العدد 4754 - السبت 12 سبتمبر 2015م الموافق 28 ذي القعدة 1436هـ

رؤى القرَّاء في معالجات مقالات سلسلة السلوك البشري والتنمية المستدامة

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

سلسلة المقالات بشأن السلوك البشري والتنمية المستدامة التي جرى الحرص في محددات جوهر مضامينها على معالجة مختلف القضايا ذات الارتباط بجوهر مشكلة السلسلة، كان للقراء بمختلف مستوياتهم المعرفية والتخصصية ومواقعهم المهنية مساهمتهم في إثراء معالجات السلسلة بما قدموه من مقترحات ومرئيات تصب في النهج الاستراتيجي لقيم السلوك البشري وأهداف التنمية المستدامة، وكان لذلك آثاره المتباينة على القراء، وأن لذاك الأثر ما يبرره وتكمن محددات ثوابت ذلك التباين في طبيعة القراء ومتابعي السلسلة ونقصد هنا الفارق في نوعية القارئ كمختص وناشط في حقل العمل البيئي وكمهتم بالقضايا البيئية وكقارئ ومتابع للقضايا الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والأكاديمية والمعارف الإنسانية ذات الارتباط بالمسائل البيئية.

متابعة القراء لمقالات السلسلة أنتجت حوارات متداخلة ومتباينة في منهجية معالجة قضايا السلوك البشري والتنمية المستدامة كما أثارت تحفظات وملاحظات بعض القراء في شأن تركيبة عنوان مقالات السلسلة وبطبيعة الحال ما بدر من تحفظات وملاحظات يصب في جانب حرص القراء على الارتقاء بمنهجية معالجتنا للقضايا الداخلة ضمن منظومة السلسلة لتكون مقبولة وغير مملة ومؤثرة وتسهم في تحقيق الهدف، وذلك يمثل عامل تحفيز وموقفاً يفضي إلى الارتقاء بمهنية معالجة القضايا البيئية، وذلك جانب على قدر من الأهمية ونأخذه في عين الاعتبار.

وإن من التحفظات والملاحظات التي تجدر الإشارة إليها ما أثاره أحد الأكاديميين المختصين في العلوم التربوية والذي وجد بأن تكرار مصطلح السلوك البشري والتنمية المستدامة في مقالات السلسلة يشكل جانب ضعف لذلك يرى من المفيد استبعاد المصطلح من سلسلة المقالات.

المواقف على اختلاف مرئياتها تشكل إضافة مهمة وتجسد بهذا القدر أو ذاك مؤشراً على إنجاز الأهداف التي جرى التخطيط لها من خلال تبني فكرة معالجة القضايا المختلفة لمنظومة السلوك البشري والتنمية المستدامة، ومن تلك المواقف التي تجدر الإشارة إليها الرؤية التي سجلها عضو حركة الشباب العربي للمناخ فرع البحرين علي تلاهي الذي أشار إلى أنه «ينبغي أن تجمع موضوعات السلسلة كحزمة ويستفاد منها كمرجع تربوي وتعليمي ضمن منظومة المناهج المدرسية والجامعية في المجال البيئي»، ويقول «للأسف أن العديد من أبناء الجيل الحديث لا يعلم أساسيات العمل البيئي في البحرين وأهمية صنع القرار السياسي لصالح أمن الموارد الطبيعية»، وذلك الرأي يعزز ما أفاد به عدد من الأكاديميين في الاستفادة من مقالات السلسلة ضمن منظومة المناهج التعليمية في المجال البيئي.

المعالجات المتداخلة في مرئياتها للعديد من الخبراء والمختصين والناشطين في الشأن البيئي من مختلف البلدان العربية أكدت على أهمية أن نبقي على العنوان الرئيسي للسلسلة، ويؤكد الباحث البيئي السعودي ناصر العمري على أنه «لا يتفق مع فكرة حذف مصطلح السلوك البشري والتنمية المستدامة من عنوان مقالات السلسلة والسبب أن محاور التنمية المستدامة تنحصر في المحور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ومحور السياسات وجميع هذه المحاور لها علاقة بالسلوك، وخصوصاً الاجتماعي بل نرى أن هناك احترافاً في العنوان، وخصوصاً عامل جذب الانتباه في قوة كلمة سلوك بشري لما لها قوة في العنوان والمعنى».

وفي السياق ذاته يشير الناشط البيئي البحريني محمد جواد إلى أنه «لا يرى أن هناك خللاً في العنوان أو ما يثير أحداً من الناس باعتبار أن السلوك البشري كفيل باستمرار التنمية المستدامة أو توقفها وغيابها» فيما يرى الباحث البحريني في الشئون الأكاديمية جاسم المحاري «إن بقاء عنوان السلسلة يأخذ بالقارىء في الاطلاع على الموضوعات بتراتبية، وعليه إذا ما أراد القراءة؛ فإن ذلك يفرض عليه تتبع كل الكتابات وفق منطقية فكرية ومنهجية علمية متوائمة».

الخبير البيئي الإماراتي سعد النميري في سياق السعي لتأكيد أهمية التركيز على مصطلح السلوك البشري والتنمية المستدامة كمؤشر لمعالجة المسألة البيئية يشير إلى مجموعة من محددات محاورالقضايا البيئية ويؤكد على أن «تلك المحاور تتصل بشكل وثيق برؤوس مثلث التنمية المستدامة والتي هي التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وعليه فإن السلوك البشري لو كان مدركاً أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين هذه العناصر الثلاثة للتنمية المستدامة لما كنا عليه من تدهور لهذه الموارد والتي بمجملها محدودة وغير متجددة ومنها ما هو غير ممكن إصلاحه وقد يؤدي إلى عدم تمكن الكرة الأرضية على التحمل وفي النهاية فناء النظم الايكولوجية والعناصر المرتبطة بهذه النظم، وهنا سوف يجد الإنسان نفسة عاجزاً عن عمل أي شيء لإصلاح ما تم تدميره، إذن السلوك البشري غير المستدام أداة لتدمير كوكب الأرض».

وبالتوافق مع ذلك المنسق الإقليمي لبرنامج المساعدة على الامتثال في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا (UNEP) عبدالإله الوداعي يشير إلى أنه «كما هو معلوم بأن العالم شعوباً وحكومات أقرت هذا العام أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر على أن يتم تنفيذها في الفترة 2015-2030 لذا يعتبر العام 2015 بحق عام التنمية المستدامة ولا يتم تنفيذ هذه الاهداف الا بتغير السلوك البشري تجاه بيئته. ومن هذا المنطلق فإننا نعتقد أن التركيز على السلوك البشري والتنمية المستدامة هذا العام ينسجم مع هذا التوجه».

خلاصة القول إن محددات مصطلح السلوك البشري والتنمية المستدامة كمحور رئيسي للمشروع الدولي البيئي يمثل المؤشر الاستراتيجي الذي ينبغي التركيز عليه في المعالجات البيئية كمدخل في إحداث التحول النوعي في الوعي البيئي.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4754 - السبت 12 سبتمبر 2015م الموافق 28 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً