العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ

وقد أسماها «مريم»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بدعوة كريمة من الدكتور فؤاد شهاب، شاركنا حفل تدشين كتابه «حبيبتي ابنتي.. سمّيتها مريم»، بتاريخ 27 سبتمبر 2015م، وكان الحضور كثيفاً لتدشين هذا الكتاب، فمريم لم تكن إنسانة عادية، بل شاركت كثير من الطلبة ومن أساتذة الجامعات مسيرة والديها في تخطّي إعاقة السمع، إلى الاندماج في المجتمع من دون قيود.

«حبيبتي مريم» لن أتكلم فيها عن الكتاب، فهو كامل متكامل، كتب فيها الدكتور مسيرة حياته الجميلة مع مريم وأم مريم وإخوة مريم، وتخطّى الألم ليكتب لنا عن الأمل، ولكنني اليوم سأكتب كلمات كانت في نفسي منذ 20 عاماً!

نعم منذ 20 عاماً كنتُ طالبة سنة أولى في جامعة البحرين، ومن حسن حظّي بأنّ الدكتور فؤاد درّسني، ومنذ أوّل يوم وأنا على مقعد الدراسة سمعت عن «حبيبته ابنته مريم»، فقد كان الدكتور يتحدّث عن الأمل وقلبه مملوء بالألم، وكان يعطينا درساً في الاجتهاد، وعينيه متاهة لا نعرف وجهتهما، فما أن يذكر مريم حتى تتلألأ عيناه حبّاً وحزناً وسعادة، فالمشاعر كانت ومازالت خليطاً بين هذا وذاك.

كيف لا والوالدان هما من يحملان همومنا ويسعون لراحتنا، ولا يهدأ لهم بال حتى آخر العمر طمعاً في وصولنا إلى الأعالي، ففؤاد شهاب كان يتكلّم عن مريم وأمّها، بحب وحنان منقطع النظير، فعرفنا معنى الاهتمام والبر والعطاء اللامحدود من عنده، على رغم أنّ بيوتنا مليئة بهذا الاهتمام والحب، ولكن كما قلنا سابقاً هي طبيعة البشر عندما نسمعها من غيرنا نستشعرها أكثر.

عندما وقفت مريم تُلقي كلمتها على الجمهور، وقف الجمهور بعد ذلك مصفّقا باكياً لما وصلت إليه، فلقد امتزج الحزن بالفرح، حزن السنين والشقاء والمعاناة لتصل مريم إلى ما وصلت إليه، وهاهي اليوم أمٌّ وزوجة، فقد حباها الله بـ «ياسمين»، وأم ياسمين فاح منها الياسمين وهي تشكر أباها وأمّها عرفاناً لما صنعاه.

قصّة مريم ليست القصّة الأولى في حب الوالدين، ولكنّها قصّة لمست الجرح وتحدّثت عن أسرٍ كثيرة لديها نفس الظروف وتغلّبت عليها، فالنجاح ليس سهلاً أمام الفشل، والفشل سهلٌ جدّاً أمام النجاح، أليس كذلك؟!

لقد علّمنا فؤاد شهاب قيمة مهمّة وهو يدرّسنا ويخبرنا عن مريم في الوقت ذاته، علّمنا الصبر الذي يصعب علينا جميعاً، فمن منّا يحب الصبر؟! في داخل نفوسنا نريد الأشياء السهلة، التعليم السهل والحياة السهلة والأموال السهلة، ولكننا نعلم مع الأيام بأنّ ليس هناك شيء سهل، إن كان في الطريق الصحيح.

صبر فؤاد شهاب وعائلته صبر أيوب من أجل وصول «مريم» إلى ما هي عليه، ومريم ترد الجميل لوالديها وأهلها من خلال نجاحها يوماً بعد يوم، فشكراً لفؤاد شهاب على العطاء اللامحدود والحب اللامحدود، فنحن وابنته كنا تلاميذ في مدرسة هذا الشهاب. وقد أسماها «مريم».

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:50 ص

      ونعم الاسم

      كالعادة طرح جميل استاذة مريم واسلوب رائع

    • زائر 2 | 12:50 ص

      ونعم الاسم

      كالعادة طرح جميل استاذة مريم واسلوب رائع

    • زائر 1 | 11:37 م

      نعم

      الله يجعلها واياك من المقتدين بالسيده مريم (ع).

اقرأ ايضاً