العدد 4686 - الإثنين 06 يوليو 2015م الموافق 19 رمضان 1436هـ

أعلام في التسامح والسلام... المنامة نموذجاً

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

بين «إعلان المنامة» (نداء من أجل الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام) الذي أطلق بالمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا يوم الأربعاء (1 يوليو/ تموز 2015) برعاية معهد السلام الدولي بالمنامة، و»دعاء السلام» الذي أقيم بكنيسة القلب المقدس بالمنامة يوم الخميس (2 يوليو) برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدّى، وبحضور ممثّل جلالته الشخصيّ سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، أقّل من يوم واحد، لكن في الدلالة والمغزى أكثر من معنى واحد؛ فبالقدر الذي يشهد فيه العالم تأجج الصراعات وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشهد البحرين حراكاً لدعم الجهود المحلية والإقليمية والعالمية لدعم السلام ونشر ثقافة التعايش بين المذاهب والأديان. وقد تجلّى ذلك سواء في مبادرات المعهد الدولي للسلام (IPI) أو في مبادرات أخرى كالتي أقدمت عليها جمعية اتحاد البحرين للجاليات بالتعاون مع كنيسة القلب المقدس والموسومة بـ»دعاء السلام»، أو حتّى في دعوة المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني مبادرة «بحرين التسامح» لإقامة صلاة جمعة موحدة تجمع المصلين من أبناء البحرين سنّة وشيعة.

وجدير بالذكر أنّه ومنذ افتتاح مكتبه الإقليمي في المنامة في أبريل/ نيسان 2014، لا يتوقف معهد السلام الدولي عن إطلاق المبادرات الرامية إلى نشر ثقافة السلام وحل النزاعات عبر الحوار. فقد أعلن مدير المكتب الإقليمي لمعهد السلام الدولي بالمنامة نجيب فريجي تنظيم لقاءات تضمّ مجموعات من الشباب والهيئات الحكومية ورجال الدين لمناقشة القضايا الاجتماعية والسياسيّة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي لا يكاد ينجو منها بلد في المنطقة على أيّامنا هذه. وفي هذا السياق، وعلى إثر العمليات الإرهابية الخطيرة في الكويت وفرنسا وتونس ومصر الأسبوع الماضي جرى إطلاق إعلان المنامة «نداء من أجل الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام» يوم الأربعاء الماضي، خلال اللقاء الذي عقده المكتب مع عدد من ممثلي الديانات المسلمة والمسيحية واليهودية والهندوسية وغيرها، إضافةً إلى ممثلي وسائل الإعلام.

وتجدر الإشارة إلى أن جهود معهد السلام الدولي جليلة من خلال دعمه للدبلوماسية الوقائية وتسوية النزاعات بين الدول عبر النهوض بالمؤسسات التي تعنى بالسلام والأمن الدوليين، كما يقدّم المعهد الأبحاث والدراسات ويشارك بفاعليّة في الجهود الهادفة إلى تعزيز السلام الدولي محلياً وإقليمياً، كما يسهم في إعداد البحوث والتقارير العلمية المهمة.

ولعلّه من حسن حظّ المكتب الإقليمي لمعهد السلام الدولي أنّه ينشط على أرض مملكة البحرين التي تحتضن مجتمعاً مفتوحاً يعيش درجة عالية من المساواة بين الجنسين والاعتدال وحرية العقيدة، وتقيم فيه جاليات متعددة الديانات منذ زمن طويل، فضلاً عن التعايش السلمي بين مكوّنيْ المجتمع البحريني منذ قرون طويلة.

وترمي مبادرة إعلان المنامة (نداء من أجل الاحترام المتبادل والتسامح والحوار وثقافة السلام) إلى الوقاية من التطرف العنيف؛ حيث شدّد المجتمعون على رفضهم الإرهاب وسفك الدماء، ودعوا إلى استشراف المزيد من الحوارات بين المعتقدات، والعمل على إشاعة الأمن واحترام الجميع.

كما أنّ مبادرة «دعاء السلام» التي شارك فيها جميع ممثلي الأديان والطوائف الموجودة في مملكة البحرين، والتي مثّلت رسالة سلام تنطلق من قلب مملكة البحرين إلى جميع شعوب العالم، كانت ترمي إلى زرع بذور الحب والسلام في نفوس الجيل الشبابي، وإعطائهم الأمل بغد ومستقبل أفضل، وإبعادهم عن طريق العنف والتطرف والممارسات الإرهابية كما جاء على لسان الأمين العام لاتحاد البحرين للجاليات الأجنبية.

غير أّنّ أمام هذه المبادرات تحديات ليس أقلّها تحويل الكلام والقول إلى فعل؛ حيث شعرت، وأنا أحضر لقاء مكتب المعهد الدولي للسلام في الطابق الخامس في بيت المرفأ المالي قد ارتفعنا عن أرض الواقع إلى برج عاجي نكاد فيه نلامس السماء بالطموحات والأحلام والنوايا الحسنة والأدعية القلبية الصادقة النابعة من مختلف الصدور المؤمنة بربها... لكن حين نزلت من المصعد، بعد أن انفض اللقاء، سألت نفسي هل ستنزل تلك الأفكار التي تركتها في الطابق الخامس إلى أرض الواقع؟

وددت لو سمعت مبادرات تفعيل لتلكم الأفكار. وددت لو تقدّم البعض بمقترحات، بفعاليات ميدانية تقيمها تلك الطوائف الدينية كل من منطلقاتها العقائدية. وددت لو سمعت ماذا فعلت بعض الطوائف الدينية غير المسلمة لمحاربة التطرف بين أتباع دياناتها- إذْ لا يخلو دين من متطرفين وليست «داعش» وأخواتها بدعاً بين طوائف الأديان فنظيراتها كثر في العالم - لعلنا نستأنس بتجربتها في محاربة التطرف بين أبناء المسلمين.

إنّ اللقاءات المتعددة التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي تؤكد أن المنامة ستظل منارة للسلام تشعّ منها المبادرات وتُبعَث منها الرسائل إلى العالم أجمع، ولكنها تظلّ تدعو وبإلحاح إلى تفعيلها وزرع قيمها بين المواطنين والمقيمين، وتسخير الإمكانيات اللازمة لها حتى تزيد في نشر ثقافة السلام وقبول الآخر والعيش المشترك على أساس المواطنة العالمية واحترام مبادئ حقوق الإنسان.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4686 - الإثنين 06 يوليو 2015م الموافق 19 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:52 ص

      الحرب اخدوعة

      بين السلام والحرب لا توجد ضريبة تدفعها الديانات!!!يؤلمني ان يتعذب ويظلم قوم علي دينهم ويقهرون في أوطانهم!!!!ماذا سيبقي من تاريخ مجدناه وفرحنا به؟؟؟؟حقا ان الحرب لحرب علي عقول جاهلة ترفض الارتقاء بالفكر!لنرتقي بافكارنا ونعيش في تسامح ونترك الناس يعيشون!!! كفانا خناقا!

    • زائر 7 | 7:50 ص

      الحرب اخدوعة

      بين السلام والحرب لا توجد ضريبة تدفعها الديانات!!!يؤلمني ان يتعذب ويظلم قوم علي دينهم ويقهرون في أوطانهم!!!!ماذا سيبقي من تاريخ مجدناه وفرحنا به؟؟؟؟حقا ان الحرب لحرب علي عقول جاهلة ترفض الارتقاء بالفكر!لنرتقي بافكارنا ونعيش في تسامح ونترك الناس يعيشون!!! كفانا خناقا!

    • زائر 6 | 1:54 ص

      المنامة نموذجاً

      لا شك ان المنامة تمثل تاريخيا مهدا لتعايش والتحابب والسلام بين أتباع الأديان والطوائف والمذاهب
      لكن ما يحصل اليوم ما هو إلا سحابة صيف عابرة
      وسيعود التلاحم بين أبناء الشعب أحب من أحب وكره من كره

    • زائر 5 | 6:55 ص

      إلى زائر رقم 2 اقرأ الفقرة الأخيرة من المقال تعرف من الكاتب

      إنّ اللقاءات المتعددة التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي تؤكد أن المنامة ستظل منارة للسلام تشعّ منها المبادرات وتُبعَث منها الرسائل إلى العالم أجمع، ولكنها تظلّ تدعو وبإلحاح إلى تفعيلها وزرع قيمها بين المواطنين والمقيمين، وتسخير الإمكانيات اللازمة لها حتى تزيد في نشر ثقافة السلام وقبول الآخر والعيش المشترك على أساس المواطنة العالمية واحترام مبادئ حقوق الإنسان.

    • زائر 4 | 6:52 ص

      ههههههههه

      الساعة بخمسه جنيه والحسابه بتحسب

    • زائر 2 | 2:30 ص

      من انت !!!!!

      مت انت يااستاذ حتى تكتب عن المنامة منارة للسلام والتسامح وحقوق الانسان ، من انت يااستاذ حتى تزيد ........... آخر وتصموا آذاننا ازعاجاً من تطبيلكم ؟ من انت يااستاذ لتقول ان المنامة عاصمة التعايش بين الاديان والمذاهب؟ لا اريد ان اقول لك من انت ولكني كفى ..........

اقرأ ايضاً