العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ

وسائل التواصل الاجتماعي تكسر قواعد السياسة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وسائل التواصل الاجتماعي تصدرت العمل السياسي على مختلف المستويات، ونحن نرى كيف لعبت هذه الوسائل دورها في إشعال أحداث الربيع العربي، وهي التي يستخدمها المتطرفون من كل نوع لتشكيل الرأي العام وتكثير الأنصار في مرحلة ما بعد الربيع العربي.

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة رئيسية لتشكيل الأجندة السياسية ولحشد الدعم تجاه هذا الرأي أو ذاك، وأصبح المرشحون للمناصب القيادية في كثير من الدول لا يستغنون عن هذه الوسائل، بل إن هذا النوع من التواصل بدأ يتغلب على الوسائل التقليدية بسبب إشعال حماس المدونين على المواقع والمنصات ومختلف أنواع الأجهزة الذكية.

لقد كسرت وسائل التواصل الاجتماعي (مثل تويترـ فيسبوك، يوتيوب، انستغرام، واتس أب، الخ) الأطر التقليدية في طرح الأفكار، وفتحت كل شيء للمناقشة المفتوحة، كما أنها فتحت المجال لزيادة صدى الآراء التي لا يمكن أن تحصل على مساندة في العادة. ولربما أن هذه الوسائل قد تصبح «سلطة خامسة» تتفوق على غيرها في عدة مجالات.

نرى حاليّاً في أميركا وبريطانيا، وكيف أن يمينيّاً متطرفاً له أفكار معادية للمرأة وللمهاجرين (دونالد ترامب) أصبح يتصدر المترشحين للرئاسة من الحزب الجمهوري، وفي المقابل نرى في بريطانيا كيف أن أحد اليساريين المعتقين (جيرمي كوربين) الذي يستخدم الدراجة الهوائية في التنقل ويلبس لباس الفقراء ويتحدث بلغة يسارية قديمة تدعو إلى إعادة تأميم القطاعات التي تمت خصخصتها، أصبح يتقدم المترشحين لرئاسة حزب العمال المعارض.

في الحالة الاعتيادية فإن كلاً من ترامب وكوربين ليس لهما مجال في تقدم الصفوف، لأن المؤسسات التقليدية والنخب الماسكة بزمام القرار ستمنع ذلك. ولكننا في عصر مختلف، تتشكل فيه الآراء عبر «سجالات» تدار على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ينتصر في كل ذلك من يستطيع أن يطرح العبارات البسيطة التي تلامس مشاعر الأكثرية، بغض النظر فيما إذا كانت تلك العبارات البسيطة متطرفة إلى اليمين أو اليسار.

في هذا العالم الجديد من التواصل والنقاش نحتاج إلى أن تنتصر الأفكار المعتدلة الداعية إلى التعايش والتفاهم والابتعاد عن كل ما يفرغ الحياة من قيمها السامية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:58 ص

      ،،،،،

      صحيح أن كثير من المحطات العالمية و القنوات الفضائية العريقة صارة في مهب الريح لا مزاج لها عند الناس لا صدق لديها ولا موضوعية ( حتى مباراة ) كرة القدم ما يصدقون في النتيجة هههههه ، فصادق عند الناس التواصل الاجتماعي .

    • زائر 6 | 2:10 ص

      كشف

      كشف الجرايم عن طريق التواصل الاجتماعى والناس واعيه لكل مفسد فى الديرة ولا ينقص عليهه يعنى شعب البحرين اوعى شعب فى الخليج لهادا هو مستمر فى حراكه والله ابارك اليه الايام بيننا ستثبت اليكم اننا على حق وظلمنا فى بيتنا والاجنبى هو المستفيد

    • زائر 5 | 1:22 ص

      وسائل التواصل الاجتماعي

      كشفت للعالم شخصيات كثيره كانت الناس تظن فيهم خيرا والعكس الصحيح وكشفت للعالم كيفية تفكير الشعوب بعضها منحط وتفكيره في غريزته فقط وبعضها بالعكس منفتح ويتطلع للتطور والتقدم في جميع المجالات

    • زائر 3 | 11:53 م

      العقد القادم والمجهول

      في العقد القادم ربما تأسف الحكومات اشد الاسف لمواقغها المانعه والمؤزمه للجيل المنطلق بالوسائل الحديثه وستتحسر على موقفها هذا في ظل التقدم السريع للإتصالات...فبكل تأكيد ستقف عاجزه بعد عقد من الآن في مواجهة الاتصالات وما تخبئ من تقدم لا يتصوره الجيل الحالي كما لم يتصور جيل الستينيات هذا التقدم المذهل لوسائل الاعلام

    • زائر 2 | 11:39 م

      امر واقع في ضَل افتقار التشريعات

      اتفق في ما ذهبت اليه يا دكتورنا الفاضل و ربما اذهب الى ما هو ابعد من ذلك ان ادوات التواصل الاجتماعي ربما سحقت دور الصحافة التقليدية كالجرائد و الفضائيات بشكل تام، ومن هذا المنطلق ارى ان الحاجة أصبحت ملحة اكثر من ذي قبل الى سن تشريعات تواكب هذا التطور، لان هذه البرامج في وضعها الحالي و بإختصار شديد اصبحت تشكل اكبر مصدر تهديد للسلم الأهلي و سيادة دولة القانون بحكم فقدان الرقابة و التشريعات المناسبة. إن سألتني فإنني ارى ان استمرار الاستقطاب المذهبي و حالة العنف سببها مواقع التواصل الاجتماعي.

    • زائر 1 | 10:57 م

      لباس الزهد والتقوى

      الاجانب يلبسون لباس التواضع والزهد ونحن المسلمين مع الاسلام السمح نلبس لباس الاسراف والبذخ والمجاملات الزائفه والرياء ومسرفون في عواطفنا ايضا حتى اذا قام احد بتفوه بكلمه قمنا نطالب بدمه مااجمل البساطه في كل شيئ

اقرأ ايضاً