العدد 4699 - الأحد 19 يوليو 2015م الموافق 03 شوال 1436هـ

رجيم الطوارئ

محمود الشواي comments [at] alwasatnews.com

أخصائي تعزيز صحة

محمود الشواي

محمود الشواي- معزز للصحة وأخصائي إقلاع عن التبغ 

لا أظن أن أحدا لم يسمع بهذه الجملة التي لطالما ترددت على مسامع المجتمع وخصوصا النساء، وتصادف أن تكون في وقت معين أو حادثة معينة. من ابتدع هذه الفكرة فقد ضرب على الوتر الحساس للجنس الناعم؛ وذلك بسبب ارتباطهم بمناسبات كثيرة وعلى مدار السنة، فعلى سبيل المثال حفلة زواج قريبة جدا أو حفلة استقبال أو حفلة عيد ميلاد وما شابه ذلك. المقصد من هذا النظام الغذائي هو خسارة وزن بشكل سريع وكبير في غضون ايام قلائل.

انتابني الفضول قليلا بسبب هذا النظام فسألت بعض الاخوات عنه، ولماذا بالذات يستخدم في هذه المناسبات. أجابت احدى الاخوات لانهم يريدون ان يرتدوا لباس السهرة أو الحفلة ولكن اللباس جدا صغير، أو أن جسمهم ليس متناسقا فيحبون أن تظهر اجسادهم رشيقة وجميلة في الحفلة وخصوصا ان طبيعة لباس الحفلة ليس ساترا تماما.

بعد الحصول على هذه الإجابات وجهت سؤالا آخر: بعد الانتهاء من الحفلة، هل تواصلون على نفس النظام أم لا؟ أكثر الأخوات أجمعن بأنهن سوف يرجعن لنفس نمط حياتهن السابق بسبب ما عانينه من تجويع خلال تطبيق رجيم الطوارئ، يعني بالمعنى العامي (ورجعت حليمة لعادتها القديمة).

الموضوع طريف نوعا ما، إلا انه لا يخلو من بعض المخاطر الجسيمة. هذا النظام الغذائي لم اجد له أي تفسير علمي أو مستند أو دراسة تؤكد على صحته، بل على العكس كل الدراسات اشارت بأن هذا النظام هو نظام الموت والانتحار. يعتمد هذا النظام على تجويع الفرد والاعتماد على نوع واحد فقط من الاطعمة أو المشروبات مثل نوع واحد من الفاكهة أو شرب العصيرات أو تناول الخضراوات طوال اليوم. مثل هذه الانظمة اثبتت خطورتها حيث أن الاشخاص يكونون عرضة للنوبات القلبية المفاجئة وهبوط ضغط الدم ومستوى السكر في الدم. أيضا اتباع هذه الأنظمة والاستغناء عنها تجعل مستوى الهرمونات في جسم الانسان غير ثابت؛ حيث انها تتعرض لموجات من الارتفاع والانخفاض بشكل مفاجئ؛ ما يعرض النظام الهرموني لعدم الثبات؛ فيؤدي الى الاصابة باعتلال الغدة الدرقية والتي تسمى بالغدة الأم، وهي مسئولة عن افراز كافة الهرمونات في جسم الانسان. اعتلال الغدة الدرقية له مشاكل كثيرة مثل خمول نشاط الغدة أو فرط نشاطها، ومنها يمكن الإصابة بأمراض ثانوية أخرى مثل داء السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم وإلى آخره.

نصيحتي للاخوات والاخوة أيضا، كل الانظمة الغذائية التي لا تبنى على اسس علمية واضحة ومعتبرة سوف تبوء بالفشل؛ وذلك لانها لم توضع من قبل اخصائيين معتمدين، وأيضا هذه الانظمة وضعت لوقت محدد فقط لان الانسان لا يستطيع ان يستمر عليه طوال حياته؛ بسبب صعوبتها وعدم مصداقيتها.

الحل يكمن في اتخاذ اسلوب حياة صحي متكامل ثابت وعلمي، دون اللجوء للاساليب التجارية والباهظة الثمن. وكما يقول الله عز وجل «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين» صدق الله العظيم.

إقرأ أيضا لـ "محمود الشواي"

العدد 4699 - الأحد 19 يوليو 2015م الموافق 03 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:30 ص

      احم احم

      اترك عنك هالسوالف النواب اقروا صيام عامين متتاليين ؟
      وصدق المجلس العظيم

اقرأ ايضاً