العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ

تصدير النقاشات من المنامة إلى جنيف

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

النقاشات التي تدور في جنيف حول وضع حقوق الإنسان في البحرين كانت تُجرى في المنامة، وفي باقي مناطق البحرين، قبل العام 2011، وكانت مختلف الآراء تُطرح ويتم تداولها، من دون أنْ تكون لذلك أثارٌ سلبيةٌ كما هو الحال الآن. فبعد أنْ أُسكتتْ النقاشات الداخلية انتقلتْ على نمط سجالات إلى جنيف. العالم أصبح أصغر حتى من قرية، لأنّ ما يجري في أيِّ مكان في العالم، يمكن أنْ ينتقل إلى كلِّ مكان في لحظات. ولذا فإنّه وبعد أنْ خمدت الأصوات والنقاشات في الداخل، كانت النتيجة هي انتقال تلك النقاشات وتداول الآراء ووجهات النظر إلى الخارج مع كلِّ التبعات السلبية التي تنتج عن ذلك.

في السابق كان الخلاف بين وجهة نظر رسمية وأخرى معارضة يُتداول داخل البرلمان، أو داخل الندوات التي تعقد في البحرين... أمّا الآن فإنّ الخلاف بين وجهة نظر رسمية وأخرى معارضة تجده يُتداول في جنيف، وبين مسئولين في وزارة الخارجية ومسئولين في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

وعليه، نجد أنّ المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين يدعو حكومة البحرين إلى «الامتثال إلى توصيات آليات حقوق الإنسان والاستعراض الدوري الشامل»، ويقول: «أنا قلقٌ بشأن ما يتعرض له المدافعون عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيون من المضايقات واحتجاز عدد منهم، كما أنّي قلقٌ من التشريعات التي تتيح سحب الجنسية من الأشخاص من دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة على هذا الصعيد، وأحث لإبداء المزيد من الاهتمام في هذا الأمر».

ويأتي الرد الرسمي على لسان مساعد وزير الخارجية عبدالله فيصل جبر الدوسري ليقول: «إنّ المخاوف التي تطرق إليها المفوض السامي في كلمته الاستهلالية عن البحرين خاطئة وتفتقر إلى الدقة، حيث إنّ كلَّ فرد قيد التوقيف في البحرين يستند توقيفه إلى أسس قانونية واضحة، ويكون توقيفه على خلفية انتهاك القوانين الجزائية للمملكة، وله الحق في المحاكمة العادلة والشفافة من قبل القضاء المستقل، وفي حالة وجود أي ادعاء حول التعرض لسوء السلوك أو سوء المعاملة فهناك العديد من آليات المساءلة المغلظة للتعامل مع هذه الادعاءات، حيث عززت هذه الآليات الثقة بين عامة الناس، بالإضافة إلى أنّ قوانين الجنسية بمملكة البحرين تتماشى والقوانين الدولية المطبقة داخل المملكة».

هذا السجال يصل إلى جنيف، ويُجرى في جنيف، لأنّ أجواء البحرين بعد 2011 ضاقت كثيراً، ولم يعد يُحتمل وجود الرأي الآخر بما يمثل شراكة نوعية في الشأن العام... وهو ما أشار إليه زيد بن رعد الحسين بالقول: «أثبتت الأعوام العشرة الماضية مراراً وبوضوح كيف يمكن أنْ تكون العواقب كارثية عندما تحاول الحكومة إسكات أصوات شعبها، بدلاً من خدمتهم».

إنّ أملنا في أنْ تعود الأجواء الانفتاحية التي يمكنها أنْ تعالج كلَّ ما يطرح في جنيف، بل إنّ بإمكانها أنْ تحسن صورة البحرين جوهرياً، على عكس ما يحصل حالياً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:22 ص

      يجب الإسراع في إيجاد حل جذري، وإلا ستزيد الأوضاع سوءاً.......

      الحل يجب أن يكون وطني سلمي بامتياز، يكفي ما يحصل في المنطقة من حريق، فلا يجب سكب مزيد من الزيت على النار،

    • زائر 14 | 9:00 ص

      الله يفرج عن سجناء الراي و تعود صفحة البحرين بيضاء في الامم المتحدة نفس عام 2001

    • زائر 11 | 6:30 ص

      لايمكن للبلد ان يصل الى بر الأمان بدون اتباع مبدأ المحاسبة والجزاء.ويجب ان تعود الحقوق لأصحابها الوظائف والأنفس يجب التعويض عنها.غير ذلك لن تهدأ البلد حتى لو انطفأة وهدأ الحال فإن هناك نار تحت الرماد ستنتشر في اسرع وقت ومع اي حادثة تثيرها.انه هدوء كاذب. ليتركوا المسترزقين الذين يتبعون مصالحهم الشخصية وليس مصلحة الوطن.ثم ستصلح الأمور

    • زائر 8 | 1:47 ص

      لم يكن ليصل شكوانا لجنيف لو انه اصغي لها جيدا في الداخل ولكن تعودنا على الدوام ان صوتنا لن يسمع في الداخل بل يصادر وتصدر بدلا من النقاش معنا التهم بالتخوين...

    • زائر 6 | 12:14 ص

      أن عودة الأجواء الأنفتاحية يادكتور تعني محاسبة كل من شتم وحرض وسعى للفتنه أن كان من خلال المنابر أو الضحف اليومية أو التلفزيون ومحاسبة كل من عذب الناس مقابل الحصول على رضا جهات معينه وأولهم من يسمون نفسهم نواب الشعب اللذين سعو في قهر الناس بأساليبهم التي لاتدل على ولائهم لتربة هذا الوطن بل ولائهم للأموال التى تعطى لهم أسأل الله أن يصرفون كل فلس أستلموه من غير حق في علاجهم وعلاج من يحبون من عائلتهم وأن يرينا الله فيهم قدرته.

    • زائر 4 | 11:28 م

      لماذا مجلس حقوق الانسان لا يستهدف الا الدول العربية ومتخصص في الدول الخليجية وما يحدث في دولة مجاوره من اعدامات ما يتعرضون لها

    • زائر 3 | 11:13 م

      زيد بن رعد

      على ذكر المفوض السامي في الأيام الماضية كتب عنه هنا في البلد مقالات صدقني تقرأها تنفجر من الضحك ! أحدهم يقول يا رعد أنت أردني وهاشمي وعربي مثلنا فينبغي عليك أن تمسك الطبله وتمشي وتغني معنا !! وآخر يدعوه بضرورة إستعادة عروبته فورا !! الصراحه الثقافه معدومه جدا.

    • زائر 2 | 10:38 م

      @

      يا ليته يصل أبعد من هذا المجلس الحقوقي هناك في جنيف .. لأن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق .

    • زائر 1 | 10:34 م

      كانوا يقولون لا حوار إلا بعد أن تهدأ الساحة لأن الأمن أولاً وحين هدأت عادوا لتصعيد الإجراءات ضد المعارضة

اقرأ ايضاً