العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ

وسواس «التسمية» يدفع حاجّاً بحرينيّاً لإلقاء أضحيته في البحر

لاتزال القصة تطارد صاحبها منذ 4 سنوات

كانت ساعة من عذاب تلك التي قرر فيها الحاج البحريني (أ.أ) أن يذبح أضحية في عيد الأضحى تيمُّناً بمنسك الهدي الذي يقوم به المسلمون في الحج.

اتصل الحاج بأحد أصدقائه القصابين وكلّفه برغبته الخيرة، فما كان من القصاب إلا أن استجاب لصديقه وذبح أضحيته، قبل أن يتصل به مرة أخرى ليخبره بأنّ المهمة قد أنجزت.

ظنّ القصاب أن المهمة قد أنجزت كما عمله الدائم في كل يوم، لكن ما درى أن هذه الأضحية ستبقى قصة تطارد صاحبه طوال 4 سنوات مضت. حدث ذلك عندما اتصل الحاج إلى القصاب ليتأكد منه إن كان قد قرأ البسملة على الأضحية قبل ذبحها، فأقر القصاب بأنه قد فعل ذلك.

لكن ذلك الجواب لم يكن مقنعاً للحاج، إذ عاود الاتصال بالقصاب 3 مرات أخرى لنفس السؤال: «هل سمَّيت على الأضحية قبل ذبحها؟»، وكان في كل مرة يأتيه الجواب بالإيجاب تزيد «وسوسة» الحاج بأنّ ذلك لم يتم، حتى قام بإرسال رسائل نصية لصاحبه القصاب للغرض ذاته.

وتحت سطوة الأفكار القهرية، قام الحاج بتخزين الأضحية في الثلاجة حتى يستفتي علماء الدين فيما إذا كنت «مشككاً» في تسمية القصاب على الأضحية فماذا أفعل، ورغم كل التأكيدات التي جاءته بصحة عمل القصاب وسلامة أكل الأضحية من الناحية الشرعية، فإنّ ذلك أيضاً لم يبدُ مقنعاً للحاج الذي قرر أخيراً التخلص من الأضحية نهائياً عبر رميها في البحر.

بعد 4 أعوام من الحادثة ورغم رميها في البحر، لاتزال قصة الأضحية تؤرق الحاج، الذي جال على عدد من العلماء للسؤال عن حكم المسألة، محتفظاً بالرسائل النصية التي حدثت بينه وبين صاحبه.

ذات يوم عرض نفسه على عالم معالج، وأطلعه على قضية «المسجات»، فأراد العالم من الحاج تسليم هاتفه لحذف هذه الرسائل «التي هي سبب وسوسته»، فقال الحاج: «إنه لولا هذه الرسائل التي تؤكد التسمية على الأضحية لما استطعت العيش»، قبل أن يوَلّي هارباً من يد العالم الذي كان يريد أخذ الهاتف وتخليصه مما فيه.

العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً