العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ

يوسف الصديق وسنين النفط

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تسرد القصص من أجل أخذ العِبرة، كما أن النظر في التاريخ له فوائد عديدة ومنها أخذ العِبرة من الحوادث التي تمر علينا، إلا أن الكثير من البشر لا يعتبرون من التاريخ رغم أن في التاريخ قوانين وسنناً كونية لا يمكن أن تتغير.

ومن تلك العِبر هي الاستفادة من سنين الرخاء لسنين القحط، والقرآن الكريم حمل لنا الكثير من القصص التي تحوي العِبر الكثيرة والمهمة، ومنها قصة نبي الله يوسف(ع).

فقصة نبي الله يوسف (ع)، فيها الكثير من العِبر التي ينبغي على الإنسان التفكير فيها ملياً، فأول الأمور التي تعطيك إياها هذه القصة هو ضرورة التخطيط والاستعداد ومواجهة الأمور بشكل منظم وليس بعشوائية وارتجال. لذلك تبين القصة كيف خطط لبناء مخازن القمح؟، وكيف خطط لإدارتها؟، وكيف أدار المعركة مع كهنة المعابد بشكل دقيق؟، ولذلك ينبعي على الجميع أفراد ومجتمعات وحكومات الأخذ بطريق التخطيط والاستعداد للأمور.

فبعد أن عجز مفسروا الأحلام عن تفسير حلم الملك تم الرجوع إلى النبي يوسف (ع) «يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ» (46 سورة يوسف)، وجاء تفسير النبي ليكون أساساً وعِبرة لكل من يطلع عليها «قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ(47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ(48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ(49)».

الآيات تبين أن النبي حثهم على التخطيط والاستعداد واستغلال الفرصة التي ستأتيهم من أجل السنين التي ستأتي بعد ذلك وهي سنين عجاف.

هذه الآيات غائبة تماما عن التخطيط في التعامل مع أسعار النفط، لذلك معظم الدول النفطية خصوصا دول الخليج العربي تعاني من مشكلة كبيرة فور تراجع أسعار النفط، وهي المرحلة التي نمر بها اليوم.

في البحرين، أوصت لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى وأوصى مجلس النواب وبح صوت الخبراء والاقتصاديين بضرورة تقليل الاعتماد على النفط الموازنة العامة من خلال خطط واضحة المعالم إلا أن نفس التوصية كانت تتكرر في تقارير اللجان دون أن ترى النور، حتى جاءت «السنوات العجاف» والتي لا يُعلم إلى متى ستستمر؟، وما هي تداعياتها؟، والسبب عدم وجود تخطيط أو استعداد من خلال تنويع مصادر الدخل.

فلم نستفد من سنين ارتفاع أسعار النفط من أجل ألا نعاني من سنوات عجاف أسعار النفط، ومرت علينا عِبرة قصة النبي يوسف (ع)، كما تمر علينا الكثير من العِبر.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4746 - الجمعة 04 سبتمبر 2015م الموافق 20 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:08 ص

      حسبي الله

      ذهب النفط و جاء القحط و السنين العجاف ليس لها نهاية بعد القضاء على الثروات من زراعة و صيد و انسان في وطنه.

    • زائر 1 | 10:11 م

      سنين وفرة الحصاد وسنين عجاف.....

      وسبب الخيبة الوفرة سرقت وسنين العجاف طبت على رأس المواطن .

اقرأ ايضاً