العدد 710 - الأحد 15 أغسطس 2004م الموافق 28 جمادى الآخرة 1425هـ

الاستثمار والولاء للوطن

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بينما تعكف الدول على الاستثمار في البنية الأساسية وتقديم الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والماء والمواصلات والاتصالات والمستشفيات وغيرها لشعوبها ومن أجل بناء الثقة بين الحاكم والمحكوم فإن الحكومات تنفق ملايين بل مليارات الدولارات من أجل ذلك الهدف، ولهذا يجب على أبناء الوطن أن يكونوا مخلصين له على رغم جميع الحوادث السلبية التي قد تقع لأن الولاية للشعوب في النهاية، ولا يمكن أن تقوم قائمة لبلد إذا لم يخلص أبناؤه له.

فالاستثمار من قبل المستثمرين في البلد نفسه الذي يعيشون فيه يعود بالنفع على الجميع بخلاف الأشخاص الذين يستثمرون أموالهم في الخارج في حين يكون بلدهم في أمس الحاجة إلى مثل هذه الاستثمارات، وفي الوقت الذي يقدم فيه البلد للمستثمرين التسهيلات التي تسهل حصولهم على دخل دون فرض ضرائب وخصوصاً في دول الخليج العربية كما تفعل الدول الأخرى.

ولكن الأعجب من ذلك أن نغمض أعيننا عن الإنجازات التي تتحقق في مملكتنا الحبيبة وندير ظهرنا إلى وطننا، ونتوجه إلى من هم ليسوا منا ونعتبرهم - بكل تعصب وجاهلية - قادتنا ومرشدينا دون الاكتراث بأنهم ليسوا كذلك وإنما هم يعملون من أجل وطنهم ومصالحهم. والواجب يحتم علينا وقف هذه المهازل التي لا تصب في مصلحة الوطن وأمنه وتقدمه سياسيا واقتصاديا حتى لو تطلب الأمر محاربتهم (بشكل سلمي) بعيدا عن أجواء العنف التي كانت سائدة في الثمانينات والتسعينات.

الولاء للوطن واجب مقدس يجب احترامه من قبل الجميع الذين يعيشون ويستمتعون بخيراته وخدماته بغض النظر عن الاختلافات السياسية أو العقائدية، حتى يمكن بناء دولة قوية اقتصاديا وذات سيادة، وأما الولاء لغير الوطن فهو حرام. شدني كثيرا ولاء المغاربة لبلدهم ليس فقط على المستوى الرسمي ولكن أيضا على المستوى الشعبي أي داخل البيوت، إذ ترى الجميع صغارا وكبارا يتصرفون بعفوية كاملة وكأن المغرب ملك له! فهم يحبون وطنهم ويحبون ملكهم وأرضهم وبحرهم وتراثهم يفرحون لفرح الوطن ويحلمون لحلمه ويحزنون لحزنه!

فيا ليت قبعة أهل المغرب نصبت على رؤوس بعض العقول المريضة من أبناء البحرين الذين يصبون غضبهم على هذا البلد الذي يعيشون فيه مطمئنين آمنين على أموالهم وأنفسهم. لاشك أن في كل دولة شواذاً ومطالب وطنية بهدف زيادة الرفاهية بل ان هناك مرضى كذلك، ولكن يبدو أن المرض الذي ابتلي به بعض البحرينيين غير قابل للشفاء إلا بشق الأنفس. فعلى قيادات الشعب الحكيمة أن تتحرك وبسرعة لوقف هذه المهزلة التي يقوم بها بعض الأشخاص ويحاولون تربية الأجيال الصغيرة على دربهم الأعمى قبل أن يقع الفأس في الرأس ونبكي على اللبن المسكوب.

فالولاء لله والوطن والقادة المخلصين لهذا البلد العزيز وغير ذلك هو وباء وحرام، والذي يرغب في ولاء الغير فليسلك طريقه إليهم... ولكن لي همسة في أذن هؤلاء وهي: انظروا حولكم وابحثوا عن عاطل عن العمل من هذه الملة وستعرفون السبب

العدد 710 - الأحد 15 أغسطس 2004م الموافق 28 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً