قرر أكثر من ألف مهاجر عالقين في بودابست منذ أيام، أمس الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015) التوجه إلى النمسا التي تبعد 175 كلم سيراً، في مشهد غير مسبوق يعكس تفاقم أزمة المهاجرين التي يحاول الأوروبيون تجاوز التباينات في شأنها.

وضم الجمع أطفالا ومعوقين، وعبر أحد الجسور الرئيسية فوق نهر الدانوب على مرأى من قوات الأمن.

إلى ذلك، فر 300 مهاجر من مخيم قرب الحدود الصربية، ما دفع بودابست إلى إغلاق أحد المراكز الحدودية البرية مؤقتاً وجزئياً.

في هذه الأجواء، سارع البرلمان المجري إلى إقرار قوانين جديدة مشددة على صعيد الهجرة كان اقترحها رئيس الوزراء فيكتور اوربان. وتعزز هذه القوانين إمكان نشر الجيش على الحدود وتعاقب أي مهاجر غير شرعي بالسجن 3 أعوام.

وكررت الدول الأربع في مجموعة فيسغراد (تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا) أمس (الجمعة) في براغ رفضها مبدأ الحصص التلقائية للاجئين، فيما اقترحت براغ وبراتيسلافا إقامة ممر للسوريين بين المجر وألمانيا إذا وافقت بودابست وبرلين على ذلك.

ويتعرض الأوروبيون لمزيد من الضغوط لإظهار تضامن وتعاطف مع عبور أكثر من 300 ألف شخص البحر المتوسط منذ بداية العام قضى منهم أكثر من 2600.

ودعا المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الأوروبيين إلى مساعدة ايطاليا واليونان والمجر عبر توزيع 200 ألف طالب لجوء وصلوا إلى الدول المذكورة في بقية الدول الأعضاء الـ 24.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ يان اسلبورن أمس (الجمعة) لدى وصوله إلى اجتماع للاتحاد تستضيفه بلاده إن «المشاعر يمكنها أيضاً تحريك السياسيين وقد حان الوقت الآن». ورأى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن التباينات داخل الاتحاد «بين الشرق والغرب» تكشف قارة ممزقة بين تبني التشدد لمواجهة التدفق الكبير للاجئين على حدودها الخارجية والدعوات إلى التضامن.