العدد 5131 - الجمعة 23 سبتمبر 2016م الموافق 21 ذي الحجة 1437هـ

منح التنزانية أنا تيبايجوكا جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان للتنمية المستدامة

 

في احتفال كبير أقيم مساء أمس الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016) بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تم منح جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، إلى الوزير السابق للأراضي والاسكان والتجمعات البشرية بجمهورية تنزانيا والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل"، أنا تيبايجوكا.

وقد شارك في الاحتفال الذي نظمته مملكة البحرين بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كل من: رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة بيتر تومبسون، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلن كلارك، وصاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود،  وبحضور حشد كبير من الوزراء والدبلوماسيين وممثلين عن الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الأمم المتحدة، إضافة إلى كبار المسئولين بالمنظمة الدولية ولفيف من رجال الصحافة والإعلام.

وبهذه المناسبة ، هنأ صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أنا تيبايجوكا على نيلها جائزة سموه للتنمية المستدامة، تقديرا لإسهاماتها الكبيرة من خلال المناصب التي تولتها في دعم جهود التنمية المستدامة في العديد من دول العالم.

وأكد سموه أن أنا تيبايجوكا شخصية دولية جديرة بالاحترام والتقدير نظير الجهود التي بذلتها لتعزيز أطر التعاون الدولي التي تخدم أهداف التنمية الحضرية والمستدامة، وبصماتها الواضحة من أجل ترسيخ أسس عمل جماعي مشترك يحقق هذه الأهداف الإنسانية النبيلة.

وأعرب سموه عن شكره وتقديره لها على ما أبدته من تعاون مستمر وبناء أسهم في تطوير علاقة مملكة البحرين مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل" وأثمر عن تحقيق العديد من الانجازات المتميزة في البحرين على صعيد التنمية بمختلف أبعادها.

وأشار سموه إلى أن الجائزة ركزت على مساندة المبادرات الفردية والجماعية على صعيد التنمية المستدامة، ولاسيما في الدول النامية، ونالتها مشرعات متميزة من بوركينا فاسو والبرازيل التي استطاعت تحقيق أفضل الممارسات.

وعبر سموه عن سعادته بأن الجائزة التي أطلقها في مجال التنمية المستدامة استطاعت أن تحقق أهدافها في دعم جهود الأفراد والمؤسسات وتحفيزهم على مزيد من ابتكار الحلول لهذه المشروعات.

وأكد رئيس الوزراء أن التنمية المستدامة تمثل سياجاً من شأنه أن يعزز قدرات الدول والشعوب في مواجهة مختلف التحديات وفي مقدمتها الارهاب الذي يجد في الفقر بيئته الخصبة للانتشار، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي مضاعفة الجهود لتحسين الظروف المعيشية للشعوب وابتكار الحلول التي تساعدها في توجيه طاقاتها نحو العمل والإنتاج.

وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قطعت أشواطاً كبيرة وهامة في طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مضيفاً سموه أن ذلك يتم من خلال رؤية متكاملة للتنمية تهتم بمختلف المجالات الإسكانية والتعليمية والصحية وغيرها بُغية الوصول إلى أعلى مستويات الرفاهية للمواطنين، معتبراً سموه ذلك أولوية قصوى.

ونوَّه سموه إلى حرص مملكة البحرين على مواصلة العمل في تنفيذ خطط وبرامج التنمية المستدامة، وبالشكل الذي يضمن تحقيق الأهداف السبعة عشرة لخطة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، وذلك ارتكازاً على ما أحرزته من نجاحات في تحقيق الأهداف الانمائية للألفية بشهادة المنظمات الاقليمية والدولية ذات الاختصاص. 

وأكد سموه اهتمام مملكة البحرين بتوطيد مجالات الشراكة والتعاون مع كافة المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بالتنمية المستدامة، إيمانًا منها بأهمية مثل هذا التعاون في تحقيق الأمن والاستقرار العالميين وتلبية تطلعات الشعوب في النماء والازدهار. 

كما أكد سموه أن الصراعات التي يمر بها العالم، وانعدام الأمن في كثير من الدول  أدى إلى ازهاق كثير من الأرواح وتعريض كثير من المناطق للدمار والخراب، مما اضطر معه مئات الآلاف من المدنيين الى الفرار من منازلهم، الأمر الذي رافقه حاجة ماسة إلى تقديم المساعدات الانسانية بشكل عاجل.

ودعا سموه المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإصلاح ما دمرته الحروب وتخفيف وطأة المآسي التي يعانيها المدنيين الأبرياء.

وقال سموه: "إن على العالم أن ينظر اليوم بصورة جديدة إلى مستقبل هذه الشعوب لتعيش مستقبلاً تتجاوز فيه ما تعرضت له من محن ونكبات، فهي تحتاج إلى انعاش اقتصادي وتنموي لكي تنهض من جديد".

وأضاف سموه: "إن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته في مواجهة هذه الأوضاع المأساوية التي تواجه أمن الانسان في الدفاع عن السلام والأمن، وأن يهتم الجميع بمساعدة هذه البلدان لتمكينها من العودة إلى وضعها الطبيعي والانتعاش الاقتصادي والعمراني والتنموي".

وطالب سموه المجتمع الدولي بأن يتحمل بشجاعة مسئولياته في التصدي لمسببات الحروب والصراعات، من أجل عالم أكثر أمنًا وازدهاراً تنعم فيه الشعوب بخيرات التنمية المستدامة. 

وفي بداية الاحتفال الذي أقيم بمقر الأمم المتحدة، ألقى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، كلمة رحب فيها بالحضور، معرباً عن خالص اعتزاز شعب البحرين بالقيادة الحكيمة والتزام الحكومة برئاسة رئيس الوزراء بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن حكومة البحرين تمكنت من إنجاز الأهداف الإنمائية للألفية ومهدت الطريق لتنفيذ فعال لأهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، تعكس تقديره سموه  للجهود المبذولة من قبل الأفراد والمنظمات والمؤسسات في مجال التنمية، والحرص على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الدول.

ولفت إلى أن مملكة البحرين صُنفت في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية بتحقيق معدلات مرتفعة جدّاً على صعيد التنمية البشرية، وذلك لكونها قد سجلت معدل نمو بلغ 5 في المئة، خلال السنوات الخمس الماضية.

ونوه الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بالسجل الحافل وبالإسهامات الكبيرة لأنا تيبايجوكا في تعزيز التعاون الدولي في التنمية الحضرية المستدامة، وجهودها الدؤوبة خلال توليها منصب الرئيس التنفيذي لموئل الأمم المتحدة، على مدى عشر سنوات، من أجل تحسين أوضاع الفقراء في المناطق الحضرية في العالم.

من جانبه، أعرب رئيس الجمعية العامة في دورتها الحادية والسبعين سفير جمهورية فيجي لدى الامم المتحدة بيتر تومبسون في كلمة له في الاحتفال عن تهانيه لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة إزاء مبادرة سموه الابداعية في انشاء جائزة للتنمية المستدامة في هذا الوقت الذي تعمل فيه دول العالم على تضمين اهداف التنمية المستدامة في خططها الوطنية، كما اعرب عن سعادته للمشاركة في هذا الاحتفال الهام.

ولفت إلى اهمية هذه الجائزة التي تعمل على رفع مستوى الوعي في اهمية التنمية المستدامة، معرباً عن تهانيه لأنا تيبايجوكا لنيلها هذه الجائزة الرفيعة، داعياً الى مساهمتها المستقبلية وتوظيف خبراتها في المساهمة في تنفيذ اهداف التنمية المستدامة.

بعدها، ألقى وزير الإسكان باسم يعقوب الحمر، كلمة، أكد فيها أن جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة تمنحنا فرصة للتأمل والتفكير، لكي نضع أولئك الذين يجسدون المثل العليا والمبادئ لسكن لائق ومتحضر ومستدام في دائرة الضوء، كما أنها تتيح لنا أن نؤكد من جديد أن التقدم ليس مرغوباً فقط ولكن الأهم من ذلك أنه ممكن.

وأضاف أن رئيس الوزراء وضع منذ بدايات تحمل سموه مسئولية رئاسة الوزراء خطة واضحة لدولة حديثة متطورة تقنيّاً مع اقتصاد نابض بالحياة والمستقبل المستدام، وتقديراً لهذه الإنجازات حصل سموه على العديد من الجوائز منها على سبيل المثال وليس الحصر جائزة الشرف للإنجاز المتميز العام 2007، وجائزة الأهداف الإنمائية للألفية العام 2010، جائزة اليونسكو لتعزيز التعليم، جائزة الاتحاد الدولي للاتصالات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جائزة "ابن سينا" من اليونسكو.

وأشار إلى أن مملكة البحرين قطعت خطوات كبيرة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وأسهمت هذه الإنجازات بشكل إيجابي في تحقيق رفاهية المواطنين في مجالات الصحة والتعليم وغيرها، ولذلك فقد تم تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتجاوزها في عدد كبير من مناطق البحرين.

ونوه وزير الاسكان إلى أن برنامج عمل الحكومة (2015 - 2018) يجسد تركيز الحكومة على الأولويات الاستراتيجية في مملكة البحرين وتحقيق تحولات مستدامة، فالبرنامج يقوم على مبادئ الاستدامة والشفافية والعدالة والتنافسية ويعكس مجالات اهتمام كل من خطة عمل الحكومة والأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة، ولذلك فإن البرنامج يستثمر موارد ومقدرات البحرين في تلبية احتياجات جميع المواطنين.

وأوضح أن مملكة البحرين تمكنت من توفير المساكن بأسعار معقولة للمواطنين وهو إنجاز لم يحققه سوى عدد قليل من البلدان في العالم، حيث أنجزت البحرين عددا كبيرا من الخدمات الإسكانية للمواطنين لاسيما لشريحة ذوي الدخل المنخفض، مبيناً أن الحكومة انفقت حتى الآن 3.1 مليارات دينار لتمويل بناء وتوفير أكثر من 109 آلاف من المشاريع الإسكانية التي استفاد منها نحو 65 في المئة من المواطنين على مدى السنوات الأربعين الماضية.

بعدها، ونيابة عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، قام الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وبمشاركة كل من وزير الاسكان والشيخ حسام بن عيسى آل خليفة بتقديم جائزة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة إلى أنا تيبايجوكا، متمنين لها دوام التوفيق والنجاح.

ثم ألقت أنا تيبايجوكا كلمة أعربت فيها عن خالص شكرها وتقديرها لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على منحها الجائزة، قائلة: "إنني أشكر بعمق صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وأتقبل بامتنان بالغ هذه الجائزة نيابة عن جميع الذين عملوا معي من أجل تحقيق هذا الانجاز"، مؤكدة أن التنمية المستدامة ستتحقق على أيدي قادة ملتزمين بجدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، مثل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.

وشددت على أن التضامن الإنساني والصداقة أمران ضروريان على جميع المستويات وفي جميع البلدان إذا أردنا الحصول على السلام والرخاء، مشيرة إلى أن فكرة الجائزة تنطلق من كونها رمزا للالتزام بتحقيق وتنفيذ الأهداف التي حددها المجتمع الدولي لنفسه، فضلاً عن أن الجائزة تثير في النفوس وضوح وجدية جدول الأعمال المطروح بخصوص التنمية المستدامة.

وقالت: "على رغم أن التحديات ضخمة، إلا أنها ليست بأي حال من الأحوال عصية على امكانية التغلب عليها  في ضوء وجود قيادة ملتزمة ذات رؤية وشعب مثل شعب مملكة البحرين"، وتابعت: "هناك العديد من التحديات التي لاتزال ماثلة أمامنا، وسوف تكون هذه الجائزة بمثابة حافز يعيد انعاش الجهود من أجل مواصلة العمل".

وبهذه المناسبة، نقل الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة تحيات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وتهاني سموه لأنا تيباجوكا لنيلها هذه الجائزة ، تقديراً لإنجازاتها أثناء توليها مسئولياتها بالأمم المتحدة ودفع جهود تحقيق التنمية المستدامة في مختلف دول العالم، وفي بلادها كوزيرة ونائبة برلمانية وإسهاماتها الكبيرة على الصعيد التنموي.

وقال الشيخ حسام بن عيسى: "إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يؤمن بشدة أن مسئولية القائد هي ضمان الأمن والاستقرار ومراعاة مصالح البلاد والمواطنين، وأن سموه كرس حياته لهذه القضية النبيلة وهو ما كان محل تقدير إقليمي ودولي كبيرين".

وأضاف: "نحن تعلمنا ونتعلم كل يوم من سموه المعنى الحقيقي للعمل القيادي، فهو القائد الحكيم الذي سخر نفسه وحياته للحفاظ على البحرين وتماسك شعبها، ومن هذا المنطلق انشأ سموه جائزة باسمه لدعم وتقدير كل من يعمل على خدمة وطنه".

وقد تابع الحضور فيلماً وثائقيّاً يبين إنجازات مملكة البحرين على الصعيد التنموي واستعراض الجوائز الدولية التي نالها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من قبل الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، إضافة إلى نشاطاته سموه وجهوده لأجل رفعة وازدهار المملكة.

وعلى هامش الاحتفال، تم تنظيم معرض صور وتوزيع كتاب عن الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين والمرحلة المتقدمة التي وصلت إليها البحرين وما حققته من تطور هام وكبير في ظل عملية التطوير والتحديث التي تعيشها.

          





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً