العدد 5301 - الأحد 12 مارس 2017م الموافق 13 جمادى الآخرة 1438هـ

أنواع الموظفين... الموظف المؤذي - المهرج (4)

صالح حسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعشق هذا النوع من الموظفين مضايقة الآخرين من الموظفين. عن طريق التهريج وإضاعة الوقت. فهو يلعب دور المهرج بجدارة يحسد عليها. هو في الغالب لا يؤدي أي عمل يذكر، ولكنه يستمتع بإضاعة الوقت والمرور على كل موظف، ليلقي نكتة هنا، أو كلمة تعليق هناك. تراه كأنه في سوق وليس محل عمل. إذا سمع كلمة من أحد الموظفين حولها إلى مناسبة للتندر، وقام بتعميمها على باقي الموظفين مع زيادة بعض من البهار عليها، لتكون مضحكة أكثر وليتمتع هو أكثر في تهريجه.

وجوده في محيط العمل، له تأثير سلبي على بقية الموظفين وعلى محيط العمل نفسه، فهو يريد أن يستمتع بوقته من خلال التهريج الدائم، بينما الموظفون الآخرون يودون أداء عملهم والقيام بواجباتهم، لكن وجوده يؤثر سلباً، حيث يشتت تركيزهم في العمل. وهذا بدوره قد يسبب لبعضهم التأخير في تأدية ما هو مطلوب منهم.

وتزداد الأمور سوءاً في محيط العمل، إذا أصبح هذا الموظف مسئولاً، حيث تزداد عنده مساحة التهريج وعدم الجدية في العمل، إلى درجة أن بعض موظفيه قد لا يعرفون حين يعطيهم تعليمات بأنها جدية أو مزحة. ومن الطبيعي ونتيجة لنوعيته الغالب عليها التهريج، فإن الموظفين حوله لا يستفيدون منه؛ بل ما يخسرون من إمكانية الاستفادة وتحسين الأداء شيء متوقع من هذه النوعية.

الموظف المهرج يرى في بقية الموظفين الذين يجدّون في أداء عملهم، تهديداً لوضعه، حيث أن مسئوليه قد يلاحظون ضعف أدائه مقارنة مع الآخرين. ولذلك هو يحاول أن يشرك البقية في تهريجه حتى يتفادى تعرية موقفه أمام مسئوليه. وهو قد ينجح في ذلك في حالة وجود مسئول مهرج مثله، ولكن بالتأكيد يفشل في حالة وجود المسئول الفاهم الواعي.

من الأمور التي يزداد فيها التأثير السلبي للموظف المهرج هي حضوره اجتماعات العملاء. فقد يكون الاجتماع مهماً لعقد صفقة أو تقديم خدمة لعميل ما، وبحضور المهرج يمكن أن تخسر الشركة الصفقة أو يخرج العميل بانطباع سيء عن الشركة. وكل ذلك ربما لأن المهرج قد يقول كلاماً في غير محله، أو يحاول إلقاء نكات بعيدة عن موضوع الاجتماع، وقد تكون فحوى النكات أو ما قد يفهم منها سلبياً.

إدارياً، فإن التعامل مع هذه النوعية من الموظفين ليس سهلاً، حيث يكون التهريج جزءاً من شخصية هذا النوع من الموظفين، ولا يكون لدى هذا الموظف الحس اللازم لكبح تصرفاته والتمييز بين التهريج في محيط العمل أو خارجه. والنتيجة تجد المسئولين والموظفين يتحاشون التعامل معه، ويصبح وجوده عالة على العمل.

لا ينفع مع هذه النوعية إلا الحزم من قبل مديره المباشر، من خلال التوجيه والتدريب ومراقبة السلوك والتصرفات. كما يمكن أن تحدد له مهام معينة تكون ذات طابع شخصي، أي يعمل بها وينفذها الموظف المهرج بنفسه. ربما يساعد ذلك على إبعاده عن الآخرين، ولو لفترة حتى تكون تصرفاته في مستوى معين لا تؤثر سلباً على الموظفين الآخرين والعملاء.

ونحن نتكلم عن هذا النوع من الموظفين، يجب ألا نغفل بأن بعضهم يتمتع بقدر كبير من الذكاء والنشاط وحتى خفة الدم. لكنه يحتاج إلى توجيه يساعده على إفراغ طاقاته بصفة إيجابية، ومديره المباشر يلعب أهم دور في تقويم سلوكه إذا استطاع اكتشاف الأمور التي تؤثر على تحسين أدائه وتصرفاته. مجاملة هذا النوع من الموظفين تجعله بمرور الزمن يعتقد بأن ما يقوم به صحيحاً، ولا يستطيع تغيير سلوكه بعد ذلك. والمصيبة الأدهى عندما تكون عادة التهريج جزءاً من حياته في محيط العمل وخارجه، عندها قد يلاقي صعوبات كثيرة للتعايش مع الآخرين أو أن يستقبله الآخرون بنوع من الوّد المصطنع فقط ليسمعوا منه التهريج.

إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"

العدد 5301 - الأحد 12 مارس 2017م الموافق 13 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:39 ص

      صاحب العمود اصاب الهدف بدقة متناهية وأصحاب هذا التلون من الموظفين أصابهم صاحب العمود في مقتل وأعتقد بأنهم سوف يراجعون حساباتهم ويصححوا اخطائهم ويسلكو الطريقة التي تصلحهم

    • زائر 1 | 11:30 م

      و هالموظف بس يراقب اللي وياه و مو الكل بيتقبل كلامه و تصير مشاكل و لا يعرف يجود لسانه و يرمي كلام من دون محاسبة لاحد لانه متعود و عمباله انه خفيف دم و مت يدري ان ناس تعقر من وراه

اقرأ ايضاً