العدد 4709 - الأربعاء 29 يوليو 2015م الموافق 13 شوال 1436هـ

«في كل كبد رطبة أجر»

عن النبي (ص) قال: “بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منه، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: في كل كبد رطبة أجر”.

من ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، تزداد حاجة الكائنات الحية للماء، وهنا نحن لا نتحدث عن الإنسان فقط، بل حتى الحيوانات (أعزكم الله)، فنحن جميعاً مخلوقات حية، والله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: “وجعلنا من الماء كل شيء حيّ” (الأنبياء 30).

هذه الآية الكريمة، بالإضافة إلى الحديث النبوي في بداية الأسطر، ما هما إلا مكملين لبعضهم البعض، فالنبي في الحديث يحثنا على الإحسان لكل “كبد رطبة” أي كل كائن حي، وسقيه بالماء هو نوع من الإحسان الذي نؤجر عليه.

ولله الحمد الماء متوافر في مملكتنا الغالية في جميع الأوقات، ولكن هناك مظهرين إنسانين يتجليان في عدد من شوارع مملكتنا، الأول ويتمثل في انتشار عدد من خزانات الماء البارد عند مداخل عدد من البيوت وعدد من المحلات التجارية كتب عليها (ماء سبيل)، أصحاب تلك المنازل وربما أصحاب عدد من المحال التجارية وضعوها للعام من الناس لتروي ظمأهم وتخفف عنهم حرارة الشمس الحارقة... فالجميل أن ترى أناس عطشى تشرب من تلك الماء وتغسل وجوهها منه لتلطيف الجو، وأخص هنا بالذكر شرب عمال المقاولات ممن يتواجدون تحت أشعة الشمس الحارقة.

المظهر الثاني ويتمثل في قيام مجموعات كبيرة من الناس بملء أحواض كبيرة بالماء ووضعها في الساحات القريبة منهم لتشرب منها الطيور والحيوانات، إذ من المؤسف جداً أن نرى حيوانات نافقة بسبب حرارة الشمس.

وضع تلك الأحواض المليئة بالماء والأخرى المليئة بفضلات الأطعمة، عمل نؤجر عليه فعلاً، فبدلاً من رمي فضلات أطعمتنا في مكبات النفايات دون أن يستفيد منها أحد، فها نحن نقدمها لمن يحتاجها، كذلك نؤجر عندما تشرب تلك الطيور العطشى والحيوانات التي أتعبتها حرارة الشمس من تلك المياه التي نضعها لهم لتبرد الأجواء وتلطفها... كم تغمرني السعادة بانتشار هاتين الظاهرتين في مملكتنا، وما يسعدني أكثر هو رؤية أسراب الطيور تحلق في السماء بعد أن تشرب وتبلل أجسامها بتلك المياه، حركتها في السماء تسعد القلوب كما أنها تلطف الأجواء الحارة.

مناهل

العدد 4709 - الأربعاء 29 يوليو 2015م الموافق 13 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً