خلافاً لهدوئها الذي استمر لسنوات، باتت شوارع الرفاع مزدحمة بشكل يومي، كما عاينتها «الوسط»، وكما يؤكد الرفاعيون.

وتنتظر المنطقة التي تشهد شوارعها الرئيسية وحتى الفرعية ازدحامات خانقة، ترجمة وعود وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، تحديداً تلك المتعلقة باستبدال «دوار الساعة»، بتقاطع مروري، في ظل توقعات لرئيس مجلس بلدي الجنوبية أحمد الأنصاري، بيّن فيها قرب التنفيذ، وأضاف «تشير المعلومات إلى اعتماده ضمن خطة وزارة الأشغال للعام 2016، ليتبقى إقرار الموازنة، بما من شأنه تحقيق تغيير جذري في المنطقة، والأمل معقود على ألا تؤثر حالة التقشف سلباً على المشروع».

وتعليقاً على مشهد الازدحامات المرورية في الرفاع، قال الأنصاري «تزايد عدد السكان في الرفاع، ما أدى لظهور مشكلة الازدحامات المرورية الدائمة، وعلى رغم الجهود المشكورة لوزارة الأشغال عبر تنفيذها لمشاريع الصيانة المستمرة، إلا أن عدم تطوير الشوارع وتوسعتها لثلاثة مسارات حال دون استيعاب الأعداد المتزايدة للسيارات».

وأضاف «في الوقت الحالي، هنالك خطط بين المجلس البلدي ووزارة الأشغال، من أجل تطوير الشوارع بما في ذلك شارع الرفاع الرئيسي، وبحسب برنامج الوزارة فإن العام 2017 سيشهد البدء في إزالة أنابيب البترول، وذلك من أجل توسعة الشارع ليتضمن 3 مسارات».

وتابع «كذلك الأمر بالنسبة لشارع أم النعسان، ولأن جميع هذه الخطط مستقبلية، فإن الزيادة المهولة للسكان ولأعداد السيارات، بالإضافة لمشكلة السيارات السكراب التي تغلق بعض الشوارع، تفرض وجود حل عاجل وآني».

ووفقاً لتصريح الأنصاري، فإن الرفاع أضحت منطقة سكنية مرغوبة للكثيرين، بسبب هدوئها وخدماتها الشاملة للمدارس والمستشفيات والمجمعات، ما جعل منها مقصداً للمواطنين من خارج الرفاع على النقيض مما كان عليه الوضع في السابق، وهذا بدوره يفرض ضرورة الحاجة لخطة سريعة تتضمن توفير شرطة المرور وفتح مخارج إضافية للشوارع المزدحمة، وخطة طويلة المدى يتم من خلالها توسعة الشوارع.

وتقييماً للأداء المروري، قال «أفراد شرطة المرور متواجدون، ولجهودهم كل الشكر، لكن ما يبذل ليس بكافٍ، وخاصة عند المدارس التي يقتصر فيها التواجد على أفراد شرطة المجتمع».

ويظهر الأهالي في الرفاع، تذمراً إزاء حالة الازدحامات المرورية «التي عكرت صفو منطقتهم»، كما يقولون.

حول ذلك، يقول المواطن داوود سيد أحمد «بحكم خبرتي العملية كمهندس، وبحكم سكني في الرفاع لسنوات، فمبقدوري القول إن وضع شوارع المنطقة مأساوي، حتى أثر ذلك على أخلاقيات الناس، وباتت لا تتحمل بعضها البعض في الشوارع».

وأضاف «شهدت الشوارع الضيقة في الرفاع بعض التطوير، هذا صحيح، لكن محدودية هذا التطوير حال دون استيعابه للأعداد المتزايدة المقبلة على السكن في الرفاع، وما يصحب ذلك من زيادة طبيعية في أعداد المركبات».

وتابع «سمعنا عن خطط لتطوير شارع أم النعسان مثلاً، كما سمعنا عن خطة لإزالة سوق الرفاع الشرقي، وحتى اليوم لا تنفيذ لكل ذلك»، مبيناً أن الحاصل هو توجه غالبية تطوير الشوارع لإنشاء المزيد من مواقف السيارات في المناطق التي تتحول لمناطق تجارية، ما يضاعف من حجم المشكلة نظراً لموقع الرفاع الجغرافي المتوسط، واشتمالها على جميع الخدمات التعليمية والتجارية، ما شكل دافعاً لاعتبارها بديلاً عن المدن المكتظة كالمنامة والمحرق، غير أن حالها اليوم بات شبيهاً بحال تلك المدن.

وبحسب تصريحات سابقة لمسئولي وزارة الأشغال، فإن أنابيب النفط تمثل حجر أمام البدء في تطوير شوارع المنطقة، والتي تشمل إلى جانب الرفاع منطقة سوق واقف حيث شارع ولي العهد الواصل بينها وبين «دوار الساعة».

ويوم الخميس الماضي (17 سبتمبر/ أيلول 2015)، وقعت كل من شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة أرامكو السعودية اتفاقية مد خط أنابيب النفط الجديد الذي سيربط البحرين والسعودية، مصحوباً ذلك بتأكيدات على أن إزالة الخط القديم للأنابيب ستتم منتصف العام 2018.