العدد 4757 - الثلثاء 15 سبتمبر 2015م الموافق 01 ذي الحجة 1436هـ

الدعم الاقتصادي الخليجي

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الدعم الاقتصادي الخليجي للبحرين يعتبر أهم جسر لتجاوز الأزمة الاقتصادية وتقليل حجم الاقتراض وعجز الموازنة. يأتي هذا الرهان بعد إنخفاض أسعار النفط إلى أقل من 45 دولاراً للبرميل، وهذا سبب لها أزمات مالية وعجوزات حقيقية لدى دول الخليج (ماعدا قطر والإمارات في الوقت الراهن).

هناك حديث أن دول مجلس التعاون الخليجي تتجه للإعلان عن خطوة لتوحيد أسعار المنتجات البترولية، وذلك بعد إخضاع الفكرة للدراسة عبر اللجنة الوزارية للتعاون الكهربائي والمائي بدول مجلس التعاون. الكويت وصفت المشروع الخليجي الجديد بـ «المهم جداً»، وذلك نظراً إلى ما تمر به صناعة البترول العالمية من تقلبات، والدفع باتجاه الاستقرار، ووضع الخطط والبرامج الفنية والاقتصادية والإعلامية لتصب في تطوير العمل البترولي الخليجي.

لقد انخفضت أسعار النفط إلى أكثر من النصف منذ صيف العام الماضي بسبب وفرة المعروض وإصرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على حماية حصتها في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين بدلاً من خفض إنتاجها، ويبدو أن هذه السياسة جاءت بنتائج عكسية.

وزير المالية السعودي إبراهيم العساف قال إن السعودية قادرة على تحمل تقلبات النفط، وإن الحكومة ستواصل إصدار السندات، وقد تصدر صكوكاً قبل نهاية العام 2015 لتمويل العجز المتوقع في الموازنة.

في الكويت أعلن وزير المالية الكويتي للمرة الأولى (أمس الثلثاء) عزم بلاده طرح سندات وصكوك لتغطية عجز الموازنة العامة للدولة والتي قد تصل إلى نحو 8 مليارات دينار (26.5 مليار دولار) في وقت تترقب فيه البنوك المحلية على أحر من الجمر طرح هذه السندات والصكوك بعد أن أعيتها سنوات ما بعد الأزمة المالية العالمية.

الحكومة الكويتية كباقي الدول الخليجية أقرت ميزانية تقشفية للسنة المالية الحالية بعدما اعتمدت الكويت سعر 45 دولاراً لبرميل النفط وبمعدل انتاج 2.7 مليون برميل يومياً. وإذا استمر سعر برميل النفط عند 45 دولاراً فإن العجز في الميزانية الكويتية سيبلغ 8 مليارات دينار وسيقل هذا الرقم إلى النصف إن وصل سعر النفط إلى 60 دولاراً للبرميل، بينما ستصل الميزانية لسعر التعادل وينتفي العجز إذا وصل سعر البرميل إلى 73 دولاراً.

الاقتصاد البحريني يمر بأزمة تصاعدت منذ فبراير/ شباط 2011، وحالياً فإن «المارشال الخليجي» يدعم الاستقرار الاقتصادي في جانب مشروعات البنية التحتية، والإسكان. لكن المصروفات المتكررة أمر مختلف، ولذا فإن الإجراءات التقشفية تحاول تخفيف الضغط على الموازنة.

لعلى هذا التعويل يصاحبه تفاؤل بتحسن أسعار النفط تدريجياً مع نهاية العام الجاري والعام المقبل، ولذلك اعتمدت الحكومة سعر 60 دولاراً للبرميل من أجل إقرار الموازنة العامة للعامين 2015 و2016، وكانت تلك الخطوة «صادمة» للعديدين مع الانخفاض الشديد لسعر برميل النفط، حتى في لحظة مناقشة مشروع الموازنة.

إن مدخول النفط يشكل 86 في المئة من إيرادات موازنة الحكومة، وفي ظل انخفاض أسعار النفط، فإن 36 في المئة من الموازنة العامة المقرّة أصبح غير موجود فعلياً حتى مع فرض سياسة الاقتراض والتقشف.

إن سياسات التقشف وإعادة توجيه الدعم أو إلغائه، يأتي مع تجرّع مرارات رفع الدين العام الذي قد يصل مع نهاية 2016 إلى أكثر من 9 مليارات دينار لسد العجز المالي في الموازنة. كما إن بلوغ سعر البرميل 50 دولاراً قد يؤثر على المصروفات المتكررة، ونزوله أقل من ذلك ستكون له عواقب مباشرة، لأن البحرين - بحسب عدد من التقارير المتخصصة - بحاجةٍ إلى أن يصل سعر برميل النفط إلى أكثر من 120 دولاراً لإحداث توازن بين المصروفات والإيرادات، وهو أمر يتعسر الوصول إليه خلال السنوات المقبلة. هذه الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، ونحن بحاجة إلى الانتقال إلى التفكير والتقارب من أجل تقليل الضرر الواقع على المواطن، وأن نفكر في ترتيب الأولويات وتفعيل شعار «المواطن أولاً».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4757 - الثلثاء 15 سبتمبر 2015م الموافق 01 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 6:56 ص

      كلما

      كلما ازدادو الاجانب فى البحرين ولايريدون الخرووج منها ازدادت الازمة بلد صغير ويجنس .... ورواتبهم تصل الى ملايين وتدهب بره وليس لصالح البحرين ماذا تتوقعون يزدهر الاقتصاد كلا والف كلا والضحيه المواطن الغلبان المشتكى لله من سياسة بعيده عن شرع الله وشكرا هانى

    • زائر 14 | 5:20 ص

      قالها ابراهيم شريف

      ولم يمر شهران عن اعتقاله وقد تحققت نبوءته

    • زائر 16 زائر 14 | 7:01 ص

      هدر اموال البلاد مسؤولية من؟؟

      لماذا تتحمل ميزانية الدولة خسائر بمئات الملايين من الدنانير سنويا لتخفيف خسائر طيران الخليج ؟ لماذا؟ ما الحكمة في ذلك؟ واين مجاس النواب من هذه المعضلة المستمرة من سنوات كثيرة؟

    • زائر 13 | 4:16 ص

      احم احم

      موضوع ارتفاع سعر النفظ ويا بداية العام الجديد انساه ؟ خلاص النفظ والسلع في هبوط على الامد البعيد ممكن لسنوات ؟
      ولا تستغرب اذا هبط سعر النفظ لثمانية دولار والدهب 800 دولار للونصة ؟ دول الخليج مكتوب عليه تتبهدل ؟ كان عنده مصدر دخل وما اعطت تسهيلات وقروض وتصاريح عمل لدفع الاقتصاد ؟ راحو ايوزعون المكارم في زمن تزداد فيه حاجة الناس وتطلعاتهم وما ينقص هدي الدول اللا تدفع خمسة دينار للرجل وثلاثة ونصف للمرءة ونعيد التاريخ من جديد وكاننا لا نسمع ولا نرى

    • زائر 11 | 2:00 ص

      وكل نعيم لا محالة زائل

      لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان

    • زائر 10 | 1:51 ص

      اين صرف المارشال

      ام يجيباحد ابداً.... فهل تمت سرقته؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 9 | 1:50 ص

      اين ذهبت اموال الخليج

      اين ذهبت الاموال الخليجية للبحرين؟؟؟

    • زائر 8 | 1:21 ص

      البحرين

      السبب معروف العالة التي ادخلت في البلد واعطيت كل ما تبقى من خيرآت البلد ونخرت في احشاء البلد لن تخرج وتذهب الى موطنها الاصلي الا بعد ان تجف البحرين لا سمح الله وايضا التمصلحين احد الاسباب يلهفون ويلهفون ولا يشبعون

    • زائر 7 | 12:57 ص

      كما هو الحال بالنسبة لأكبر ابواب الميزانية= ممنوع اللمس والاقتراب

      هناك ابوب في الميزانية ممنوع الاقتراب منها او لمسها
      اموال المارشال الخليجي ايضا اصبحت من تلك الابواب ليس لاحد الحق ان يسأل اين تذهب

    • زائر 6 | 12:27 ص

      أين ذهب الدعم الخليجي سؤال لن يجيب عليه احد

      حيث ان هذا الدعم غير مشروط بعمل أي مشاريع تنموية فأين ذهبت اموال المارشال الخليجي؟
      اين ذهبت واين جاءت هذا سؤال لن يجيب عليه احد
      لانه وكما قلنا امس السواريق التي تلتهم الكثير من اموال الشعب ولا حسيب ولا رقيب

    • زائر 5 | 11:51 م

      حسبة ياسادة

      ما منقول نفس قبل 5سنوات كان مدخول البلد 18مليار لكل سنتين الحين منقول المدخول 10مليارات الميزانية التي تخصصها الدولة لجميع الوزارات 4مليارات 6 مليارات أين تذهب؟

    • زائر 4 | 11:48 م

      متى سيكون المواطن أولوية؟

      صدقني المواطن ليس اولوية ابداً

    • زائر 3 | 11:45 م

      نعم الازمة سياسية ايضاً

      الاقتصاد البحريني يمر بأزمة تصاعدت منذ فبراير/ شباط 2011، وحالياً فإن «المارشال الخليجي» يدعم الاستقرار الاقتصادي في جانب مشروعات البنية التحتية، والإسكان. لكن المصروفات المتكررة أمر مختلف

    • زائر 2 | 11:43 م

      قراءة واقعية

      الاقتصاد البحرين اقتصاد عالة على دول الخليج

    • زائر 1 | 11:42 م

      العم الخليجي لن يطول

      ما تقدمه دول الخليج لن يطول كثيرا

اقرأ ايضاً