العدد 4703 - الخميس 23 يوليو 2015م الموافق 07 شوال 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

دع الرياح تحمل بذور الحب

أنت حياتك بدأت عندما زرعت فيك بذرة الشجرة الحية، ولقد تبرعمت هذه البذور وأزهرت الآن، وأصبحت حياتك بكاملها مليئة بأريج هذه الأزهار، وبسبب هذا الأريج أنت تعيش في عالم مختلف، لقد تفتح وعيك لأنك ولدت حقاً من جديدة، لن تبدو لك دروب الحياة كما تراها العيون العادية فلقد فتح غير المرئي وغير المعروف أبوابه المغلقة، وأنت سترى عالماً مختلفاً لا يرى بالعين، وأنت ستستمع إلى أنغام لا تستطيع الآذان سماعها. كل ما ستجده وكل ما ستعرفه سيشبه شلالات الجبال وينابيعها متدفقة مندفعة إلى بحر من الحب.

فاعلم أنه عندما تمتلئ الغيوم ماءً فلابد أن تمطر، وعندما تمتلئ الأزهار عطراً فإن عليها أن تهبه إلى الرياح لتنشره، وعندما يضيء المصباح فمن المفروض أن يشع الضوء منه، لذلك دع الرياح تحمل بذور الحب من قلبك بعيداً وإن كانت ليست لديك فكرة في أي حقل ستقع ومن سيعتني بها، فقط تأكد أن من مثل هذه البذور حصلت الأزهار على الوجود والحياة على الحب.

وأينما هبطت في أي حقل استقره، ستتحول تربة ذلك الحقل إلى أزهار الخلود، الخلود الذي هو مخفي في العدم، لأنها الحياة كامنة في ذلك العدم تماماً كالزهرة التي تخرج من التراب، لكن الشيء الكامن في التراب لا يمكن له أبداً أن يظهر في غياب تلك البذرة، فالحب هو الذي يجعل الخفي ظاهراً ويعبر عن المعاني الدفينة.

علي العرادي


حق الأجنبي يكفله القانون ونشد بأيدينا على إجراءات الأمانة العامة للتظلمات

عندما يعم الأمن والاستقرار وصون حقوق الجميع دون تمييز في أي بلد ما، فبالطبع يشعر المواطن، والسائح والمقيم بذلك وسيتم تناقل الوضع من قبل الجميع في كل المحافل والميادين وعلى الصعيدين المحلي والعالمي لما له من صدى طيب ومؤثر في النفوس، وما نقلته «الوسط» الصادرة يوم الثلثاء الموافق 3 فبراير/ شباط 2015م بعددها المرقم ( 4532 ) من تأكيد الأمين العام للتظلمات لاهتمام الأمانة العامة للتظلمات بالتواصل مع ممثلي الجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين. بغية تعريفهم بمهماتها وبيان حقوق الجاليات القانونية التي تخص تعامل منتسبي وزارة الداخلية معهم، والتي تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين على حد سواء دون تمييز، وقد جاء ذلك من خلال الندوة التعريفية التي عقدتها الأمانة العامة للتظلمات في السفارة الفلبينية في المنامة.

حقاً، مثل هذه القوانين والإجراءات المبسطة تجعل الإنسان يقف أمامها لأنها موضع تقدير واحترام لأنها مقوية للعلاقات بين الشعوب، فهي كذلك ذات مردود إيجابي يبعث على الطمأنينة لاستقطاب الاستثمارات العالمية والعمالة المتخصصة والمعاملات التجارية...الخ.

لذا من هذا المنطلق الإنساني النبيل آمل من جميع السفارات المتواجدة في البحرين والمعنية بالأمر بأن تشاطرنا الشعور ذاته، وذلك بتبني العمل مع هيئة تنظيم سوق العمل لترسيخ المعاملة التي تقدمها مملكة البحرين إلى رعايا الدول الأجنبية المقيمة وذلك بخلق فرص توعوية لرعاياها وتمثيل بلدهم أحسن تمثيل وعليهم أن يلتزموا بقوانين البلد والعمل مع المؤسـسات والشركات حسب العقود المبرمة، وخلافه عليهم اللجوء لرفع تظلم أو دعوى لدى الجهات المختصة، لا الهروب من المؤسسة والعمل مع الجهات المنحرفة سلوكياً حيث عدم مراعاتهم للضمير الإنساني يسـيء إلى سمعة بلدهم، ومما لا شك فيه التعاون مع الجهات المختصة سيحد من هروب العمال من المؤسسات والشركات وتضررها جراء ذلك، وأن وضع قوانين أشـد صرامة على الهاربين يحد من هذه الظاهرة السلبية كذلك. ومما يدعو للسخرية هناك من هذه العمالة السائبة من تقدم برفع دعوى قضائية أمام المحاكم بعد هروب دام أكثر من ثمانية أشهر تقريباً وكسبوا القضية، لكنهم لم يغادروا البحرين ويعملون أحراراً ودون إقامة شرعية قد تصل إلى سنوات لا حصر لها، ضاربين بقوانيننا عرض الحائط. أليس هذا كافياً في بطلان دعواهم ...؟ من المؤسف عند وقوع هذه العمالة الهاربة في قبضة رجال منفذي القانون صدفة، فحقهم مضمون ومصان بالكمال والتمام.

عبدالحسين جعفر إبراهيم


يوم كان العجوز يقودني إلى الصلاة...

الحكاية هذه المرة عني، إنني طفل واسمي عبدالله، ناجح ومنقول إلى الصف السادس الابتدائي عندما سمعت أذناي الصغيرتان إلحاح معلم مادة التربية الإسلامية علينا يحثنا على طاعة الله سبحانه وتعالى والتعلق به بأداء الصلاة في أوقاتها في شهر الله الكريم وخصوصاً صلاة الفجر، وكانت النتيجة وبصراحة تأثري جداً بهذه الدعوة الكريمة لله سبحانه وتعالى ولأدائها أيضاً جماعة في المسجد ولكنني تساءلت من ذا الذي سيوقظني وسيصحبني؟ أمي؟ لا لأنني لم أرها تصلي صلاة الظهر في أوقاتها، فكيف بصلاة الفجر، والدي؟ أيضاً لا، لأنني قلما أراه يصلي جماعة في المسجد، فكيف بهذه الفريضة الربانية المشغول عنها بالسهر والنوم الطويل، إذن ماذا أصنع ياترى؟ فكرت ملياً واتخذت قراراً صارماً أن أسهر الليل انتظاراً للفجر، وفعلاً سهرت طول الليل إلى آذان الفجر وخرجت قاصداً المسجد للصلاة، ولكن عندما فتحت الباب وجدت الشارع مظلماً وموحشاً ومخيفاً، ما خلا أصوات القطط والكلاب تبحث في أكياس القمامة ولا يوجد أحد من المارة، فوقفت متحيراً متسائلاً في نفسي «مالي لا أرى رجالاً كنا نعدهم من الأخيار؟» أين هم الآن؟ فخفت وعدت أدراجي، ماذا أصنع؟ وماذا أفعل يا ترى، في الأثناء سمعت خطوات خفيفة لرجل مسن يمشي رويداً رويداً. وبيده عكازه يضرب الأرض ضرباً ضرباً، فقررت أن أتبعه وأن أمشي خلفه دون أن يشعر بي، وفعلاً مشيت خلف هذا الشيخ المسن إلى أن أوصلني المسجد وكانت الصدمة لي، حيث وجدت بضعة مصلين من الكهلة والشيوخ المسنين لا يتجاوزون الصف الأمامي والذين يطلبون رحمة خالقهم وعطف ربهم، يؤمون الصلاة جماعة.

فتساءل الفم البريء من جديد أين الرجال الذين كنا نعدهم من المصلين؟ الذين يتباهون بالدين، ويتربعون كل ليلة على موائد الإمام الرحمة، ويطلبون المزيد من الرز واللحم المتين. ويزحفون وراء الدرهم والدينار بحق القرآن المبين، أين هم؟ وأين الشباب الذين يزاحموننا في مضيف الرسول ويطردوننا من المأتم بحجة اللهو والعبث، أين جاري رجب سمين العقل والبدن، وأين رمضان الصائم بالنهارعن الكلام وبالليل يبطش بالوجبات، وأين شعبان الشبعان عن الحسنات ولكن بطنه ملآن بالسيئات، ياللعار! بضعة شيوخ وكهلة يؤمون الصلاة، لكن الجواب كان من أحد الكهلة (قد قامت الصلاة) إيذاناً بالصلاة جماعة، فصليت ثم عدت ونمت وفي الصباح استيقظت للمدرسة وكأن شيئاً لم يحدث، واستمررت على هذا المنوال فترة من الزمن وأهلي لم يستغربوا مني، ولكن في يوم الاثنين الأسود كانت الصدمة الكبرى لي حينما أشيع عن وفاة الشيخ الكبير الذي أمشي خلفه كل صباح، حيث بكيت بكاءً كثيراً مما أثار استغراب والدي، ونهرني لكثرة بكائي، إنه رجل غريب عنك وإنه ليس أباك ولا أخاك ولا أمك حتى تبكي هذا البكاء، وأصر والدي أن يعرف السبب، ولكن كان الجواب عليه كوقع العاصفة: «يا أبي ليتني أنا الميت» يا الله خرجت هذه الكلمات البريئة دون وعي من شدة حبي لهذا الشيخ، فرد علي أعوذ بالله هكذا يتمنى الابن الموت؟ فعدت قائلاً لأنك لم توقظني لصلاة الفجر يا أبي، بينما هذا الشيخ الكبير الذي توفي كان بالنسبة لي أبي ودليلي وحارسي وظلي في كل صباح عندما أمشي خلفه للمسجد لصلاة الفجر، دون أن يشعر بي، وهنا فهم أبي المغزى إذ كاد أن يختنق بعبرته متأثراً منها، ومن جرأتي. فضمني إليه مفتخراً بي، ففرحت كثيراً بسبب موقفي الذي أحدث تغيراً جذرياً في حياته وبفضل صلاتي هذه التي أيقظت الضمير النائم الغفلان وراح يرافقني كل يوم لأداء صلاة الفجر وبقية الفرائض، وصار أيضاً عبرة لبقية الآباء والأطفال والجيران الذين يجاورننا في الحي والذين بادروا بدفع أبنائهم للصلاة، فصرت أرى جميع جيراني الصغار، حتى صارلي ذاك اليوم شبيهاً بعيد الفطر.

مهدي خليل

العدد 4703 - الخميس 23 يوليو 2015م الموافق 07 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:15 ص

      وزراة التربية والتعليم

      لازلنا نحن كأولياء أمور احد المدراس الابتدائية بمنطقة سترة وبعد الضجة الكبيرة على مدير المدرسة التي حدثت في جريدة الوسط وتحديدا في موضوع ( نقل معلمي الاحتياط يثير ضجة في المدارس الحكومية ) قبل فترة وجيزه. ننتظر رد الجهات المعنية المتعلق بنقل مدير المدرسة نظرا لكثرة الشكواه والتذمر والامتعاظ الشديد من جراء اداءه الاقل من المتواضع الذي لاينم عن كفاءة. وحرصا منا على مستقبل التعليم في هذا البلد العزيز نناشد المسؤلين بضرورة تحقيق مطلب الاهالي نظرا للمبررات المنطقيه التي ساقوهها . وشكرا

اقرأ ايضاً