العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ

أنواع الموظفين... الموظف الغائب (5)

صالح حسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا المقال هو الخامس والأخير في هذه السلسلة من المقالات بشأن أنواع الموظفين. وأتقدم بالشكر الجزيل للقراء الكرام الذين أدلوا بآرائهم بخصوص كل مقال عبر الصحيفة أو عبر أنظمة التواصل الأخرى والاتصالات الشخصية. ودعونا الآن نتكلم عن الموظف الغائب وما يمثله من معضلة إدارية لمسئوليه.

حضور الموظف الغائب مثل غيابه، والفائدة من وجوده في المكتب شبه معدومة. يحاول بقدر المستطاع وبكل شراسة، أن يبدأ الدوام متأخراً أو حتى يطلب من غيره التوقيع نيابة عنه على سجل الحضور، ليكسب بعضاً من الوقت في التأخير.

يقضي جل وقته خلال الدوام مناظراً ساعته يحسب الوقت بالثواني والدقائق، متطلعاً لانتهاء الدوام ليكون، وبكل فخر، أول المغادرين. خلال يومه يتفنن في تضييع الوقت منغمساً في شرب الشاي والقهوة، وقراءة صحف ومجلات. وإذا كان من المدخنين فإن عدد مرات خروجه للتدخين خلال اليوم والوقت الذي يقضيه في عملية التدخين تستغرق وقتاً أطول من الوقت الذي يقضيه في تأدية مهمات عمله.

عدد مرات ذهابه الدائم لدورة المياه - أجلكم الله - لا تعد ولا تحصى، والوقت الذي يقضيه في بيت الراحة أضعاف ما يقضيه في منزله. كل هذا في سبيل تضييع وقت العمل. وحتى الصلاة لديه هي فرصة لتضييع مزيد من الوقت حيث قد يقضي في العادة وقتاً قصيراً لتأدية الصلاة عندما يكون في بيته أو المسجد أو أي مكان آخر. إنما في موقع العمل، فإن الوضوء يستغرق وقتاً، والصلاة نفسها يقضي في أدائها وقتاً أطول، وكل هذا جزء من أساليب تضييع الوقت لديه.

أما الأسلوب الأكثر اتباعاً من قبل الموظف الغائب لتضييع الوقت، فهو الاستخدام الزائد للتلفون ووسائل الاتصال المختلفة. فعندما يكون في بيته فهو قد يكون قليل الاستخدام للتلفون، ولكن في العمل فإن التلفون لا يفارق يده ولا إذنه ولا عينه. فجهاز التلفون بالنسبة إليه في العمل، أهم من العمل نفسه، وهو وسيلة مناسبة لتضييع الوقت.

يجد مديره مصاعب كثيرة للتعامل معه، وتزيد تلك المصاعب عندما يحين وقت تقييم الأداء في نهاية العام. فعلى رغم غيابه عن العمل وتضييعه للوقت، فإن عملية التقييم تكون شاقة في الغالب، لأنه يحاول أن يظهر نفسه بعكس الحال الذي هو عليه. ومن الأمور التي لا تغيب عن نظر المديرين لهذه النوعية من الموظفين هي حرصه على الحضور مبكراً قرب موعد التقييم، حتى يوحي بأنه مواظب في عمله، وليوهم مديره بحسن أدائه. هنا يأتي، دور المدير وطريقة تعامله مع الوضع الخاص بهذه النوعية من الموظفين. هل سيكون المدير حازماً في التقييم، أو متساهلاً فيه. فإن هو تجاوز عن قصور هذا الموظف، فقد يحصل هذا الموظف على مكافأة غيابه وعدم اهتمامه بالعمل. وهذا بدوره يعتبر إجحافاً في حق بقية الموظفين المجدين، وخلق حالة من التذمر بينهم، وانتعاش السلبية في محيط العمل.

عندما يقوم المدير بالتقييم السليم لهذه النوعية من الموظف، فإنه يساعد على إيجاد مناخ إيجابي للعمل، ويشجع الموظفين على حسن الأداء، ويردع الموظفين المقصرين في عملهم، ويجعلهم يعملون على تحسين الأداء.

للموظف الغائب نقول، إذا استطعت أن توهم مديرك بتقييمك بعكس ما أنت عليه من غياب عن العمل، فقد ينجح الأمر لفترة مع مدير معين؛ ولكن لا يوجد ضمان لاستمرار هذا النجاح، حيث لا يصح إلا الصحيح. ويجب أن يتذكر الموظف الغائب أن الغياب عن العمل يساوي السرقة، حيث إن الغياب عن العمل أو عدم العمل أثناء الدوام يكلف الشركات ساعات عمل ضائعة، وهذه لها قيمة مالية تخسرها الشركة. فأنت تسرق وقتاً له قيمة مالية. فهل ترضى بذلك.

في الختام، أتوجه بالشكر للقراء الكرام على تفاعلهم مع هذه المقالات وإبداء آرائهم بشأنها. وطبعاً هناك أنواع كثيرة من الموظفين، وخصوصاً المجديّن والممتازين والمبدعين وغيرهم، ولكننا اكتفينا بخمسة أنواع وذلك لبيان تأثيرهم السلبي على بيئة العمل، والحاجة إلى تقويم تصرفاتهم لصالحهم وصالح الموظفين الآخرين.

إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"

العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:07 ص

      مقال جميل

      هذا النوع من الموظفين موجود بكثرة. بغيت اعرف في اي تواريخ نزلت باقي المقالات الاربعة.

    • زائر 3 | 1:39 ص

      ما اكثر الموظفين الغائبين

    • زائر 2 | 12:01 ص

      شكرا استاذ صالح على هذه السلسلة من المقالات الشيقة والمفيدة.

    • زائر 1 | 11:30 م

      ماشاء اللة..صاحب العمود بالفعل جوكر في مجالات الأعمال بجميع انواعها

اقرأ ايضاً