العدد 4698 - السبت 18 يوليو 2015م الموافق 02 شوال 1436هـ

المعارضة ووهم «داعش»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حتى وإن كان هناك من يتخذ من العنف وسيلة لتحقيق الإصلاحات السياسية في البحرين فإن ذلك لا يلغي حقيقتين دامغتين لا يمكن إنكارهما، الحقيقة الأولى هي رفض جميع الجمعيات السياسية لأسلوب العنف مهما كانت دوافعه، وإدانتها له من خلال مواقفها المعلنة وبياناتها وحراكها في الشارع. ولذلك أصدرت جميع الجمعيات السياسية المعارضة بيانات ترفض فيها ما أثاره أحد أعضاء مجلس الشورى الإيراني مؤخراً من تشجيعه لاتخاذ أسلوب آخر في النضال من أجل تحقيق المطالب الوطنية المحقة للشعب البحريني. كما رفضت أي تدخل من هذا النوع من الجهات الخارجية والذي يضر بالحراك الشعبي أكثر مما يفيده.

وأكدت الجمعيات في بياناتها أن مثل هذه الدعوات «مرفوضة تماماً ومدانة»، وأن مثل هذه الدعوات «تمثّل توجهاً خطيراً يتعارض تماماً مع ما دأبت عليه قوى المعارضة من دعوات نحو الاستمرار في النضال السلمي وعدم جر البلاد لسيناريوهات مرفوضة من العنف والعنف المضاد التي لا طاقة لبلادنا وشعبنا بها، علاوةً على أنه تدخل مرفوض في شئون بلادنا من شأنه أن يسيئ لمطالب شعبنا العادلة والمشروعة والتي ناضلت لأجلها أجيال متعاقبة من أبناء شعبنا بمختلف فئاته وشرائحه وتياراته، وهي مطالب لا يمكن العبث بها أو احتكارها لأي جهة كانت أو تحت أي مسوغ أو مبرر أو مسمى مهما كانت الجهة التي تتبناها».

إن مثل هذه البيانات تؤكّد تمسك القوى السياسية المعارضة بأسلوب النضال السلمي المشروع قانونياً وإنسانياً، للوصول إلى مطالب شعبية عادلة، كما أنها تشدّد على رفض العنف من أي جهة كانت، وترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية للبحرين بشكل يسيء إلى سلمية الحراك الشعبي.

القوى السياسية المعارضة ترى أن الحل للأزمة في البحرين لا يمكن أن يوجد إلا من خلال الحوار الوطني الذي تشارك فيه جميع الأطراف بشكل يمثل بصدقٍ وأمانةٍ فئات المجتمع البحريني كافة.

وبذلك فإن أي محلل منصف لا يمكنه تجاهل هذه القناعة لدى القوى السياسية البحرينية، ليتهمها بممارسة العنف المضاد خلال الأزمة التي استمرت طويلاً، والتي جعلت من المنظمات الحقوقية والبرلمانات العالمية تقف مع مطالب الشعب البحريني، وتضغط على السلطة من أجل حل الأزمة عبر حوار وطني جاد وذي معنى، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.

الحقيقة الثانية التي لا مراء فيها، هي أنه لا يمكن إنكار ما يمثله أنصار تنظيم «داعش» من خطر وتهديد لأمن المنطقة ككل، ومنها البحرين.

إن القول بأنه لا وجود لأنصار ما يسمى بـ»داعش» في البحرين، وما هم إلا وهْمٌ تشيعه المعارضة، وأنهم لا يمثلون أي خطر يمكن أن يضرب في أي وقت وأي مكان ليقتل ما استطاع من أبرياء، لا يمكن أن يصدر هذا الادعاء إلا من نفسٍ مريضة بشعة مشبعة بالطائفية، تحاول قلب الحقائق وتزويرها لأغراض معروفة لدى الجميع.

لا أحد يتهم الطائفة السنية الكريمة باحتضان «داعش» كما يروّج له البعض، ولا أحد يتخذ منهم ستاراً وحجةً لكي يشتت الأنظار عنه، أو يروّج لوجودهم بهدف خلق خطر وهمي، ولكن ذلك لا يمنع وجود عناصر تؤمن بالفكر التكفيري بيننا، وهي مستعدة في أي وقت لأن «تحظى بالحور العين» متى ما طلب منها تفجير مسجد أو مأتم أو أي تجمع يضم «الروافض الكفرة» حتى وإن كانوا أطفالاً يلعبون في ملعب.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4698 - السبت 18 يوليو 2015م الموافق 02 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:54 م

      داعش و حالش

      لا فرق بين داعش و حالش فكلاهما جماعات ارهابية و يجب محاربتهم و محاربة حتى من يتعاطف معهم

    • زائر 12 | 3:54 ص

      موجود وهدّدوا به المعارضة اذا لم تسكت

      ليست ذاكرتنا بهذا الضعف الذي ننسى فيه تصريحات بعض المنسوبين للصحافة والاعلام والتي من خلال هذه التصريحات سوقوا بعض التهديدات وملخصها اذا لم تعودوا لبيوتكم بخفي حنين سنسلط عليكم القاعدة وهي موجودة تحت ايدينا وتحت تصرفنا هذا معنى ما قالوه وهددوا به

    • زائر 11 | 3:53 ص

      بالعقلانية تحل الامور

      يجب حل الامور بتحكيم العقل وإبعاد المتشددين من الجانبين سواءاً من جانب المعارضة او المواليين ثم البدء بحوار جاد وخير من يمثل المعارضة المعتدلة هم الجمعيات السياسية وعلى راسها الوفاق

    • زائر 10 | 3:11 ص

      أوراق جديدة

      مهما فعلت المعارضة من النيء بنفسها عن اللجوء للخارج فإنها ستبقى متهمة من النظام وطبالته، ولذا ارى ان تغير المعارضة منهجها وتبدأ في استخدام أوراق جديدة لم تستخدمها من قبل بغض النظر عن ما ستقوله السلطة

    • زائر 5 | 12:14 ص

      داعش ليس وهم ... و المعارضة لا تساعد

      هذه اوقات خطيرة للغاية ... أجهزة الأمن لا تستطيع المحاربة على أكثر من جبهة ... هناك خطران محدقان بالبحرين.
      1) خطر الإرهاب التكفيري
      2) خطر الإرهاب المدعوم إيرانيا.
      يجب على المعارضة الهدوء الآن و تغليب مصلحة الوطن ... فنشاطات المعارضة هي استنزاف لأجهزة الدولة.

    • زائر 9 زائر 5 | 3:10 ص

      الى زائر 5

      ههههههه سلط الله على ابليسك يا (داعش ليس وهم .. المعارضى لا تساعد ) شلون هههههه

    • زائر 13 زائر 5 | 5:41 ص

      ارهاب ايران؟

      خل ربعك يسوون نووي يابابا وتالي تحجى عن ايران

    • زائر 3 | 10:29 م

      كلام جميل

      عيل عملية العكر شسميها الي راح فيها المفجر وكم شرطي بيفقدوا أرواحهم شسميها مناضل

    • زائر 8 زائر 3 | 3:05 ص

      صلبوخ

      انا شخصيا مو محسوب على المعارضه ولا السلطه ....ليش مايكون هناك تخقيق مستقل برغاية الامم المتحده.

    • زائر 15 زائر 3 | 6:15 ص

      زائر 8

      ليش احنا ما انصك المحاكم و مراكز الشرطة و انخلى مكتب امم المتحدة فى بلدنا كل كلمة و قلتو امم المتحدة و اذا انت مب عاجبك روح لبلدة فيها امم التمتحدة تحقق فى قضاياها الداخلية مثل ايران

    • زائر 2 | 9:48 م

      استخدام داعش

      استفاده السلطة من تنظيم داعش وأصبحت تضيق على المعارض منها المآتم والمساجد انظر أين التميز هل يعقل طالب يحصل على 99.6% لا يحصل على بعثة بل منحة اي داعش لان لو لا يوجد تميز طائفي في البحرين لعشنا أفضل دول العالم ولأمن مستقر والاقتصاد في قمته ولكن الله يرد حق كل مظلوم

    • wawasmi | 9:44 م

      متأكد؟...

      والنواب الذين شاركوا داعش وناصروه و البحرينيين الذين هم موجودين مع داعش حاليا ما هو وضعهم ؟..
      لماذا نكذب على انفسنا ونخادع

اقرأ ايضاً