العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ

هل متفجرات «داعش» تخرج من البحرين؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلنت صحيفة «الشاهد» الكويتية يوم الجمعة (10 يوليو/ تموز 2015) أن «الإرهابيَيْن السعوديين اللذين ألقي القبض عليهما في الخفجي والطائف، والمتورطين في تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت، قد اعترفا بأنهما حصلا على المواد المتفجرة المستخدمة في تصنيع الحزام الناسف من أحد المنتمين إلى تنظيم «داعش» في البحرين. وأفادا بأن «المواد الأولية قد دخلت إلى السعودية عبر جسر الملك فهد من البحرين، وأنهما جمعا المواد وأكملا صنع الحزام الناسف في إحدى الاستراحات بالقصيم».

رواية الصحيفة الكويتية قد تكون صادقة، وقد تكون مجافية للحقيقة أو بها نقص وعدم وضوح، إلا أن هذه القصة حتى هذه اللحظة لم تلق أي اهتمام من قبل الأجهزة الرسمية في البحرين، ولم يصدر منها أي رد أو توضيح سواء كان نفياً أو تأكيداً لها، وهو ما يثير تساؤلات كبيرة ويعطيها جزءًا من المصداقية في ظل غياب ما ينقضها وينفيها.

سبق ذلك الحديث أيضاً الكشف عن أن منفذ تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، كان قد وصل إلى الكويت عن طريق البحرين على طائرة شركة طيران الخليج رحلة رقم 211 في تمام الساعة 1:10 من صباح الجمعة (26 يونيو 2015).

إلا أن وزارة الداخلية البحرينية سارعت إلى التوضيح والتأكيد بأن منفذ التفجير الإرهابي وصل إلى منفذ مطار البحرين الدولي قادماً من الرياض بتاريخ (25 يونيو/ حزيران 2015) في تمام الساعة 22:40 «ترانزيت»، وغادر إلى الكويت على طائرة شركة طيران الخليج رحلة رقم 211 في تمام الساعة 1:10 من صباح الجمعة (26 يونيو 2015)، أي إنه مكث في مطار البحرين ساعتين ونصف الساعة تقريباً.

تلك الأحداث يمكن ربطها أيضاً بما نقلته صحيفتا «الشرق الأوسط» و«الحياة» في 25 مايو/ أيار 2015 عن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، بشأن تأكيده بأن المادة التي استخدمها الإرهابي في تفجير مسجد الإمام علي (ع) بمنطقة القديح بالقطيف هي من نفس المواد التي تم ضبطها على جسر الملك فهد، والتي كانت قادمة من البحرين ومتجهة إلى السعودية.

ما يدور في أذهان الكثيرين من البحرينيين، في حال صحة كل تلك الأحاديث، عن أن المتفجرات المستخدمة في تفجير مسجد شيعي في القطيف كانت شبيهة بما تم العثور عليه في الجسر وقادم من البحرين، وأن المتفجرات المستخدمة في تفجير مسجد شيعي في الكويت خرجت أيضاً من البحرين بحسب رواية الصحيفة الكويتية، وأن منفذ ذلك التفجير كان أيضاً في البحرين، وأن كميات من تلك المتفجرات موجودة في البحرين، وأن تنظيم «داعش» الذي استخدمها في السعودية والكويت، يمكنه أيضاً أن يستخدمها بسهولة في البحرين، بغض النظر عن أي ربط أو تحليلات، أو تهوينه أو الحديث عن الوقوع في «الفخ» الذي يروج له المتعاطفون مع «داعش» ومؤيدوهم.

هذه الهواجس والمخاوف حقيقة، في ظل وصول التنظيم التكفيري «داعش» إلى السعودية، الكويت، تونس، ليبيا، العراق، سورية، اليمن، وأخيراً وليس آخراً مصر. قناعتنا أن «داعش» تنظيم له وجود في البحرين، حتى مع رفض الجهات الرسمية الإعلان عن ذلك صراحةً، وحتى بعد إعلان قيادات ومنتمين بحرينيين لـ»داعش» عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن اعتقال مجموعة من الشباب «الموحدين» في البحرين.

مؤخراً تم الكشف عن ما يتم التستر عليه داخلياً، أو حتى تجنب الحديث عنه، فقد شاركت شخصيات «بحرينية» منتمية لـ «داعش» ومنهم محمد البنعلي، وكذلك أبو لادن الحربي، وأبو حفصة البحريني، ومحرقاوي موحد، وبتار بحريني، وغيرهم، في سرد أسماء معتقلين اعتقلتهم السلطات، وذكرت أسماءهم وأعمارهم ونشرت صورهم، منهم من اعتقل من مطارات خليجية وتمّ تسليمهم إلى الأجهزة الأمنية في البحرين، وآخرون تم مداهمة منازلهم، أو اعتقالهم من أعمالهم، أو من خلال ملاحقات ومطاردات، ومع كل ذلك لم يعلن عن أيٍّ من ذلك، ولم تنشر صور أي منهم رسمياً، ولم يتم الحديث عن ذلك أبداً في أية وسيلة إعلامية بحرينية، بل لجأ الجميع، سلطةًً وأجهزةً إعلامية، إلى التستر على ذلك والصمت وعدم الحديث، ضمن سياسة أن حق المتهم مصانة!

مع كل تلك الأحداث والقصص الوقائع والتسريبات عن «داعش» ومتفجراته وإنغماسييه، لازال طرف يرفض الاعتراف بوجود هذا التنظيم في بلدنا، بل يعتبره «فخاً» سياسياً، لجرّ البلاد إلى الديمقراطية، ولذلك فقد هدّدوا من قبلُ باستدعاء «القاعدة»، والآن يجاهدون للتستر على وجود «داعش».

ويبقى السؤال: هل المتفجرات التي استخدمت في تفجير مسجد الإمام علي (ع) بمنطقة القديح بالقطيف هي من نفس المواد التي تم ضبطها على جسر الملك فهد؟ وهل المتفجرات التي استخدمت في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت خرجت من البحرين؟ ولماذا زار منفذ تفجير مسجد الكويت البحرين قبل التوجه إلى الكويت حتى لو كان ذلك لساعتين و«ترانزيت»؟ وإذا كان كل ذلك صحيحاً، فما هو حجم الخطر المحدق بنا في هذا البلد؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 5:51 ص

      لو حارق تاير فضحوه

      القاء القبض على متهمين بالانتماء لداعش ونشر فكر ارهابي وتصدير متفجرات للخارج يعتبر امر يجب التستر عليه،ولكن القاء القبض على شاب او طفل احرق اطارا يتم التشهير به والاعلان عن مخطط ايراني صفوي اسرائيلي اوروبي امريكي هدفه تدمير الوطن،وان هذا الطفل الذي احرق اطارا قد تدرب على كيفية اشعال عود الثقاب في لبنان وكيفية وضع البنزين في ايران مع العلم بان الذي حرق الاطار كان منتشيا وشاربا لماء زموته ومرقدوش اتى بهم تهريبا من العراق،،،،نعيش ونشوف في هالبلد غرائب وعجائب

    • زائر 38 | 2:19 م

      كيف دخلت البحرين؟

      أنا أتساءل...كيف دخلت هذه المتفجرات البحرين من الأساس؟

    • زائر 34 | 10:23 ص

      الدواعش موجودين وظاهرين

      احنا اعتتقد الدولة الوحيدة في العالم الي الدواعش ظاهرين وواصحين لدى العيان ويسرحون ويمرحون لكل حرية حتى في مجلس النواب والمبرر واضح اذا بليتم فاصبرو والادهى من ذالك انهم يدعون الى داعشيتهم على المنابر بكل وقاحة والغطاء الامني موفر لهم

    • زائر 33 | 10:02 ص

      من المحرق

      كل الهواجس التي يطرحها الكاتب لا وجود لها وهو يريد خلق عدو وهمي اي داعش التظليل و التغطية ع... فهل يستطيع الكاتب التطرق لإرهاب المليشيات ولو مره بدل من الهذرة علي شيء غير موجود.

    • زائر 31 | 8:56 ص

      شقصدك

      يعني البحرين اللي تحارب الأرهاب أصبحت تصدر الإرهاب . آه يزمن!

    • زائر 30 | 8:16 ص

      حكومة

      حكومة البحرين تعرف تعتقل بس الابرياء الشيعة اما الدواعش مهدودين لتنفيد العمليات على راحتهم وكل ....... لاتقبض عليهم يعنى الدنيا سايبه يعنى ......... المشتكى لله

    • زائر 37 زائر 30 | 1:38 م

      الحكومة

      اللى اقول الحكومة تعتقل الشيعة الحكومة لا تعتقل الشيعة الحكومة تعتقل اللى يخالفون القانون امشى عدل محد اقول لك شيى اما تخالف واتسوى فوضى تبى محد اقولك شيى

    • زائر 26 | 7:24 ص

      يا استاذ

      ما بتحصل أي يرد من أي أحد

    • زائر 24 | 6:10 ص

      ويش قال عيالنا مغرر بهم

      لكل انسان عقل و كذلك هو الحال ، من يقبل ان يقتل الابرياء هو ليس بمغرر به بل هو شيطان ع هيئة بشر تمثل فيه الشر و تجرد من الخير ، هؤلاء من تدّعون انهم مغرر بهم ، التربية هي التي تجعل الابن ملاك او شيطان والعرق دساس

    • زائر 17 | 3:05 ص

      انزين

      انزين مااسم اواسماء الاشخاص الذي قابلهم المجرم ومن الذي اعطاه المتفجرات وهذا اكيد عصابه عوده من المجرمين وهم خلايا تنتظر ادوارها. ابحثو عن الباقين في ...

    • زائر 15 | 2:14 ص

      من متابعة ما نشر محليا

      هناك رد رسمي من قبل وزارة الداخلية على موضوع خروج المتفجرات من البحرين والتي استخدمت في الكويت والذي اثارته صحيفة شاهد الكويتية وذلك ردا على احد الكتاب المحليين الذي ذكره في مقاله وكانت سقطة له نال منها التوبيخ ، وترانزيت المجرم في مطار البحرين ربما للتمويه ، والمتفجرات المضبوطة على الجسر وفي احدى القرى من خلال خلية تم الإعلان عنها رسميا وأسماء المتورطين فيها

    • زائر 13 | 2:05 ص

      شفيكم يا جماعة؟

      شفيكم يا جماعة، ما في داعش ولا شي في البحرين، من تم إعتقالهم عيالنه، والحكومه لا تريد التشهير بهم لأنهم ليسوا دواعش بل مغرر بهم وسوف يتوبون عبر النصح، وهذه المعامله تسري على جميع المعتقلين بما فيهم المعارضه وغيرهم، ولا تحاتون شي، وما في الا الخير والسلامه

    • زائر 10 | 1:27 ص

      الاعتراف نص الحل

      لابد من الاعتراف من السلطة بوجود هؤلاء الزمرة الفاسدة وهذا نصف حل المشكلة وأما عدم الاعتراف بهم ونفي وجودهم وما لهم من ايد في صنع المشاكل لهو أمر مريب وكأن الأمر لا دخلهم لهم به وهو بالعكس في عمق الدولة والتستر على مثل هذا الأمر يجب أن يكون فيه مسألة لوزير الداخلية بالدرجة الأولى وقيادات الأمن العام والمخابرات ولكن السؤال الملح لما هذا التكتم؟ فلن ينفع الصوت بعد فوات الفوت والتصريحات البراقة والمؤتمرات الصحفية ستكون لمجرد رفع العتب فماذا ننتظر للتحرك؟

    • زائر 9 | 1:13 ص

      مطار البحرين

      مطار البحرين الدولي قريب جدا من منطقة البسيتين ربما تحتاج 15 دقيقه كحد اقصى للوصل لهذه المنطقه ومن المعروف ان هذه المنطقه هي حاظنه للدواعش لذلك لا تستغرب ربنا ذهب لهذه المنطقه واخذ تعليمات

    • زائر 8 | 1:08 ص

      الله يستر

      الله يستر الوضع مخيف

    • زائر 7 | 1:08 ص

      يدارون جماعتهم

      لم نرى الضجة الاعلامية والفزعات والصخب الذي يصاحب العمليات التي يتهم بها شبابنا من دون حدث يسبقها ليكون دليلا عليها.
      لكن هناك ثلاث احداث متتالية حدثت والدلائل اكتشفت من قبل
      رجال الامن لكن الجمهور يعمى عليه والاعلام اخرس

    • زائر 5 | 11:39 م

      اقول بأنه سارق؟

      هل يعقل ان اقول بأن ابنى سارق او قاتل حت لو اننى اعرفه بأنه كذلك؟ وهكذا الحال لدينا يا استاد هانى؟

    • زائر 4 | 10:18 م

      ليس غريبا على من ملئ قلبه بالحقد

      هل تعرف قصه الرجل الحقود الدي قتل نفسه ليتهم به جاره الدي يعتبره عدوه هدا مايحدث في البحرين هنالك اناس اعماهم الحقد حتى انهم مستعدون لتدمير البلد ويدمروا مستقبله من اجل ان يطفي نار حقده في اكثر من نصف شعبها الدي لا يطالب الا بالعداله للجميع

    • زائر 1 | 10:05 م

      الله يهديك

      ويش تبي الحكومة تسوي ليهم إذا هم مو شيعة ما في اي مشكلة عند الحكومة حتى لو الحكومة تشوف ليس مواد متفجرة بل صوايخ ارض ارض عند دواعش البحرين وين تبي الحكومة تسجنهم نصف الشعب في السجن إذا تبي الحكومة تسجن النص الثاني من الشعب عجل منهو يأكل الحم غير المدعوم بخيس حاله حال البلدة الفايحة من روائح الفساد

    • زائر 20 زائر 1 | 3:22 ص

      احسنت يازائر رقم 1فعلا لأنهم ليسوا ... لو كانوا ...كان التالي

      الهجوم على البيت فجرا واعتقال العائلة بأكملها والتكسير والترهيب والصور منتشرة في الصحف والتلفزة وبعد اسبوع سحب جنسيات

    • زائر 36 زائر 1 | 1:06 م

      زائر

      بالمناسبة من عندهم مخازن مواد المتفجرة فى البحرين اكيد انت اتعرفهم .... اللى يبون باى طريقة تشويه صورة و سمعة البحرين اظن ان المروجين مسئلة داعش منكم و فيكم لاثارة بلبلة بعد فشل جميع محاولاتكم لتشويه سمعة البحرين اظن ان هذه المحاولة بعد بتفشل باذن الله

اقرأ ايضاً