العدد 5300 - السبت 11 مارس 2017م الموافق 12 جمادى الآخرة 1438هـ

«داعش» لا يمثّل السنّة ولا الإسلام

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

التطورات التي يشهدها قلب المنطقة العربية، في العراق والشام، تشير إلى أن تنظيم «داعش» يعيش المرحلة الأخيرة من مغامرته الدامية.

ومع تصاعد العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي، وانقلاب أغلب الدول ضده، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، أخذ الخناق يشتد حوله.

«داعش» بدأ بأكذوبةٍ كبرى، وسايره عليها الكثيرون، دولاً وبعض الشعوب، لأسبابٍ تتداخل فيها الألاعيب السياسية والمصالح الاقتصادية والحسابات والأحقاد الطائفية، ما خلق كل هذا التواطؤ والتغرير بالناس، حتى دافع البعض عن هذه الهجمة البربرية المدمرة، وحاول البعض تغطيتها بالقول إنها ثورة عشائر عربية، في محاولة لاستحمار العقل العربي. ولم يمر وقت طويل حتى انكشفت اللعبة، حيث وجّه التنظيم تهديداته إلى الدول العربية الأخرى كالسعودية والأردن ومصر.

«داعش» اليوم أصبح ورقةً مكشوفةً للجميع، فهذا التنظيم الذي تشكّل من تحالف بقايا حزب البعث الحاكم سابقاً في العراق، مع قوى «جهادية» وحركات تكفيرية وخيوط مخابرات دولية، اعتمد سياسة إشاعة الفوضى وتدمير النسيج الاجتماعي في البلدان التي استهدفها، والعمل على تأجيج الصراعات الطائفية. وإذا كان قد وجد تركيبةً دينيةً فسيفسائيةً في العراق وسورية للعبث بها، إلا أنه اصطدم في البلدان الأخرى بنسيج أقل تنوعاً وأكثر تآلفاً دينياً، حيث لا يوجد شيعة أو سنة، فعمل على استهداف الأقباط في مصر، واللعب على التناقضات القبلية في ليبيا، في صراع مفتوح ليس له أفق ولا حد.

لم تعد أنشودة عودة الخلافة الإسلامية تستثير الشعوب، وخصوصاً تلك التي جرّبت هذه الحركات، واكتوت بنيران تسلّطها وضيق أفقها؛ حيث حاولت استنساخ تجربة «طالبان» في أفغانستان، في تربةٍ حضريةٍ كانت هي مهد الحضارات، على ضفاف الأنهار الكبرى في العالم، في سورية والعراق ومصر. وكانت هذه التجربة محكومةً سلفاً بالفشل المؤكد وحتمية الانهيار، لأنها تخالف طبيعة الحياة والمزاج الشعبي العام.

منذ مطلع هذا العام، أصبح واضحاً أن مشروع «داعش» إلى زوال، فمصالح كل الدول أصبحت تلتقي في هذا الاتجاه، فقد أدرك الجميع خطر اللعب بالنار. واليوم يجري الحديث عن «ما بعد داعش»، وهو أمرٌ كان مطروحاً منذ الأيام الأولى لإعلان دولته، متمثلاً في ثلاثة سيناريوهات:

الأول إذا استمر «داعش» فسيتمدد من سورية والعراق، ليفرض سيطرته على الدول المجاورة الأخرى، وصولاً إلى الخليج شرقاً، وإلى تونس والجزائر غرباً، ليعيد كل هذه المنطقة وشعوبها إلى القرون الوسطى. والسيناريو الثاني أن يجري كبحه ومحاصرته في منطقة جغرافية محدودة، ليسهل تصفيته والقضاء عليه نهائياً، أو -وهذا هو السيناريو الثالث- تُفتح له منافذ للهرب إلى البلدان المجاورة، وفي هذه الحالة سيشكّل خطراً كبيراً يهدّد أمن واستقرار الدول العربية من المحيط إلى الخليج، بالإضافة إلى تركيا التي ستدفع أكبر الأثمان، نتيجة الرهان طويلاً على سياسة تربية الثعابين. فهي اليوم تضم آلافاً من المقاتلين في صفوف التنظيم المتطرف، وآلافاً من الخلايا النائمة، من المؤمنين بفكر «داعش» الذي عشعش خلال سنواتٍ من التورط في الحرب الأهلية السورية.

الدولتان المعنيتان، سورية والعراق، تبدوان أكثر حرصاً على عدم تكرار أخطائها السابقة، لكي لا يفلت «داعش» من المصيدة هذه المرة، فيعود مجدداً للظهور داخل أراضيها، أو يتمدّد إلى دول أخرى، كما حدث في ليبيا ومصر.

المنطقة اليوم تشهد ما يشبه الصحوة العامة في النظر إلى «داعش»، فهو تنظيمٌ متطرفٌ، لا يمثل الإسلام ولا السنّة، وهو لم يوفّر فاحشةً أخلاقيةً أو جريمةً غير إنسانية إلا ارتكبها. ومع ذلك مازالت هناك بعض الجيوب الجاهلية المتعصّبة التي مازالت متعاطفة معه وتدعو له في الخفاء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5300 - السبت 11 مارس 2017م الموافق 12 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 67 | 1:42 م

      خسارة ظهور اناس فى البحرين يؤيدونهم هؤلاء الشياطين سافكين الدماء ويحملون راياتهم .... هؤلاء هم الارهابيين

    • زائر 66 | 11:46 ص

      البعض مازال مؤيدا له ، حتى ولو خفتت أصواتهم حاليا ، نتيجة الهزائم التي مني بها

    • زائر 63 | 10:51 ص

      ليش ما يطلعون علنا و يتبرؤون منه؟

    • زائر 62 | 9:24 ص

      كل فكر منحرفف عن الوحدة الاسلامية متعصب لفكر اعوج فهو داعشي سواء كان سنيا او شيعيا لن يفرق ابدا
      فمن يكفر المسلمين فهو داعشي مهما كانت عقيدته

    • زائر 58 | 8:19 ص

      اخر اداه يستخدمها الاستعمار للبقاء!!!
      من التعريفات للدواعس بالسين ! فدعس شي ما يعني دسه دسا دون ان يشعر المجتمع بمن. دعس هذا الشي . فتبدوا الرعاع كما الغوغاء الهمج . وجدت بلا غاية تنتهي بنهاية مشغلها . فلا تقتل داعشياوانما شجعه لكي يقتل نفسه . رواه ابو العيش

    • زائر 54 | 6:08 ص

      الوحشية والقساوة لم تكن يوما صفة من صفات الاسلام كانت هناك الشجاعة والانفة والحمية والمروءة مثلما كان يتحلى بها محمد رسول الله ص و امير المؤمنين علي ابن أبي طالب وأصحابه .

    • زائر 53 | 5:58 ص

      التكفيريين الإرهابيين اعطو فكرة سلبية عن الاسلام وكأن النبي واهل بيته والصحابة لا شغل لهم إلا صقل السيوف ولبس الدروع والعصبية .
      أبدا لم تكن حياة النبي كلها ولا جلها كذلك ، كان رحيما عطوفا يرئف بالناس كل الناس حتى الذين يؤذونه صلى الله عليه وآله .

    • زائر 52 | 5:56 ص

      «داعش»، فهو تنظيمٌ متطرفٌ، لا يمثل الإسلام ولا السنّة، هذا هو منطق الأسوياء الذين يريدون الخير للأمة لا يلصق بأن ما يقوم به البعض لكن تعال للمرضى ةالحاقدين يقول لك ( المليشيات الشيعية ) ليس لأنه يريد ان يعبر عن فصيل ما لا لأنه حاقد كاره للأخر يرمي تلك التوصيفات بلا قيود ( داعش لا يمثل اخوتنا السنة ) ولا الأسلام ، جزاك الله خيرا يا قاسم وخابت السن وكتابات الفتنة والتحريض .

    • زائر 50 | 5:06 ص

      الداعشي

      الداعشي هو الشخص المتعصب لفكرة يعتقد أنها صحيحة وجميع الافكار الأخرى خاطئة

    • زائر 49 | 4:48 ص

      حزب الله لم يتشكل او يتكون للهجوم على دول او مدن آمنة حزب الله مقاومة ضد محتل غاصب ، وما كفاهم أنهم يحاربونه بالنيابة عن إسرائيل بل يشوهون سمعته ويساوون بينه وبين داعش المجرمين .

    • زائر 43 | 3:37 ص

      مع الأسف

      كل واحد طائفي انا اعتبره داعشي ماله علاقه بأي مذهب ودين وملة من يحرض على أي طائفه فهو داعشي متخفي ما أكثر الدواعش اللي عايشين بينا ....

    • زائر 36 | 1:24 ص

      الحشد الشعبي و داعش و القاعدة و حزب الله كلها منظمات ارهابية لن يتراوح الانسان العربي لا اذا تم التخلص منها جميعاً و منع رجال الدين من التدخل في السياسة و الشأن العام

    • زائر 46 زائر 36 | 4:19 ص

      الاخوان كذلك منظمة ارهابية كل من يستغل الدين و العنف للوصول لهدف سياسي يجب تصنيفه كإرهابي لن ترتاح الا بعد فصل الدين عن السياسة حالنا حال بقية الامم

    • زائر 35 | 1:23 ص

      ليكن في علم الجميع ان الدواعش لمى يقعون في الاسر في سوريا يقولون سلمونا الى حزب الله واللي الحشد يحمل نفس افكاره لما يمثله تعامل حزب الله والحشد من رقي واحترام للانسان واذا ما تصدقون اسئلوا اللي تعرفونهم من الدواعش وتركوا عنك التعصب وخلط الحابل بالنابل

    • زائر 30 | 12:52 ص

      من التعليقات يظهر ان الكلام المتزن الموضوعي الذي يحترم الاخر لا يقبل به الطرفان بما فيه الاخر الداعم والمتعاطف قلبيا مع داعش.

    • زائر 27 | 12:20 ص

      صباح الخير

      تتكلم عن حشد شعبي روح إلى العراق واجلس مع المرجعية الدينية واسئله ما بخاطرك لا تصغي ولا تسمع كلام من هادا ولا ذاك اذا تريد تعرف الحق الاولئ أن تعرف صاحبة تصنيف الحشد الشعبي بأنه إرهاب شيعي هادا مسيس وغير صحيح ....

    • زائر 22 | 12:04 ص

      2/2 بما ان الحشد الشعبي يمثل الشعب العراقي بكل طوائفه...وبما ام العراق غالبية ....، فكذلك الحشد الشعبي.اخطاءه لا تمثل الاسلام
      لولا الحشد الشعبي، ما تحرر العراق.. بل لما عرف المخدوعين بداعش كذبه

    • زائر 20 | 12:03 ص

      1/2 داعش لا تمثل الاسلام..وان كان من وقف في صفها في بدايتها من المسلمين .... ممن خدعوا من السياسيين..

    • زائر 18 | 11:51 م

      داعش هم مسلمون , سوى كانو شيعه لو سنه ..... خشمك ولو اعوج , دليل واضح على حماقه شعوب اسلاميه . أي صحوه تتحدث عنها !!!! تعال باخذك الى الدول الاسلاميه العربيه بنشوفهم صحي لو ..... . بس كوليه .. تعال بوديك الجنه بجي ... لا تروح الى المدرسه لانها كفر با بروح . كثير في بلدان الاسلاميه

    • زائر 23 زائر 18 | 12:07 ص

      الدين الاسلامي لا يقبل القتل والتعذيب والدمار ولا يأمر به . المسلم يخاف الله ويتبع تعاليمه وما أمرنا به سبحانه ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

    • زائر 47 زائر 18 | 4:39 ص

      لا تهر من الصبح روح نام

    • زائر 14 | 11:30 م

      ..

      الحشد الشعبي يمثل العراقيين أو يمثل أغبياء على شاكلتك
      وبعدين المذابح الي ترتكب من قبل داعش من قطع للرؤوس ونحر كالأضاحي وغيرها
      لم يقوم بها أي شخص من الحشد، لماذا كل هذا الحقد الأعمى ونحن نسمع يومياً كل هذه المجازر في سوريا والعراق؟
      كفاكم استخفافاً بكرامة الناس
      فكر بعقلك قبل أن تقر بكل شيء بلسانك

    • زائر 11 | 11:19 م

      الفرق كبير جدا الحشد الشعبي يدافع وطنه و ليس تكفيريين قدتحدث ااخطاء لكن الدواعش تكفيريين هذا واضح جدا
      وليس ضحك على عقول الاخرين

    • زائر 9 | 11:08 م

      ...... ولا نخدع نفسنا في العراق وبالتحديد الموصل حاضنة ومؤيدة ولو لم تكن كذلك لما استطاع بضعة آلاف من احتلال محافظة بتعداد اكثر من مليونيين مسلحين وكفاية تسليم محافظ الموصل لداعش اما هنا فخير مثال تجهيز غازي

    • زائر 29 زائر 9 | 12:46 ص

      احسنت كلامك عين الصواب

    • زائر 4 | 10:55 م

      سيد حتي الحشد الشعبي مثل داعش طلقها وأخذ اختها

    • زائر 3 | 10:36 م

      لا يؤيد داعش الا التكفيريين

    • زائر 2 | 10:11 م

      داعش التكفير عندها انصار ومشجعين اكثر من مشجعين ريال مدريد. الله يحمي المسلمين جميعا من شرهم.

    • زائر 8 زائر 2 | 11:05 م

      صدقت يا زائر 2 والدليل رقم 4

اقرأ ايضاً