العدد 5375 - الخميس 25 مايو 2017م الموافق 29 شعبان 1438هـ

بعد 20 سنة... هل سنبقى كما نحن الآن؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نحن الآن في سنة 2017، وبعد 20 سنة سندخل 2037، فهل سنبقى على ما نحن عليه من تقسيم وتأزيم وأزمة سياسية واضحة للعيان؟ أم خلال 20 سنة ستتغيّر الأمور إلى أفضل مّا هي عليه الآن!

لا ندري إن كان هناك من يريد المصالحة الحقيقية، ولكنّنا نسعى إليها بكل ما أوتينا من قوّة، فكل أزمة تبدأ ومن ثمّ تتصاعد حتى تصل إلى أوجّها ومن ثمّ تتراجع، والتراجع يكون إمّا بتصعيد بين الأطراف المتنازعة وإمّا بتوافق بينهم، وما نريد إلاّ التوافق والحوار في مجتمع نشأنا فيه ونحن نؤمن بالحوار والتوافق الوطني.

لطالما عانت البحرين من أزمات وآهات، ولطالما تخطّيناها بالحكمة، وليس هناك أفضل من الحكمة في سبيل تخطّي الأزمات والعقبات، فبالحكمة نستطيع توحيد الصفوف، وجعل من يرفض الرأي والرأي الآخر يقبل به.

ثقافة جديدة تظهر على المجتمع البحريني لم نتصوّرها، الضحك والفرح بنزف الدم، ومهما اختلفنا ومهما حدث لا يجب أن نفرح بمقتل أحد، بل هي عبرة لنا جميعاً أن نلح على المصالحة الوطنية، فقطرة الدم تجلب قطرات أخرى، والعنف يجلب عنفاً مضاداً، والغضب يجلب الدمار، ولذلك أوصانا الرسول محمّد بن عبدالله (ص) بتجنّب الغضب، لأنّ النفس تفكّر في الأسوأ وتريد الأسوأ للآخر من جميع الأطراف!

هي نصيحة قد لا يريد قراءتها أحدٌ اليوم، ولكن في المستقبل قد يتذكّرها أحد ما، فنحن الخاسرون جميعاً في وطننا الغالي، لأنّ البعض يغرّد ويصفّق على ما يحدث، وسعيد جداً لما يحدث، وهو لا يدري خطورة ما يحدث.

خطورة ما يحدث قد لا نراها اليوم، ولكن التاريخ يؤكّد بأنّنا سنراها في المستقبل، ولا نريد ذلك، بل نريد السلام والخير الذي يعم الجميع، على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وطوائفهم ومللهم وأعراقهم وأصلهم وفصلهم، فالدولة فوق الجميع، وحتى لا تزيد المآسي لابد من مشورة المخلصين الصادقين من أهل الرأي السديد.

بعد الذي حدث في منطقة الدراز هل سنشهد تشاوراً وتحاوراً حول ملف المصالحة الوطنية؟ هل سيتبنّى أحد منّا التحدّث بين الأطراف المتنازعة؟ مؤسسات المجتمع المدني وأئمة المنابر أين أنتم مما يحصل في البحرين؟ ولماذا لا تسعون الى إبداء النصيحة التي تؤدّي إلى حقن الدماء وتغليب وضع اليد باليد؟ أين أنتم يا سادة؟

ننتظر بشوق ذلك اليوم الذي يُشرق بانفراج ومصالحة وتوافق وطني، كذاك الذي شهدناه في بداية الألفية، ونستطيع تخطّي مشكلاتنا وأزماتنا سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعية عن طريق تقريب وجهات النظر وإيقاف العنف والإستماع الى أهل الإصلاح والنصيحة، والبعد عن الخبثاء الذين ينفخون في النّار حتّى تزيد إشتعالاً.

6 سنوات انقضت ولم تنقض الأزمة، ممّا يعني بأنّ الحلول الموضوعة حالياً ليست بذات القدر على حلّها، فهل سنشهد تغييراً في الحلول من أجل السلام؟ هذا السلام الذي خرج من البيت البحريني ولم يعد! هذا السلام لا يكفي على المستوى الأمني فقط، بل السياسي والإقتصادي والإجتماعي، عندها سنتقدّم وسنبني. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5375 - الخميس 25 مايو 2017م الموافق 29 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 42 | 10:50 ص

      من الذي بداء

    • زائر 38 | 3:05 م

      واللة يابنت الشروقي بعد 20 سنة المواطن البحريني الأصيل بينقرض مثل الديناصورات.

    • زائر 37 | 1:23 م

      بعد عشرين بنكون في حال اسوء مما نحن فيه

    • زائر 36 | 10:10 ص

      بعد 20 عام معظم الذين يقرؤن هذا المقال سيكونون قد رحلوا الى رحمة الله او على حافة القبر.
      لان متوسط العمر في البحرين هو 70 عام.
      مشكلة هذا الانسان يفكر روحه راح يعيش للابد فتشوفونه يتكبر و يتجبر .... و مصيره هو القبر و بعض الناس حتى قبر ما تحصل.

    • زائر 30 | 9:44 ص

      نحتاج ديمقراطية حقيقية ١٠٠٪ أو سنبقى ١٠٠٠ عام على ما نحن فيه ...

    • زائر 34 | 9:26 ص

      لا نرى اي شي يلوح في الافق ولا بصيص امل ...

    • زائر 32 | 8:06 ص

      أنا أشوف الوضع بعد 6 سنوات أن الشمس تشرق كل صباح و تودعنا عند المساء

    • زائر 28 | 6:11 ص

      قلوبنا تدمي و عيوننا تدمع مما حصل و يحصل نسأل الله الفرج

    • زائر 27 | 5:01 ص

      نعم بنظل على هذا المستوى المتدني مادام في عقول تسرق وتحرض على الفساد

    • زائر 26 | 4:50 ص

      انتي شنو تشوفين يا بنت الشروقي
      بعد ٦ سنوات شنو وضعنا؟

    • زائر 25 | 4:20 ص

      الظاهر اخت مريم مب عايشة في البحرين. لاتعلم ماذا يحدث في البحرين. هي بعيده جدا عن الواقع.

    • زائر 24 | 3:54 ص

      أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون.

    • زائر 22 | 3:37 ص

      وطني صغير يا مريم وما يحصل على ارضه >>>>

    • زائر 20 | 3:12 ص

      انّ الله معنا سيكفينا
      ان أراد وإن شاء ان يمتحننا اكثر فنحن صابرون محتسبون
      راضون بقضائه

    • زائر 19 | 3:08 ص

      اذا امكنك الدخول اذهبي لتشاهدي بعينك كيف ...!

    • زائر 18 | 3:07 ص

      الشماته
      تمد أجل التسامح والاصلاح في اي مكان

    • زائر 17 | 3:05 ص

      انا لله وانا اله راجعون

    • زائر 14 | 2:10 ص

      ببساطة ....... ما عنده نية لحل الازمة في البحرين... مطلبنا هو نفسه مطلب كل شعوب الخليج..
      ..

    • زائر 13 | 2:03 ص

      دوام الحال من المحال .. البحرين اليوم عند مفترق الطريق، إما إلى الصلاح أو الطلاح لكن دوام الحال من المحال .. جسد هذا الشعب مفعم بالجراح فإما إسعاف الأطباء أو أن يعم الوباء لكن دوام الحال من المحال ..

    • زائر 11 | 1:50 ص

      لم نكن ولن نكن في يوم من الايام ندعو الى خصومه او عداء احد بل تجنو علينا وعملو كل شئ فينا ولليوم هم هم لم يتغيرو وانتي تعرفينهم جيداً للاسف معهم جماعه من فريقنا. صح

    • زائر 12 | 1:50 ص

      شكرا استاده مريم مواضيعك هادفه ! بس وين اللي يعى ويفهم لانه تعبنا من هل الواقع ونحن نشوف شباب في ريعان العمر يروح فرجك يارب

    • زائر 8 | 1:21 ص

      لن يكون هناك توافق وطني لا بالحوار او غير مادام هناك من يزعق في المنابر و ينادي بالكراهية بين ابناء الوطن و النتيحة المؤسفة هي خراب الوطن و العلاقات الانسانيةبين ابنائه لم نكن كذلك عندما كنا ندرس في مدرسة واحدة بنت الفقير و بنت الامير لكن بدل التطور للافضل انتكست العلاقات الجميلة بسبب المحرضين على الكراهية و كاننا نعيش في كوكبين مختلفين ... و الحل يجب ان يرجع الكل الى رشده .

    • زائر 7 | 1:19 ص

      يتهمون إيران و صارت شماعة لكل الأخطاء بحق الوطن و الواقع مختلف و الكل يعرف الحقيقة الفرق هناك من يطالب و يناضل و هناك من يخاف البوح بما في قلبه و هناك الشامت المفسد فرجك يا رب

    • زائر 4 | 12:34 ص

      ... تستطيع الحكومة بحكمتها ان تمنع الاصوات الشامتة باصدار قرار بل بتصريح يمنع الشماتة لأنه نزيف شعب ووطن....

    • زائر 3 | 12:14 ص

      الافاعي
      ان الافاعي وان لانت ملامسها عند التقلب في انيابها العطب

    • زائر 2 | 10:49 م

      سيلقى الشامتون مالقينا عاجلا أم آجلا والعاقبة للمتقين ...

    • زائر 41 زائر 2 | 10:13 ص

      صدقت

    • زائر 1 | 10:01 م

      حين نتكلم عن الحوار يظهر المفسدين ويقولون إيران واتبع ادناب إيران أهم السبب وأرى المشكلة لأن مصلحهم في خطر
      رغم الجرح ورغم الشتم وتشفي نقول نحن أبناء السلم وأبناء الحوار العقلاني

اقرأ ايضاً