العدد 5143 - الأربعاء 05 أكتوبر 2016م الموافق 04 محرم 1438هـ

فصل البحرينيات... هشاشة قانون أم هشاشة سوق العمل؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اعتصمت مجموعة من المُتدرِّبات في مجلس بلدي المنطقة الشمالية أمام وزارة العمل صباح الإثنين الماضي، بعد سبع سنوات من العمل «المؤقت»، حيث أنهيت عقودهن يوم الثلاثين من سبتمبر/ أيلول الماضي.

المؤسف أن مثل هذا المشهد بات مألوفاً في البحرين منذ سنوات، وهو قلّما نشاهده في أية دولة خليجية أخرى، فللمواطن هناك أولويةٌ في بلاده، من ناحية فرص العمل والأولوية في التوظيف، وهو حقٌ لا يجادله فيه أحد، يحميه القانون والسياسات الوطنية والأعراف السائدة.

المتدربات من مجموعةٍ عُرفت في الإعلام بـ «قائمة 1912»، التي ضمّت هذا العدد الكبير من الخريجين الجامعيين من الجنسين، الذين ظلوا عاطلين عن العمل لسنوات طويلة، بسبب سياسات التوظيف القائمة، وقد نظّموا اعتصاماتٍ كثيرةً للمطالبة بحقهم في العمل بوظائف تناسب مؤهلاتهم العلمية. وبعد جهدٍ جهيد، تم استيعاب عدد منهم، في وظائف مختلفة، وبعقود مؤقتة، يجري تمديدها كل ثلاثة أشهر، مع تهديدهن بإلغائها بين فترةٍ وأخرى.

المجموعة المذكورة تم توظيفها للعمل في مجلس بلدي المنطقة الشمالية منذ العام 2009، براتب قدره 300 دينار، وبعد الاستقطاع يتبقى لهن 270 ديناراً. وفي اليوم الأخير، تفاجأن بوصول مراسلٍ يطلب منهن «تسليم العهدة»، على رغم أنه لم يكن لديهن عُهَد!

المتدربات صرحن للصحافة أنهن كنّ يؤدين أكثر من وظيفتين في الوقت ذاته من دون تذمر، وطوال السنوات السبع الماضية، كان يحدوهن الأمل بتثبيتهن، كما حدث لاحقاً لـ»المتطوعات»، رغم أن الراتب كان أقل من راتب الخريج الجامعي؛ ولم يحصلن على زيادة أو تتغير أوضاعهن باتجاه الاستقرار الوظيفي.

وزارة العمل المفترض أنها حصنُ العمالة الوطنية وملجأها والمدافع الأول عن مصالحها، نصحتهن بالبحث عن عمل آخر! وفي ذلك إشارةٌ إلى شلل الوزارة وعجزها التام في معالجة تظلمات المواطنين وتصحيح أوضاعهم المتأزمة، في ظل سوق عملٍ يزداد توحشاً.

إحدى المتدربات المفصولات اتصلت بالهاتف مساء الخميس الماضي، شاكيةً الحال، ومما قالته «إن أحداً من المسئولين لم يلتق بنا، ليسأل أو حتى يبرّر ما جرى، فتمّ الاستغناء عن خدماتنا بكل سهولة، ومن دون أن نتلقى حتى كلمة شكر. لم يكن هناك أي تقدير أو كلمة واحدة ولو من باب تطييب الخواطر، تصوّر! فضلاً عن أننا أصحاب أسر، وعلينا التزامات مالية من قروض ومصاريف عائلية».

كان جرحها نازفاً، وتتكلّم بحرقة وألم، فبين ليلة وضحاها تجد نفسك عاطلاً عن العمل، وتفكّر بما ستواجهه غداً: المصاريف اليومية، واحتياجات الأطفال، والالتزامات المالية كالقروض التي لا يخلو منها تسعون في المئة من المواطنين البحرينيين. وهي حالاتٌ واجهها آلافٌ من البحرينيين منذ فبراير 2011، في عمليات الفصل الجماعي من العمل لأسباب سياسية، وساهم البعض عن جهالةٍ أو هوى، في استفحالها عبر التحريض وبث الكراهية وتمزيق المجتمع.

لم يكن لديّ وأنا أسمع شكواها، غير طمأنتها بأن الأمور ستتغيّر حتماً، وأن الله سيفتح أمامهن أبواب الرزق التي يحاول سدّها غيره، فإنما أمره أن يقول للشيء كن فيكون.

المجالس البلدية مجتمعة، أنهت الخميس الماضي عقود 66 متدربة ضمن قائمة الـ1912، ولم تبذل أية جهود حقيقية لتدريبهن وتثبيتهن في وظائفهن... فآخر ما يُفكّر فيه في هذا البلد بوضعه الاقتصادي الصعب، الحفاظ على العمالة الوطنية!

القصة كلها تعكس هشاشة سياسات وزارة العمل والشئون الاجتماعية؛ وهشاشة قانون العمل الذي أصبح بعد التعديلات الأخيرة أكثر اهتماماً بمصالح أرباب العمل والأجانب على حساب «أولاد الديرة»؛ وهشاشة سوق العمل الذي يولّد أغلب الوظائف للوافدين؛ وهشاشة وضع المواطن البحريني الذي بات يشعر بمزيدٍ من الغربة والتهميش في بلاده المغرمة باحتضان الغرباء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5143 - الأربعاء 05 أكتوبر 2016م الموافق 04 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 39 | 8:44 م

      ديوان الخدمة المفروص يضمونة الى الأوقاف ال....

    • زائر 36 | 9:28 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 33 | 7:26 ص

      المشكله انشد والناس اتشد بهم الظهر يقومون يخذلون الفقاره والمساكين الله هو الفتاح والرزاق

    • زائر 32 | 6:23 ص

      شكرا لك اخ قاسم
      لسان حق
      والشكر لكل صحفي شريف نشر مظلوميتنا

    • زائر 31 | 5:38 ص

      لو كان هناك عدل لقلنا هشاشة سوق عمل

    • زائر 29 | 5:35 ص

      نأمل خير في وزير البلديات

    • زائر 28 | 5:33 ص

      ما ضاع حق وراءه مطالب
      لن نسكت حتى نحصل على حقوقنا

    • زائر 27 | 5:26 ص

      هل توظيف هذه القائمة يحتاج الى معجزة؟؟؟؟

    • زائر 26 | 5:23 ص

      اكثر من عشر سنوات من التخرج
      الم يحدث خلالها توظيف في وزارة التربية بملحقاتها!!!!!
      لماذا لا يتم توظيفنا؟؟ تم تحويلنا لهذا المشروع بحجة عدم وجود شواغر لنا في سلك التعليم تلك الفترة!!
      وللآن لا توجد شواغر لنا؟؟؟؟
      ام فقط تريدون اذلالنا اكثر واكثر في البطالة ونحن نرى توظيف ما يسمى بالمتطوعات
      السنا احق ؟؟؟؟
      ام فقط تزجوننا في مشاريع وهمية بحجة التوظيف؟؟؟؟؟

    • زائر 25 | 5:16 ص

      والله حرام ولايستوعبها العقل 7 سنوات لا يصدق في وطن البترول براتب 279 يارب الفرج

    • زائر 24 | 5:13 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل
      نعم المولى ونعم النصير

    • زائر 23 | 5:12 ص

      نعيش نحن القائمة ذل ما بعده ذل
      تجديد عقود كل ثلاثة شهور
      وفي نهاية كل عقد تجاهل صريح وتعذيب نفسي قاسي جدا لنا
      ننتظر من يتصدق علينا بكلمة او تجديد
      ايعقل مايحدث!!!!!!!

    • زائر 22 | 5:08 ص

      اما آن هذا الظلم ان ينتهي!!!!

    • زائر 21 | 3:51 ص

      اغراب بالوطن
      و بالنسبة للي يسأل عن دور الخدمة المدنية حبيت اقول له يقرأ الفاتحة و يترحم ، لان الميت ما توجب عليه الا الرحمه
      منقولي معهد البحرين للتدريب

    • زائر 34 زائر 21 | 7:57 ص

      بالضبط
      جربناه بأكثر من مناسبة و طنشنا
      و حتى من بعد تقرير ديوان الرقابة المالية و الادارية قبل سنتين، كل اللي سواه ديوان الخدمة المدنية هو زيارة للمعهد و الوزارة --- ناتجها صفر ع الشمال
      منقولي المعهد

    • زائر 35 زائر 21 | 8:15 ص

      القوانين و من هو مسؤول عن تطبيق القوانين التي تحمي حقوق العامل بهذا البلد سواء في القطاع العام ام الخاص
      اعجز من ان تقوم بمهامها
      خاصة بالقطاع الحكومي
      بدليل قائمة المفصولين اغلبهم بالقطاع الحكومي او بمؤسسات تملكها الحكومة

    • زائر 20 | 3:39 ص

      واحنا من قائمة 1912 كنا نشتغل في وزارة العدل وطلعونا في 2012 وللحين احنا عاطلات لله المشتكى

    • زائر 16 | 3:06 ص

      للأسف الشديد.. هذه سياسة مقصودة وموجهة منذ سنوات طويلة تستهدف مكون محدد وعند يتحرك هذه المكون ليطلب بحقوقه المهدورة يتهم بالطائفية وعندما يثور غضبا يتهم بالارهاب وعندما يرفع الصوت عاليا يقمع ويسجن ويطرد.النار لا زالت تحت الرماد

    • زائر 15 | 1:58 ص

      أولا ،، رئيس الوزراء أمر بتثبيتهن !!
      ثانيا ،، مقارنة الموظفات بعقود مؤقتة و "المتطوعات" ،، أهني القمندة ومربط الفرس :-)

    • زائر 14 | 1:21 ص

      في الواقع انه تم استغلالهن في هذا المشروع من قبل وزارة البلديات حيث انها لم تدفع خلال هذه الاعوام السبع فلسا واحدا وما يدفع لهم ما هو إلا الدعمالمقدم من وزارة العمل ومع ذلك بعد سنين من العمل لا زالن متدربات !!! اتصور انها اطول فترة تدريب في التاريخ

    • زائر 12 | 1:15 ص

      وزارة العمل والبلديات وديوان الخدمة المدنية يتحملون فشل هذا المشروع ونريد تعويضنا ما مضى من عمرنا في ما يسمى بالتدريب

    • زائر 11 | 1:11 ص

      الجهه التي تعيق توظيفنا هي ديوان الخدمة المدنية فهي ترفضنا والاسباب نعرفها

    • زائر 10 | 1:09 ص

      احسنت يا اخ قاسم
      انا من هذه القائمة المظلومة والتي تم استغلالنا وللآن جاري هذا الاستغلال

    • زائر 9 | 12:59 ص

      المتطوعات افضل منا في ماذا؟ فنحن خريجات الماستر والبكالوريوس ونرمى في مشروع فاشل وهم يثبتون بحجج واهية؟؟؟؟؟ اين العدل

    • زائر 7 | 12:52 ص

      إلي متي نقبل بهذا الظلم يارب الفرج

    • زائر 6 | 12:46 ص

      تعبنا 7 سنوات براتب 279 كنت اتمني ان يكون هناك حل افضل من التمدير بعد هذا التعب والتحمل والصبر

    • زائر 5 | 11:21 م

      صباح التوفيق.. اني من ال66 والحمد لله ع تجديد العقد ل3 شهوررر... يارب نسالك الفرج لمتى بنظا ع هالحال كملنا سبع سنوات عيالنا كبروا وزادت مصاريفهم والراتب ماتغير

    • زائر 4 | 11:10 م

      وكأني بها كحال عذاري تسقي البعيد والقريب معطشاً. الله يذكرك بالخير يا شيخ محمد حبيب المقداد

    • زائر 3 | 11:07 م

      كلام صحيح والوظائف تكون مجهزة للغرباء والمجنسين والمواطنين على سلك البطالة ووزير العمل يصرح بأرقام خيالية شهريا

    • زائر 2 | 10:39 م

      أنا واحدة منهن احسست بغربة في بلدي كأن الحياة صفعتني صفعاات متتالية كدت ليوم هذا احس بأن جراحاتاتي لازالت تنزف ودماملي لن تندمل اصبح بداخلي جرح لن يطيب مع مرور الزمن فسيظل ذكرى مررررره عشتها امام مطالبتي بحق من حقوقي في التوظيف واقابل حينها بالتمديد

    • زائر 1 | 10:12 م

      الكاسر
      وجع على وجع وتميز في كل مكان ويش هالبلد تحس روحك انك عايش في القرون القديمة الناس تطورت وهدلين للحين سني شيعي ويش هالعقلية الا ابتلشنا فيها

اقرأ ايضاً