العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ

الشأن المغاربيّ... (5+5 دفاع) دول المتوسط والتحديات الكبرى

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

تتويجاً لرئاسة الجزائر الدورية لمبادرة «5+5 دفاع» خلال العام 2016، انعقد يوم الخميس 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016 الاجتماع الـ12 لوزراء دفاع دول الأعضاء المبادرة؛ حيث جمع اللّقاء وزراء دفاع وممثلي الدول الأعضاء في المبادرة المذكورة وهي الجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا والمغرب من جنوب البحر المتوسط، إضافةً إلى فرنسا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا والبرتغال المطل أغلبها على البحر المتوسط من شماله.

وتعمل مجموعة دول غرب البحر الأبيض المتوسط، تحت غطاء الاتحاد الأوروبي وتهتم بمسائل الشراكة الاقتصادية والتنمية والأمن في المنطقة، وتنظيم الهجرة وقمع الهجرة غير الشرعية. ودون أدنى شكّ كانت التحديّات الأمنية الإقليمية والمشتركة للدول العشر وتعزيز التشاور والحوار وترقية التعاون الإقليمي أبرز محاور اجتماع الخميس الماضي. لكن ما أبرز مراحل تكوّن هذا التكتّل؟ وما أبرز التحديات الأمنية التي تواجه دول هذه المبادرة؟

يعتبر بعض المحلّلين أنّ مبادرة «5+ 5 دفاع» هي إحدى أكثر التكتلات الإقليمية نشاطاً في مجال التعاون المتعدد الأطراف، والتشاور بشأن المسائل الأمنية. وتزداد أهمية هذه المجموعة في مجال مكافحة «الإرهاب» والتصدي للجريمة المنظمة، مع تفاقم الأخطار الناجمة عن الهجرة غير المنظمة من جهة، وتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في أوروبا والتي يكون وراءها بشكل أو بآخر بعض الشباب المغاربيّ.

ولئِن عرفت هذه المبادرة فترات من الخفوت، فإنها تعرف حالياً مرحلة ازدهار قصوى بعدما تأكّدت التهديدات الإرهابية وباتت تقضّ مضجع دول شمال المتوسّط قبل جنوبه.

لقد أسفرت العمليات الإرهابيّة التي جدت في نيس (فرنسا) وبروكسيل (بلجيكا) وتونس (باردو، سوسة) عن قلق متوسطي متزايد، جعل كل الطاقات والقدرات مستنفرةً من أجل دحر الإرهاب، والقضاء عليه أمنياً قبل مزيد استفحاله، لذلك تعدّدت العمليات الاستباقيّة في المغرب وتونس وليبيا بالتّعاون مع الدول الأعضاء في المبادرة، من أجل الحدّ والقضاء على كل عمل إرهابي قد يمسّ شمال المتوسط أو جنوبه.

وعلى رغم كل الجهود المبذولة لا تزال التحديات جمّة؛ حيث أن تجفيف منابع الإرهاب لا يتوقف على العمليّات الأمنيّة والضربات الاستباقيّة، إنما أيضاً تحتاج إلى عدالة اجتماعية وحسن تعامل مع المهاجرين في دول أوروبا من الجالية المغاربية والعربية. كما تحتاج مناهج التعليم في هذه الدول إلى مزيد من العناية بثقافة التسامح والسلام، من أجل نشرها لتحلّ محلّ ثقافة القتل والانتقام.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:56 ص

      يقول عز وجل : ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (سورة يونس)
      يجب أن يكون السلام هو القاسم المشترك بين البشر
      وكي يتحقق هذا الحلم الإنساني يجب تنصيب الإنسان المناسب في المكان المناسب، ففاقد الشيء لا يعطيه.
      شكرا للأستاذ الذي اهتم في فترة سابقة بالسلام وأزال الغبار عن شخصيات عديدة كان لها السبق في الدعوة إلى التسامح والسلام.

    • زائر 1 | 1:44 ص

      أحسنت قولا أستاذ:"
      كما تحتاج مناهج التعليم في هذه الدول إلى مزيد من العناية بثقافة التسامح والسلام، من أجل نشرها لتحلّ محلّ ثقافة القتل والانتقام

اقرأ ايضاً