العدد 4722 - الثلثاء 11 أغسطس 2015م الموافق 26 شوال 1436هـ

دعوات للاستيقاظ ومواجهة الفساد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نيجيريا والعراق دولتان نفطيتان تعانيان من فساد مستشرٍ نتج عنه تبديد الثروات في العمولات والرشا، بينما يعيش البَلدان تحت خطر حركات إرهابية عدمية من جانب، وتتدنى خدماتهما العامة وبنيتهما التحتية باستمرار على رغم الصرف المستمر على المشاريع المعلنة وعلى هيكليات الخدمة المدنية والعسكرية.

ويوم أمس، تحرك الرئيس النيجيري محمد بخاري وشكـَّل لجنة لمحاربة الفساد والإصلاح التشريعي في بلاده، وطلب من هذه اللجنة (التي تتكوَّن من سبعة أعضاء معظمهم من الأكاديميين) مساعدته في التوصل إلى أفضل السبل لمحاربة الفساد، وإصلاح النظام التشريعي. وكان الرئيس بخاري، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في مايو/ أيار الماضي، قد وعد في حملته الانتخابية بمحاربة الفساد، وكان قد صرح في وقت سابق بأنه يعتقد بأن مسئولي الحكومة سرقوا نحو 150 مليار دولار من الأموال العامة خلال العقد الماضي.

أما في العراق، فقد صادق مجلس النواب العراقي بالإجماع على ورقة الإصلاح الحكومي المقدمة من رئيس الوزراء حيدر العبادي. وكان العبادي وجَّه، الأحد، إلى تقليص شامل وفوري في أعداد الحمايات لكل المسئولين في الدولة، وإلغاء المخصصات الاستثنائية لكل الرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمتقاعدين منهم بحسب تعليمات يصدرها رئيس مجلس الوزراء تأخذ في الاعتبار العدالة والمهنية والاختصاص. كما استقال واحد من نواب ثلاثة لرئيس الوزراء العراقي الاثنين الماضي، وسيخضع للتحقيق بتهمة الفساد. وهذه كانت أول نتيجة ملموسة للتعامل مع قضية الفساد بعد أن خرج عشرات الآلاف من العراقيين، من بغداد مروراً بالنجف والبصرة والناصرية ومدن أخرى، في تظاهرات ضد الفساد المنتشر في الحكومة، والذي تسبب في أزمة الطاقة الكهربائية، وتردي الخدمات وانعدام الأمان وتفشي الفساد الإداري. وأعرب العراقيون، عن استيائهم من نهب الأموال من خزانة الدولة، بينها 30 مليار دولار على ملف الطاقة فقط.

هذان البلدان النفطيان ليسا سوى أنموذج لواقع مرير ينتشر في مناطق عديدة، وكان سعر برميل النفط المرتفع في السابق يغطي على الفساد، ولكن بعد تباطؤ النشاط في صناعة النفط والغاز في أعقاب انخفاض أسعار النفط في أواخر العام 2014، وتمكـُّن الإرهابيين من اختراق الأوضاع بسهولة غير متوقعة، فقد انطلقت دعوات إلى الاستيقاظ. فحتى لو لم تكن هناك تهديدات إرهابية، فإن الفساد تنتج عنه بنيات تحتية متهالكة، وبطالة (أو بطالة مقنعة)، وهروب الاستثمارات، وتضييع الفرص التنموية الحقيقية، وزيادة حالات انعدام الاستقرار السياسي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4722 - الثلثاء 11 أغسطس 2015م الموافق 26 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 5:21 ص

      وين لي يفهم وياااخذ عبر

      وين لي يفهم وياخذ عبر يااادكتور محد يااخذ عبر الا في القبر يقول ياريت ارجع الى الدنيا واسوي واسوي

    • زائر 18 | 4:36 ص

      تبديد الثروات على العمولات و الرشا .... ام محمود

      يوميا في نيجيريا يحدث بها تفجيرات انتحارية و قتل جماعي في الاسواق و المساجد و نفس الشيء في العراق هناك ارهاب و اناس تدعم الارهاب بشكل يومي وكلما زاد الفساد المالي و الحكومي تظهر على الشعوب اثاره المدمرة .. فلول حزب البعث مع داعش السبب الرئيسي ل الاجرام و القتل المتواصل في العراق و الذي تسبب بتدمير البنى التحتية المدمرة اصلا بفعل الحروب الثلاث

    • زائر 17 | 4:31 ص

      هناك فتنة كبيرة قادمة للعراق ...الانقسام سيزيد بين العراقيين ....و القتل ... ام محمود

      وتقول الجريدة إن القانون يضم موادا تلغي مناصب عليا في الحكومة العراقية وتنهي حقيقة وجود نسب لبعض الطوائف والأحزاب في الوظائف والمناصب الحكومية علاوة على إعادة فتح التحقيقات في ملفات الفساد
      وتوضح الجريدة أن هذه الخطوات تتبع مظاهرات حاشدة نظمها العراقيون في العاصمة بغداد ومسيرات جابت شوارعها ترفض الفساد وأوضاع البلاد التى انتشر فيها الفقر وتردي الخدمات التى تقدمها الدولة
      وتعرج الجريدة على أن من أهم أسباب تزايد الغضب الشعبي ضد اداء الحكومة العراقية هو أزمة نقص الكهرباء مع موجة ارتفاع الحرارة

    • زائر 16 | 4:24 ص

      العراق و نيجيريا و قانون مكافحة الفساد .... ام محمود

      الديلي تليغراف نشرت موضوعا بعنوان _العراق يوافق على مشروع قانون مكافحة الفساد الذي قدمه رئيس الوزراء_
      وتنقل الجريدة عن بعض المحللين قولهم إن القانون الجديد ليس نهاية لصراع القوى السياسية في العراق لكنه فقط بداية لصراع أكبر.
      وتشير الجريدة إلى إقرار البرلمان العراقي بالإجماع لما سمته مشروع قانون طموح لمكافحة الفساد بهدف تهدئة الغضب الشعبي المتصاعد وتؤكد الجريدة أن رئيس الوزراء العراقي اقترح القانون ودعمه بشده وهو في الغالب ما سيتسبب في ربط مستقبلة السياسي شخصيا بمدى نجاح أو فشل هذا القانون

    • زائر 15 | 4:18 ص

      اول خطوة

      اول خطوة لنشر الفساد تبدأ بتكميم الأفواه و منع النقد.

    • زائر 14 | 4:12 ص

      فساد البحرين أكبر

      كم يا ترى حجم سرقات خزائن الدولة المالية و المنقولة او العقارية؟ و كم خسائر الفساد الاداري؟ حسبوها سوف تنصدمون بحجمها.

    • زائر 10 | 2:21 ص

      لا تكشفن مغطئا

      .. ...... هذه حال كثير من بلادنا العربية ومنها البحرين اذا سمعت المسئولين تقول نحن احسن بلد لكن في الظاهر وفي الباطن اخس بلد

    • زائر 12 زائر 10 | 3:53 ص

      آه يا وطن...

      في كل زاوية من زوايا الوطن فيها فساد ألم يحن الوقت لاجتثاث منابع الفساد في مل الزوايا.

    • زائر 9 | 1:41 ص

      نعم

      محاربةالفساد واجبه وضروريه لإستقامة أمور الناس والدوله اللتي يستشري فيها الفساد آيله للسقوط لا محاله ان عاجلا او آجلا قال الله تعالى (واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقو فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)

    • زائر 6 | 12:56 ص

      لدين مثلهم والخطر كبير وداهم

      في البحرين الخطر كبير جدا وداهم لا محالة والفساد اكتشف القليل منه لكنهم قصّصوا ما تبقى من اجنحة البرلمان لكي لا يكشف باقي المفسدين

    • زائر 4 | 12:32 ص

      العراق لاينقصه مواجهة الفساد بل ماهو اعظم

      وهي الفتنة التي جلبتها الأحزاب المذهبية

    • زائر 3 | 12:00 ص

      الله المستعان

      للفساد معاني واظلمها واكثرها قهرا للمواطن تغيير هوية وطنه

    • زائر 2 | 10:56 م

      دكتور لدي اقتراح

      أعلم بأن جريدتكم غنية وحققت المراكز المرموقة ولكن هناك الكثير ممن يتصفحها ومن أبناء الثقافات الاخرى ويأمل أن يكتب سطر يمثل فكرة المقال باللغات الألمانية او الفرنسية او الانجليزية أسفل المقال يعطي موجز لها

    • زائر 1 | 10:49 م

      الفساد

      نحن ايضا بلد يعيش تحت وطأة الفساد والمحسوبيات وسحق المواطن وقتل الإبداع وتأزيم الأوضاع والأشد ارهاب الطائفية وملفات داعش وقصص ايران لما قبل النوم وغياب الدستور وتقديم الأجنبي واستقطاعات ليس لها اخر وغلاء ورفع الدعم الحكاية الجديدة التى أمل مؤلفها أن تنسينى الحقوق والحريات والكرامة والثبات

اقرأ ايضاً