العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ

الإرهاب قد يُغلق بوّابة الانفتاح التركية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التفجيران المروِّعان أثناء مسيرة بالعاصمة التركية (أنقرة) يوم أمس السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) واللذان أوديا بحياة 95 شخصاً، يُعتبران الاعتداء الأسوأ الذي يضرب تركيا، ويأتي ضمن دائرة من الأعمال الإرهابية التي تجتاح المنطقة. وهكذا نرى كيف يتطور استهداف الناس من المساجد والأسواق إلى المتظاهرين السلميّين من أجل نشر الذعر وتلطيخ كل مظاهر الحياة بالدماء والدمار.

المستهدَفون من الإرهاب قد يكونون مصلّين، أو متسوِّقين، أو في هذه الحال متظاهرين يطالبون بوقف العنف بين الانفصاليين الأكراد من أعضاء حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية... ولقد وصف شاهد عيان وهو ينتحب، بأنّ «المظاهرة التي كان المفروض أن تدعو إلى السلام تحوّلت إلى مجزرة. لا أفهم ما الذي جرى».

هناك قضية أخرى تغطّيها الدماء حالياً؛ فتركيا كانت قبل سنوات تُعتبر الجسر الذي قد يربط بين الغرب والعالم الإسلامي، وأنها بعضويتها في حلف الناتو وقربها من الاتحاد الأوروبي يمكنها أن تلعب دور «بوابة الانفتاح» بين حضارتي الإسلام والغرب... ولأنّ النظام في تركيا يحتكم إلى دستور علماني، وحكومته ذات جذور إسلامية، فقد أصبح الأنموذج التركي مرغوباً من شعوب الشرق الأوسط، وانعكس ذلك على عشق الناس للمسلسلات التركية وزيادة السياحة بشكل ملحوظ.

وعليه، فعندما وصل الرئيس الأميركي بارك أوباما إلى البيت الأبيض خَصَّ تركيا بأول جولة يقوم بها إلى الخارج (في أبريل/ نيسان 2009)، وأعلن في خطاب أمام البرلمان التركي عن «مَدِّ يده بحرارة إلى العالم الإسلامي». وقال في كلمة أخرى «إن عظمة تركيا تكمن في قدرتكم على الوجود في المركز الوسط، وهو المركز حيث لا يفترق الشرق والغرب، وإنما حيث يلتقيان معاً، في جمال ثقافتكم، في ثراء تاريخكم، في متانة ديمقراطيتكم وفي آمال غدكم».

مع التطورات الأخيرة، فإنّ من المحتمل أن يُغلق الإرهاب الدمويّ بوّابة الانفتاح التركية (بين الشرق والغرب)، ولاسيما أن أوروبا تشهد تدفق المهاجرين إليها من مناطق النزاع، بينما تزدحم أجواء المنطقة بالطائرات الحربية والصواريخ من كل حدب وصوب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:22 ص

      احم احم

      الانفجار اللي صار امس يحمل بصمات داعش وبقايا نظام صدام كان المفروض تركيا تنتظر لحين معرفة من هو وراء الانفجار لتحدد الاهداف اللي ممكن تستهدفه لكن
      للاسف اعتقد حزب العداله والتنمية مصر على جر تركيا للفوضى؟
      اما عن موضوع الانفصاليين الاكراد وان كانوا ارهابيين فهم بالنهاية مواطنين تركيا ونادرا ما يستهدفون المدنيين وحسب علمي انهم ما يستهدفون غير العسكريين الاتراك ؟لكن لما ترجع للطريقة اللي يحكم بها هدا الحزب راح اتشوف وراح تسال اشلون دخلت داعش لتركيا وقامت بعمليات ضد الاكراد لمتى تريد الاكراد يصبرو

    • زائر 4 | 2:13 ص

      من سلَّ سيف البغي، قُتِل به.

      تقول العرب في أمثالها: "من يزرع الشوك، لا يحصد به عنبا".

    • زائر 3 | 2:01 ص

      اردگان وحزبه

      يعتاشون على الأزمات ويكيدون المكائد كي يصعدو على ظهور المستضعفين .

    • زائر 2 | 1:51 ص

      نتيجة مؤكدة..

      مايحصل في تركيا من تفجيرات وتوتر ونزاع بين الأحزاب المعارضة والحكومة التركية هو نتيجة التهور الذي افتعلته الحكومة التركية المتمثلة في حزب التنمية والعدالة
      فسياسة الحزب الحاكم وطموحاته المتعجرفة الداخلية والخارجية هي التي أدت لحدوث مثل هذه الأحداث المؤسفة والتي ستتطور لا محالة لنا ارتكبته هذه السلطات من اخطاء فادحة لم تردعها العبرة من احداث سابقة في بلدان مرت بمثل هكذا ظروف على حدود بلدانها
      أصبحت الاراضي التركية ارضية خصبة للجماعات الإرهابية.
      هذه نتيجة مؤكدة ومحتومة لفشل الحزب الحاكم ونتائج تهوره

    • زائر 1 | 10:51 م

      تفجيرات متعمدة لوقف الحراك السياسي .... ام محمود

      هناك من يتهم الحكومة التركية نفسها بتدبير التفجيرات قبل بدء اي مسيرة للمعارضة و المستهدف امس حزب الشعوب الديمقراطي و غيره من الاحزاب السياسية التي كانت تستعد للتظاهر الساعة 12 ظهرا و حدث الانفجارين الساعة 10 صباحا و تحول المشهد الى مجزرة مروعة و صياح و هلع بين الناس الأبرياء و قبلها حدثت انفجارات مماثلة تحمل نفس الرسالة لا للتظاهر و لا للتحرك ضد الحكومة انا اقول يجب إلغاء الانتخابات المفروض اجراءها في نوفمبر و اردوغان سيسقط و هناك دول لا تريد الخير ل تركيا يمكن تتحول الى مشاهد دمار مثل سوريا

اقرأ ايضاً