العدد 4772 - الأربعاء 30 سبتمبر 2015م الموافق 16 ذي الحجة 1436هـ

يوم التوحيد!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إذا رجعنا سنوات قبل يوم التوحيد للمملكة العربية السعودية ماذا سنرى وسنشاهد؟! أوَتعلمون يا إخوتي بأنّنا سنرى قبائل متناحرة، وسنشاهد دويلات متناثرة، وبين التناحر والتناثر سنلاحظ الضعف وانتشار الجهل لمختلف مناطق المملكة، وكذلك الصحّة شبه معدومة، وأهمّ شيء الأمن الذي يريده كل منّا مفقود في تلك البقعة.

عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ذلك الرجل الشامخ الأبي، الذي استطاع بذكائه الحاد وفراسته العربية الأصيلة، والموروث الجيني في القيادة الذي بزغ في عام 1902م بعد معركة الرياض، واسترجاعها مرّة أخرى إلى حكم آل سعود الكرام.

من ظنّ يوماً بأنّ الدولة السعودية سترجع مرة أخرى على يد هذا الطفل الذي كان يجاور أباه في الكويت؟! ولن نسرد التاريخ وقدومه إلى البحرين ونزوله في مدينة المحرّق، ضيفاً على عائلة بن خاطر، ومن ثمّ التوجّه إلى حاكم البحرين سمو الشيخ عيسى بن علي طيّب الله ثراه.

حنكة (بن سعود) وقوّة شخصيّته وكلامه الطيّب، جعلت الدعم يأتيه من جميع الأطراف، سواء رجال الدين أو شيوخ الكويت والبحرين أو تجّار الخليج أو الشعوب عموماً، فالكلمة الصادقة والهدف السامي في توحيد المملكة جعلت منه أسطورة حقيقية، ليس على المستوى المحلّي ولا الخليجي، بل على المستوى العالمي.

نعم هو ذاك الأمر الجلل الذي حدث للمملكة العربية السعودية، فتوحيد المملكة لم يكن بالأمر الهيّن، وليس الفوز بمعركة وانتهى الحديث، ولكنّه تمّ بقدرة إلهية، فرغم إمكانيات عبدالعزيز بن سعود المحدودة على المستوى العالمي من الناحية السياسية والاقصادية، إلّا أنه استطاع أن يكوِّن علاقات متينة وقويّة مع الدول العظمى آنذاك، ونأى بالمملكة عن الحرب العالمية الأولى والثانية، واستطاع أن يدير دفّة المملكة بعيداً عن الثورات العربية.

الأهم من هذا كلّه، الصعوبة التي واجهت هذا الملك في نهضة المملكة العربية السعودية، فشعب نسبة الأمّية عنده كانت ما يقارب 80 أو 90 في المئة، وانعدام تام للخدمات الطبّية، أما البنية التحتية فهي لم تكن موجودة أصلاً، حتّى في مناطق المدن، وخلال 70 عاماً استطاع توجيه دخل المملكة في ذلك الوقت وحتّى بعد اكتشاف النفط إلى أرقام وحقائق وعلو، في الصحة والتعليم والصناعة والتجارة والاقتصاد، وكان المواطن السعودي هو جل همّ هذا الملك وأبنائه الملوك من بعده.

من يستطيع أن ينسى فرحة العرب بالانتصار على «إسرائيل» في 73م عندما عبر الجيش المصري قناة السويس وهزم الأسطورة التي لا تُقهر؟! ولكن هذا الانتصار لم يكن ليرى النور لولا دعم المملكة العربية السعودية بوقف تصدير النفط نهائيّاً، لدعم الجيش المصري العظيم في انتصاراته، وقد شاهد الجميع أزمة أوروبا وأميركا ودهشتهم وعدم استيعابهم من قرار الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي كلفه حياته، حيث عرّض المملكة العربية السعودية لعداء اليهود وأميركا وأوروبا، ولكنّه لم يلتفت إلى المصالح السعودية وخطورة هذا الموقف على المملكة، وآثر الوقوف مع مصر في حربها ضد «إسرائيل».

وعندما تمّ طعن دولة الكويت الشقيقة، مَنْ أوّلُ من وقف معها وفتح أراضيه للشعب الكويتي إلّا المملكة العربية السعودية، ومن خطّط للانطلاق من أراضيها من أجل تحريرها غيرُ المملكة العربية السعودية؟! فما قامت به لم تنتظر من أحد الوقوف أو التأييد أو الدعم، بل كانت السعودية سبّاقة دوماً للدول العربية والخليجية.

حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، حفظها الله من المتطرّفين ومن الأعداء ومن كيد الكائدين، وثبّت الله قيادتها في بذل المزيد من العطاء لشعبها الأصيل الذي وقف معها في كل الظروف، منذ التأسيس حتى يومنا هذا، ونبارك للمملكة العربية السعودية يوم التوحيد.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4772 - الأربعاء 30 سبتمبر 2015م الموافق 16 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 8:04 ص

      ستراوية

      تكسرون الخاطر الصراحة على هالعقول

    • زائر 14 | 3:51 ص

      عيد المملكة

      كل عام ومملكة بالف خير مملكة العربية بلد المواقف والعروبة

    • زائر 10 | 2:04 ص

      تصحيح..

      معلوماتك يا أستاذة تحتاج الى تدقيق قبل كتابة هذا المقال..

    • زائر 9 | 1:57 ص

      إلا السعوديه

      السعوديه بلد الحرمين الشريفين خط أحمر

    • زائر 5 | 11:56 م

      كل عام والمملكة بالف خير

      كل عام وحبايبنا في السعودية بالف خير

اقرأ ايضاً