العدد 4673 - الثلثاء 23 يونيو 2015م الموافق 06 رمضان 1436هـ

مجلس رمضاني 2015

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لو كان هذا المجلس في العام 2011 لما كتبنا عنه، ولو كان هذا المجلس ذا صبغة طائفية للسنوات القليلة التي تلت العام 2011 لما تطرّقنا إليه لا من بعيد ولا من قريب، ولكن المجلس الرمضاني في العام 2015، اختلف عن بقيّة المجالس السابقة، ذلك أنّ حدّة الأزمة خفّت، والمطالبة بالوحدة الوطنية ازدادت، ونلاحظ ملامحها في تذويب الجليد بين أطياف المجتمع البحريني.

المجلس بشكلٍ عام هو مكان اجتماعي يقرّب الأهل والأصدقاء، وما المجالس الرمضانية إلاّ ذات نكهة روحانية رائعة، فنحن لا ننسى في يوم من الأيام الجميلة السابقة، ما يقوم به المجلس من لمّ للشمل، ورؤية للأحباب الذين لم نرهم لمدّة طويلة، ومكان للحديث والنقاش واللعب، لعب (الكوت) و(الدومنة) وغيرها من الألعاب، وفي نهاية رمضان نتذكّر قيام صاحب المجلس بطلب من أهل الدين والعلم للحضور وإلقاء المحاضرة أو قراءة القرآن، وهذه عادةٌ صوفيةٌ كنّا نتمنّى عدم توقّفها، ولكن هذه هي حال الدنيا، الجميل يتوقّف، وتدخل مكانه البشاعة والتعصّب.

المجلس الرمضاني فرصة لدعوة الأحباب الذين ابتعدنا عنهم بسبب ظروف الحياة أو قسوة الأحداث التي مررنا بها، وأيضاً هو فرصةٌ لدعوة من لا يعجبنا فكرهم ولا منطقهم، فقد نكون نحن الخطأ وهم الصواب، وكذلك هذا المجلس هو بداية لتصفية النفوس نحو الآخرين.

يقول المصطفى (ص): «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون مفارقكَ يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما»، وبالفعل الحبيب قد يُصبح عدوّاً في يوم من الأيام من دون علمنا بسبب العداوة، والبغيض الذي لا نحبّه قد يصبح حبيبنا يوماً ما، ذلك أنّ الصورة المشوّهة عنه تتلاشى مع الأيام، وما باليد حيلة في بعض الأحيان إلاّ الاعتراف بالخطأ، وهو فضيلة لا ينالها إلاّ أولئك الذين يعترفون ويعتذرون.

إنّ دعوة النّاس ومقابلتهم بوجه حسن وطيبة نقيّة ليست صعبةً على من يريد للمجتمع الصلاح والإصلاح، والدعوة يجب أن تكون في محلّها، لا دعوة على مضض، إذ ليس في المجالس الرمضانية ضغوط من قبل البعض لدعوة أحدهم وعدم دعوته، لأنّ الناس أحرار فيمن يدعونه لمجالسهم، وليس لأحدٍ التدخّل في شأن أحد، وعليه فليغتنم أصحاب المجالس دعوة النّاس وجميع الأطياف، فالوحدة الوطنية انبثقت في السابق من هذه المجالس، وليس صعباً تكرار المشهد نفسه بدعوة المختلفين عنّا في الفكر والعقيدة، ففي النهاية يقول سيدنا علي بن أبي طالب (رض): «الناس صنفان، إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق».

هذه هي المجالس الرمضانية التي عرفناها في السابق والتي نريدها أن تبقى وتستمر. مجالس يختفي فيها اللون والعرق والمذهب، ويبتعد أهلها عن التلوين الطائفي البشع، فالجميع سواسية، والجميع حضروا عن طيب خاطر، والجميع أيضاً يبدأون صفحةً جديدةً لعهد جديد يسوده الإنصاف والتساوي بين الجميع.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4673 - الثلثاء 23 يونيو 2015م الموافق 06 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:27 ص

      لن

      لن ترجع المجالس الماضيه الى بتصفية النفوس وترك هاده شيعى او سنى كل انسان وعقيدته ولايتهم الشيعى او السنى الذي يطالب بحقه خائن هادى الحقوق لابد من اخدها لانه الدستور سناها ولن ترجع البحرين الى سابقها اله بتحقيق مطالب الشعب ولن يرتاح المواطن حتى اخد حقوقه المنزوعة باذن لله والحرام مستمر والله مع المظلوووووووووومين

    • زائر 4 | 4:31 ص

      هذة حال الناس يوم يبعثون

         وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[([1]).

    • زائر 5 زائر 4 | 4:53 ص

      رمضان أول نكهة خاصة

      الله يرحم ايام زمان كان في سهرة في إذاعة البحربن في رمضان المبارك سهرة رياضية يقدمها المذيع الرياضي المتألق الأخ توفيق صالحي يستضيف نجوم البحرين الرياضيين خصوصا نجوم كرة القدم وكان لها نكهة خاصة جداً لايعرف طعمها الا من تذوقها .

    • زائر 1 | 12:41 ص

      ما فائق الاحترام

      شيعة البحرين لم يتعرض احد منهم الي احد بسوء ولم يشهرو بي احد بل حصل العكس من الطرف الآخرى وانا عن نفسى شخص ليس مع المعارضة ولا مع احد بس شفت الوجه الحقيقي الي اصدقاء فعلو أبشع أنواع التحريض والتشفي

    • زائر 2 زائر 1 | 3:10 ص

      الماضي

      ارجوكم انظروا الى المستقبل .. كفوا عن الحيث عن الماضي ..

    • زائر 3 زائر 1 | 3:40 ص

      اهل البحرين

      النفوس الطيبة ان شالله تعيد البحرين رغم الحاقدين

اقرأ ايضاً