأ ايضاً