العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ

هل سنعرف السلام مرّة أخرى؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما يحدث في العالم ليس أمراً سهلاً أو يمكن تقبّله، فالشرق الأوسط يحترق ويعاني الأمرّين، داعش وغيرها من المنظّمات الإرهابية لا تريد للسلام أن يرى النور، ففي اعتقادهم بأنّ ما حدث للعرب والمسلمين هو نتيجة مؤامرة يهودية نصرانية على الإسلام والعرب، فقرّروا التوجّه إلى العواصم الأوروبية والأميركية حتى يقضوا على السلام هناك، ولكن نحن كبشر هل سنعرف السلام مرّة أخرى بعدما حدث؟!

الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا والعالم يتلقّون كل يوم تهديداً ووعيداً وتفجيرات وقتلاً جماعياً، ومن يستطيع حماية الأبرياء من براثن المنظّمات الإرهابية؟! لا أحد حالياً، فالجميع مشغول بأمن دولته، ويضرب المنظّمات الإرهابية من فوق، ولكن لا أحد يستطيع إيقاف نزيف الدم الذي يحدث في كل مكان!

إن ما يحدث هو نتيجة لكل من غذّى الإرهاب إما بالمال أو النفس، ومهما كان باسم الدين أو الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، فالنتيجة هي واحدة، بأنّ الإرهاب لا دين له، والإرهابيين يقتاتون على أمن الشعوب!

لا نعرف كيف نطّبق مصطلح السلام ونحن في هذه الفوضى، فحتى الدول التي تنعم بأفضل التقنيّات ضد الإرهاب، أتاها الإرهاب في معقلها، ولنا في فرنسا المثال الكبير، ففرنسا لم تستطع وقف الإرهاب، والسبب هو أنّ هؤلاء ليسوا معروفي المعالم أو الجهات.

إنهم منتشرون على كل بقعة، ولهم أصدقاء في كل مكان، ولا نعتقد بأنّ الدين له دخل بهم، بل ما له دخل هو المال والسلطة والنفوذ، ويتم التغرير بالصغار من أجل أجندات أكبر لا يعلمها الاّ رؤساء هذه التنظيمات الخطرة.

كيف نوقف الإرهاب، وكيف نبث السلام؟! نبث السلام ونوقف الإرهاب عن طريق نبذه والتصدّي له، فأبناؤنا ليس مجرّد سقط متاع ولا زينة، بل هم نفس بشرية يجب علينا المحافظة عليهم، وإلَّا فإن التنظيمات ستسحبهم بسبب التسويق الإعلامي المثير والإغراء بالذهاب إلى الجنّة مباشرة بعد قتل النفس والأنفس!

نحمي أبناءنا عن طريق اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية ورفض الإرهاب جملة وتفصيلاً، وأيضاً عن طريق قنوات الإعلام، فالبعض يسوّق لداعش وأخواتها عبر عرض مقاطع صوتية تثير الحماس وتشعل النفوس، وهذه لابد من أن تتوقّف حتى نستطيع أن ننعم بالأمان.

من لا يريد السلام؟! ومن لا يريد الأمن؟! ومن هو هذا الخرق الذي يسعد لقتل الأبرياء؟! لا أعتقد بأنّ النفس البشرية الطيّبة تريد الأذى لآخرين، ولكن النفس الخبيثة هي من تسعد لإراقة الدماء وتقسيم البلدان وبث الكراهية والحقد بين الناس، والذي له قلب يعقل به لا يرضى إلَّا بالسلام كأمل من أجل البشرية.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:48 ص

      لا فائدة

      المنطقة تسقط في الفوضى المفتعلة و المسنودة من دول و ليس جماعات ارهابية و هذه الدول ادمنت اللعب بالنار كمن يدمن على المخدرات فأصبحت في هلوستها تعتقد انها تستطيع ان تشكل العالم حسب رغباتها و لكن كما هو مدمن المخدرات الذي لا يعي ماحوله فإن هذه الدول هي ليست سوى اداة تحركها قوى اكبر منها و النتيجة هي سقوط المنطقة في الفوضى و التي لن نعرف كيف نخرج منها.

    • زائر 9 | 1:05 ص

      آخر ما ركّز على تحريمه نبي الأمّة (ص) هو ما تستبيحه أمته الآن

      (إن دماءَكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحرمةِ يومِكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)
      صدق الرسول الأكرم
      فلننظر لأمة الرسول ماذا تصنع
      انها اكثر ما تستهين به وتستحلّه الاموال والدماء: فتوى الاستتابة وان لم يتب يقتل هذه هي سبب البلوى .
      كل من يختلفون معه فكريا فهو عرضة للتصفية

    • زائر 8 | 1:00 ص

      نحن وكل العالم يعرف مصادر الارهاب فقط نحتاج لأن نشير له باصبعنا

      لا يوجد احد لا يعرف مصدر الارهاب وداعميه وكما قال بوتين ان 40 دولة تدعم الارهاب لكنه لم يملك الشجاعة الكافية ليشير لهم بصراحة.
      هذا ما يحتاجه الارهاب لكي يتوقف ان يشار له بالبنان وطالما انه لا يوجد من يملك الشجاعة ليشير باصبعه للارهاب فلن يتوقف

    • زائر 7 | 12:43 ص

      لا زال العالم يجامل مصادر الارهاب بسبب البترول

      مصادر الارهاب معروفة لكن هناك مجاملة ومداهنة لمصادر الارهاب ولن ينكفئ الارهاب الا بعد ان يقف العالم وقفة مصارحة وبشجاعة ليقول لدول الارهاب كفى.
      اما اذا استمرّ العالم يجامل هذه الدول لأنها دول غنية

    • زائر 6 | 11:53 م

      صباح الخير

      مغالطه يا اختي العزيزه نحن من دمرنا البلدان العربية والإسلامية من تمويل أمراء الحروب الدين لم يبخلوا علينا في شي من أموال طائلة وشراء أحدث الاسلحه من الدول الكبرى وما زالوا ينفقون البترودولار لشراء المزيد من الاسلحه لتدمير ما تبقى من العالم العربي فقط لبقاء عروشهم الفانيه خمس سنوات المنصرمه تخيلي الأموال التي صرفت لتدمير ليبيا وتونس وسوريا واليمن ولبنان لو أنفقت على هاده الدول أين أصبحت اليوم

    • زائر 5 | 11:45 م

      الإرهاب ديني في المقام الأول

      لا أتفق مع مقولة أن الإرهاب لا دين له.. الموجود حاليا هو إرهاب ديني بالدرجة الأولى...فإما أن تتبع ديني ومذهبي وإلا فإن دمك ومالك وعرضك مهدور..يجب أن نتوقف عن إنكار أن الإرهاب الحالي منشأه أحد المذاهب الإسلامية ذات التفسير القاصر للدين ومقاصده...

    • زائر 4 | 11:05 م

      لا فرق

      لا فرق بين داعش و حالش فكلاهما يجب ان يحارب

    • زائر 3 | 10:57 م

      ويلاه

      ماعتقد مادام ولاة الامر خدام للغرب ومشاريعهم ماراح يشوف المسلمين غير الدمار ...اللهم عجل لوليك الفرج

    • زائر 2 | 10:26 م

      عفوا اختي مريم فلنبدأ بأنفسنا

      كيف يمكن ان نجفف مصادر الارهاب وهناك بعض من شيوخ الفتنة يبدلون قصارى جهدهم ليل نهار بالنفخ في ابواق الفتنة الطائفية المريضة وتأجيج الاوضاع دون حسيب او رقيب ، بدل من تغيير الخطاب الطائفي والعمل على لم الشمل واللحمة الوطنية ، اي اسلام هذا الذي يدعوا الى الفرقة والكراهية هل هذا ما حث عليه رسولنا الكريم من اجل نشر روح الاخاء والتمسك بمبادئ الاسلام السمحة ، فيا ايها الناس اصحوا قبل فوات الاوان ، يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا

    • زائر 1 | 9:48 م

      لن يعرف العالم السلام بعد ان كبر الفكر التكفيري

      بعد شب وترعرع وكبر الفكر التكفيري وتغلغل في كل العالم فلن يعود السلام ابدا.
      هذا الفكر معروف المصدر وطالما ان العالم يجامل المصدر لانه يملك الاموال فلن يصلح الحال وسيبقى الارهاب منتشر

اقرأ ايضاً