العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ

مع تصاعد العنف... العراقيون يفقدون الصلة بالمستقبل

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

مع زيادة كثافة العنف اليومي وشلال الدماء المتدفق ترتسم صور الإحباط لدى العراقيين حد فقدان الصلة بالمستقبل، وخاتمة أول فيلم عراقي "كيلومتر صفر" يعرض في مهرجان "كان" السينمائي، التي جاءت بكلمات واضحة لتقول على لسان العراقيين اليوم "تاريخنا حزين، وحاضرنا مأسوي، ولكن لحسن الحظ لا يوجد مستقبل أيضا لدينا" لم تكن في رأي الكثير من العراقيين خلاصة للحوادث التي يرويها الفيلم لحوادث التوتر بين العرب والأكراد في العراق في نهاية الحرب الإيرانية العراقية في العام ،1988 بقدر ما تعبر وتنطبق على المشهد اليومي للعراق الحالي.

وفيما تعهد رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري بالتصدي لما اعتبره محاولات لإشعال حرب طائفية بعد العثور على نحو 50 جثة لمسلمين سنة في أنحاء متفرقة من البلاد خلال أقل من 72 ساعة، كان مشهد العنف أمس مثل سالفه في الأيام الماضية... موجة أخرى من الاغتيالات لرجال دين من الطائفتين ولمسئولين ولناس بسطاء ولعدد من المنتسبين للجيش العراقي. ففي بغداد اغتيل رجلين من رجال الدين الشيعة، وبحسب مصادر الشرطة العراقية اغتال مسلحون مجهولون الشيخ موفق السيدمنصور إمام وخطيب مسجد علي ولي الله في حي الجهاد في بغداد، وأوضحت مصادر الشرطة أن المسلحين قطعوا الطريق على منصور وهو يقود سيارته مع سائقه حسين حياوي وأطلقوا عليهما النار وقتلوهما في الحال.

وفي حي الشهداء القريب من حي الجهاد اغتال مجهولون - بالطريقة ذاتها - العضو في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيخ مانع حسن كاطع. وذكر مصدر طبي من مستشفى اليرموك حيث نقل جثمان الشيخ كاطع أنه اصيب بعدد كبير من الطلقات النارية في أماكن عدة من جسمه.

وبالمقابل، قالت هيئة علماء المسلمين السنية في بيان لها إن مجموعة ترتدي ملابس للحرس الوطني نفذت حملة اعتقالات في مدينة الشعب، وأطلقت النار على أحد أئمة المساجد فقتلته في الحال.

وقالت الهيئة: إن قواتا تابعة للحرس الوطني قتلت الشيخ حميد مخلف الدليمي أثناء مداهمة مسجده واعتقلت مجموعة أخرى من بينهم عضو الهيئة الشيخ حسن النعيمي وعددا آخر من المصلين في منطقة الشعب شمالي بغداد.

وأضافت الهيئة أن بعض الذين اعتقلوا وجدوا مقتولين. وحملت الهيئة في بيانها الحكومة العراقية مسئولية المحافظة على المعتقلين وعلى الشيخ النعيمي.

وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن الشيخ النعيمي وجد مقتولا يوم الثلثاء الماضي في منطقة الشعب.

وأكد الجعفري أن "العراقيين سيقاومون محاولات إشعال الفتنة الطائفية"، مشيرا إلى إنشاء "غرفة عمليات لتنسيق الرد العسكري على عمليات القتل".

وكان الجعفري أعلن عقب لقائه المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيدعلي السيستاني في النجف أن السيستاني "شدد على الأخوة بين الشيعة والسنة وعلى ضرورة مشاركة إخواننا السنة في صوغ الدستور".

وفي إشارة تطلق للمرة الأولى لم تستبعد حكومة رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري أمس تأجيل فترة كتابة الدستور الدائم الجديد والتصويت عليه لمدة ستة أشهر. وقال ليث كبة الناطق باسم الجعفري في مؤتمر صحافي إن اللجان المختصة بكتابة الدستور ستبدأ مهماتها خلال فترة قصيرة لإنجازه وإجراء الاستفتاء الشعبي عليه منتصف أغسطس/ آب المقبل، لكنه أشار إلى أنه إذا ظهرت اعتراضات على بنوده فإنه سيتم تمديد فترة كتابته إلى ستة أشهر أخرى.

وكانت الجمعية الوطنية العراقية "البرلمان" شكلت الأسبوع الماضي لجنة تضم 55 عضوا لكتابة الدستور، منهم 28 من قائمة الائتلاف العراقي الشيعية و15 من القائمة الكردية و8 من القائمة العراقية لرئيس الوزراء السابق إياد علاوي، إضافة إلى 4 آخرين من التشكيلات الصغيرة في الجمعية... كما شكل الجعفري هذا الأسبوع لجنة رديفة مرتبطة به تضم 8 وزراء للاتصال بمكونات الشعب العراقي وخصوصا السنة للعمل على إشراكها في كتابة الدستور التي تصر الإدارة الأميركية على إنجازها في موعدها المحدد ومن دون تأجيل، كما جاء في قانون إدارة الدولة المؤقت من أجل إجراء الانتخابات العامة الثانية في موعدها أيضا نهاية العام الجاري.

وبحسب مصادر قريبة من الحكومة طلبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس خلال زيارتها للعراق ثلاثة مطالب من حكومة الجعفري، الأول يتعلق بتأجيل محاكمة صدام وأركان نظامه في الوقت الجاري، والثاني إتمام عملية كتابة الدستور في موعدها المحدد في منتصف شهر أغسطس المقبل وكما هو محدد في قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية وعدم تمديدها لستة أشهر، والثالث يتعلق بزيادة عدد العرب السنة في لجنة كتابة الدستور والبدء بمصالحة شاملة معهم.

وتجددت الاشتباكات في الموصل أمس بين القوات الأميركية وعناصر مسلحة بالمدينة بعد توقف امتد لأسبوعين، من دون أن ترد تقارير عن الإصابات، التي أسفرت عنها الاشتباكات الجديدة. وقال متحدث عسكري أميركي إن القوات الأميركية تعرضت لهجوم في شرقي المدينة، واستدعت المروحيات للمساندة، في حين ذكرت الشرطة العراقية أن مروحيات أميركية قصفت مباني بالمدينة يشتبه في استخدامها كمخابئ من قبل المسلحين.

وهاجم مجهولون نقطة حراسة يقيمها الجيش العراقي عند محطة الطاقة الكهربائية في المسيب "40 كيلومترا جنوب بغداد" واشتبكوا معهم بالرشاشات. وكانت الحصيلة قتل أربعة من أفراد الجيش وأصيب ثلاثة آخرون بجروح.

وفي القائم الحدودية مع سورية، التي شهدت خلال الأسبوع الماضي أوسع حملة أميركية بعد الحملة على الفلوجة العام الماضي، وجد ثلاثة من أفراد الجيش مقتولين، وكانت جثة أحدهم مقطوعة الرأس.

وبحسب رئيس مفوضية النزاهة راضي الراضي، اغتيل أحد الموظفين المسئولين في المفوضية علاء الدين العبيدي أمام منزله في منطقة الدورة برصاص مجهولين.

وأضاف أن مسلحين مجهولين هاجموا العبيدي بالأسلحة الرشاشة وهو يهم بالخروج من منزله وأمطروه بوابل من الطلقات أدت إلى مقتله في الحال

العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً