العدد 4695 - الأربعاء 15 يوليو 2015م الموافق 28 رمضان 1436هـ

بين التحشيش والتدعيش

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

أكثر ما يضر الأوطان، أن تُبتلى بأبواق لا هم لها إلا صرف الذهن العام عن الواقع، ولا شغل لها سوى النفخ في النار من أجل إثارة الدخان وتعتيم الأجواء حتى تظل الحقائق غائبةً عن أعين الناس، بهدف تجهيلهم وتضليلهم، وكل ذلك من أجل مآرب شخصية رخيصة لا تساوي قشرة من ظفر الوطن.

عندما تغرق في وحلٍ وتوشك على الموت، فإن إغماض عينك لن يدفع عنك الغرق، وينجيك من الموت المحتم، لذلك فإن أقصى درجات اللاإنسانية أن تجتهد ليلك ونهارك من أجل أن تقنع ضحيةً تصارع الغرق بأنها ليست ضحية، وأن عليها ألا تحذر وألا تخشى.

الرقص على أنغام تجهيل الناس وتضليلهم إلى حد الجنون أحياناً، وإلى حد استهبال واستغفال الجمهور أحياناً أخرى، لا يقي البحرين من مجزرة شبيهة بمجزرتي القديح في الشقيقة السعودية، أو الصوابر في الشقيقة الكويت.

نحن لا نعيش في عصر دقيانوس، نحن نعيش في العصر الرقمي الذي لا يذر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ولو حدث للبحرين مكروه لا سمح الله فإن التلون، واستبدال الثوب، كما هو عادة من لا همّ لهم إلا وأد الحقائق ودسها في التراب، لن يكون مفيداً.

الأخبار الرسمية التي صدرت عن الجهات الأمنية، والاحتياطات العلنية المتخذة حيال الأوضاع الراهنة في المنطقة، هي وحدها التي يمكن أن تشرح لمن يستغفلون وعي الناس، مدى الخطر الذي يتهدد الأوطان من إرهاب التكفير الذي يتربص بأوطاننا الدوائر.

وليت الأمر مقتصر على ممارسة دور تضليل فاضح ومكشوف، ولكن التلون الذي فاق تلون الحرباء، فمرة بتحذير الحكومة من استنهاض تنظيم «القاعدة»، ومرةً بتهديد الناس باستخدام «القاعدة» ضدهم، والآن جاء الدور على بيع الناس وهماً جديداً بأن كل ما يحدث هو مجرد خدعة لتدعيش البحرين، من أجل صرف النظر عن إرهاب آخر، ولعمري هذا التحشيش الذي يدفع عن صاحبه التهمة بالحديث عن التدعيش!

البعض لا يمكنك أن ترسو معهم على بر، فهم متقلبون على أمواج البحر، لا تعرف لهم ظهراً من بطن، ولا تعرف لهم فماً من أنف، ولهم وجوه بعدد قطرات المطر، وقديماً قالوا في البرلمان «برطماناً» وعندما تحقق البرلمان، اضطروا إلى لبس وجه جديد!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4695 - الأربعاء 15 يوليو 2015م الموافق 28 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:07 ص

      نحن

      نحن شعب البحارنه لازلنا متفائلين اننا سناخد حقنا بقوة الله بس المسئلة يبليه صبر واقول الى شعبى تفائلوا بالخير تجدوه عند الله والله يمهل ولايهمل بمثل ماحصل فى التسعينات حققنا البلرمان والحين سننحقق مطالبنا انشاء الله والله ياخد الحق

    • زائر 16 | 7:16 ص

      انها جريمة كبرى في نظر القرآن فهي أشد وأكبر من القتل

      اشعال الفتن ذنب كبير من الكبائر حذّر منها القرآن فوصفها مرّة بأنها اكبر من القتل ومرّة اشدّ من القتل.
      والمعنى ان ما تمارسه الأقلام المعنية في المقال انما تمارس قتلا وسفكا للدماء والجريمة كبيرة في عرف الاسلام والقرآن .
      المسألة ليست حفنة دنانير وانتهى الأمر هناك دماء سوف تكون مقابل هذه الفتن التي اشعلت تعلّق في رقبة من يقوم عليها ومن يؤججها

    • زائر 15 | 5:45 ص

      تريد استمرار الراتب المغري

      بريق المال يعمي ويفقد الصواب ويجعل الانسان بلا ضمير بريق المال والراتب المغري يجعل الانسان يتحول الى اداة فتنة وحروب فالحروب والفتن لها سماسرتها وتجارها

    • زائر 12 | 4:36 ص

      متى تعترفون

      متىً تعترفون ان الاٍرهاب عمل مدان مهما كانت طائفة مرتكب هذا الاٍرهاب متى ستدينون الاٍرهاب المحلي الذي أودى بحيات عشرات رجال الأمن كي نحل الأزمة يجب علينا الاعتراف بأن التطرّف موجود

    • زائر 11 | 4:30 ص

      تاكل من خير هالبلد وتشتمه

      كان حريا بها ومن على شاكلتها من المستعربين أن تفخر بما تحقق من انجاز لبلدها الأم قبل أيام وأصبحت بلاد آبائها وأجدلدها نووية بدل بث السموم وشتم الناس وتوزيع صكوك الولاء نحن عرب ولا يعنينا ما جرى لأرص أجدادها من تقدم على الصعيد النووي ولكن يبقى السؤال متى ستتصالح هذه العقرب مع نفسها وتوقف عداءها لهذه الأرض التي أحتضنتها ومتى ستتوقف عن شتم من كان لهم معروفا بأحتضانها على هذه الأرض الطيبة

    • زائر 8 | 4:22 ص

      هذا حال كل من يبرأ من أصله ويخفي جذوره

      لا تعجب من هكذا بشر يا أستاذ عقيل فمن ليس له جذور بهذه الأرض لا يأبه باشعال الحرائق خذ لك نظرة على اسمها الكامل فسترى أن جزء من اسمها مبتورا لغاية في نفسها هل هو خجلا أم تبرأ أم الاثنين معا والنتيجة واحدة وهي نزع جلدها الأصلي لاظهار ما هو خلاف ذلك نفس الأمر يحدث مع قضية داعش

    • زائر 5 | 1:16 ص

      الاعراب أشد كفرا ونفاقا

      بل الالعن فيهم المستعربين من............. الذين همهم الوحيد التفرقة والفتنة وتدمير البلدان التي تأويهم. لكن كل هذا بأمر الحكومة لأنهم خدامها.

    • زائر 9 زائر 5 | 4:22 ص

      احسنت

      احسنت هذا هو الواقع

    • زائر 4 | 12:09 ص

      احم احم

      انت عندما اتشوف روحك بتغرق لا تغمض عينك ؟ وحتى اتكون صادق وما تغمض عينك لا تتجمعون في المساجد والحسينيات حتى ما اتكون هدف للارهاب هدي وحدة؟
      2 حتى صدق ما تغمض عينك انت عرفت الارهاب ياتي بدون سابق اندار فالمفروض اتقوم بعمل استباقي وهذا اؤيدك فيه ؟
      ثلاثة بعد مجزرة حلبجة صار واضح لدول الخليج ان نظام صدام مستعد لارتكاب اي شيء للوصول لاهداف سياسية
      وحصل هذ في الكويت
      سنة 1994 صدام قام بالحملة الايمانية لاعداد داعش والخليج يستغفر الله
      سنة 1998 تعثرت عملية التفتيش وانت والخليج امفتحين اعيونكم ؟ احم احم

    • زائر 3 | 10:36 م

      قوس قزح

      هذه الحرباء متلونة في وجودها تحمل عدة ألوان كقوس قزع .تحشيش على آخره بأموال الشعب فكرها منحط كقذارة دورات مياه محطات السفر

    • زائر 2 | 10:14 م

      عقرب الرمل؟

      لاطردوا العجاوير المنتهيةأ

    • زائر 1 | 10:04 م

      تمنيت لو ختمت المقال بكلمتين

      (فياوجه استح)

اقرأ ايضاً