العدد 4822 - الخميس 19 نوفمبر 2015م الموافق 06 صفر 1437هـ

هل هناك فائدة من كتابة رؤية المؤسسة ورسالتها؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إن «رسالة المؤسسة» Mission Statement تعتبر إطاراً لتقييم أنشطة المؤسسة، وفي العادة، فإن الكثير من المؤسسات تبدأ بتحديد رؤيتها للمستقبل Vision Statement، ومن ثم تحدد رسالتها الحالية.

الفرق بين «رسالة المؤسسة» من جانب، و «الرؤية المستقبلية» للمؤسسة من جانب آخر، هو أن رسالة المؤسسة تتحدث عمّا تقوم به المؤسسة «حالياً»، بينما الرؤية تتحدث عن الوضع الذي ترغب المؤسسة في تحقيقه «مستقبلاً».

إن هناك الكثير مما قيل عن أهمية تحديد الرؤية والرسالة، وفي مقابل ذلك يتساءل آخرون عن مدى أهمية كتابة بيانات مختصرة لتوضيح ما تهدف إليه المؤسسة من نشاطها.

أحد أسباب العيوب في كتابة رسالة المؤسسة ورؤيتها المستقبلية، هو أن المؤسسات قد تلجأ إلى جهات خارج المؤسسة لكتابتها، وبالتالي فإنها تتعامل مع ذلك وكأنها سلعة يتم شراؤها، وكثير منا يشتري سلعاً ولكنه لا يستفيد منها في نهاية الأمر. وعليه، فإن التعامل مع كيفية تحديد وكتابة رؤية ورسالة المؤسسة يجب أن ينبع عن وعي وإدراك لدى القائمين على المؤسسة، بحيث يتحول البيان المختصر إلى عبارات تسترشد بها قيادة المؤسسة والعاملون فيها لتوجيه الأنشطة بما يحقق الأهداف الرئيسية، والقيم والثقافة التي تلتزم بها جميع طواقم المؤسسة، من أجل تحقيق رضا الزبون ورضا جميع أصحاب المصلحة. وأصحاب المصلحة هم الذين تحتاجهم المؤسسة لكي تستمر في وجودها، وهؤلاء يشملون: الزبائن، والعاملين في المؤسسة، والمساهمين، ومجلس الإدارة، والموردين، والموزعين، والدائنين، والحكومة، والنقابات والمجتمع المدني، وعامة الجمهور.

إن «رسالة المؤسسة» تحدد السبب والغرض من وجود المؤسسة «حالياً»، وبالتالي فإن البيان التوضيحي للرسالة Mission Statement من المفترض أن يحدد ماهية الشركة وأن يجيب على الأسئلة التالية:

- ما هو النشاط الذي تمارسه المؤسسة؟ وما هو الغرض من وجودها؟

- من هم أصحاب المصلحة الذين سيستفيدون من نشاط المؤسسة؟

- «كيف» ستحقق المؤسسة غرضها وأهدافها الأساسية المتعلقة باحتياجات الزبائن؟

- ماذا يميز المؤسسة عن المنافسين الآخرين؟ ما هي بصمتها الخاصة المختلفة عن الآخرين؟

- ما هي قيم وثقافة المؤسسة؟

أما الرؤية، فهي التي تحدد ما تود المؤسسة تحقيقه في المستقبل، ويجب أن تكون الرؤية ملهمة وتنظر إلى المستقبل بعيون ثاقبة. فمثلاً، كان الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي قد حدد في مطلع الستينات من القرن العشرين رؤية بلاده في تحقيق هبوط الإنسان على القمر، وهو ما تحقق في 1969، عندما هبط أول إنسان على القمر وعاد سالماً مع صاحبه. وقد أرسلت أميركا ست بعثات (بمجموع 12 رائداً للفضاء) هبطوا على القمر وعادوا إلى الأرض سالمين مابين 1969 و1972.

ومن النماذج ما تطرحه، مثلاً، جمعية الإداريين الأميركيين American Management Association، بالنسبة لرؤيتها ورسالتها، وهي كما يلي:

الرؤية

تسعى جمعية الإداريين الأميركية AMA لأن تكون المؤسسة الرائدة في العالم، وذلك في تقديم مجموعة واسعة من الخدمات ذات الجودة العالية في مجالات التطوير الإداري والتعليم، بهدف إحداث تغيير ذي مغزى للأفراد والمنظمات والمجتمع بصورة عامة.

الرسالة

إن جمعية الإداريين الأميركية AMA مؤسسة دولية تتشكل من أعضائها على أساس غير ربحي، وتوفر مجموعة واسعة من الخدمات في مجال التطوير الإداري والخدمات التعليمية للأفراد والمنظمات.

كما إن الجمعية توفر للأفراد والمنظمات، في جميع أنحاء العالم، المعارف والمهارات والأدوات اللازمة لتحقيق التميز في الأداء، والتكيف مع الواقع المتغير، والازدهار في عالم معقد وتنافسي.

والجمعية هي بمثابة منتدى لتبادل المفاهيم الرائدة والأفكار ووجهات النظر حول الممارسات والاتجاهات الإدارية.

وتحافظ الجمعية على أعلى درجات الالتزام بالممارسات الأخلاقية في مجال الأعمال، وتلتزم بتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة، وتسعى من أجل رفاه عملائها، وأعضائها، وموظفيها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4822 - الخميس 19 نوفمبر 2015م الموافق 06 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:14 ص

      صحيفة الوسط لا تفتح في وزارة التربية

      تفاجأت أن موقع صحيفة الوسط لا يفتح باستخدام الانترنت الذي توفره وزارة التربية للمدارس، أتمنى متابعة الموضوع

    • زائر 7 | 1:03 ص

      ما هي رؤية الحكومة والدولة في البحرين

      هل يستطيع النظام السياسي بأكمله في البلاد أن يعطي أجوبة صريحة وعملية لماذا هو موجود في الحكم اليوم وما هي المصالح المتحققة بوجوده (mission) أو ماذا سيتحقق في المستقبل (vision) , هل يستطيع أن يقوم بذلك ويكون مقنعاً لنفسه وللمواطنين ، واذا كان يستطيع ، لماذا لم يفعل ذلك طوال عقود طويلة سابقة ، خاصة أن ذلك من بديهيات العمل الأداري ؟ أم أن هذا السؤال لا يصح ولا يستقيم لأختلاف العمل الأداري النزيه عن الأدارة السياسية الغير نزيهة في الدول التي تعتمد على نمط المغالبة والنفوذ والسطوة ؟

    • زائر 6 | 12:46 ص

      نعم

      المدارس حتى يوم مفتوح لا تستطيع تحديده الا بعد اطلاع الوزارة و لا تستطيع تنظيم جدولها و ليس لها يد في تعيين مدرسيها.
      و لا تستطيع تغيير نمط المقصف القديم
      و لا تستطيع حتى تنظيم مهرجان او ندوة او اي فعالية إلا بعد أخذ الموافقات من الوزارة

    • زائر 5 | 12:40 ص

      ببساطه الرسالة والرؤية هي الهدف المنشود يازعم .

      ___________________________ وبطبيعة الحال الجميع يجب أن يكون لديه هدف للسعي له , فهل حققنا ما نصبوا اليه .

    • زائر 4 | 12:35 ص

      رائع

      رائع دكتور، وهنا استطيع القول بأنها من أبجديات الإنسان فكل صاحب مؤسسة لديه رؤية ونظرة مستقبلية وان كانت غير مكتوبة إلا أنها إذا ترجمت على الموظفين وليس بطريقة لوحة على الحائط أو محاضرة سنوية ولكن بطريقة القيادة بكل صفاتها الإرشادية والعمل الجمعي الواعي والتطوير الفردي فإنها تصل بتوفيق الله لاهدافها.

    • زائر 3 | 11:50 م

      نسخ ولصق

      لعدم قناعة كثير من المؤسسات التعليمية بهذا القرار الملزم من قبل وزارة التربية فترى معظم هذه المؤسسات تتشابه جدا في رؤية ورسالة واحدة وما يفرقهم فقط إختلاف مواقع الكلمات

    • زائر 2 | 10:00 م

      الرسالة والرؤية لمدارس التربية

      الغريب أن الوزارة تلزم وتسائل المدارس عن الرؤية والرسالة ،وكأن المدارس ذات قرار إداري مستقل قادر على تغيير المسار الإستراتيجي لها ذاتيا.
      والأغرب أن هذا متطلبات هيئة ضمان الجودة وهو أمر غير سليم ، لأن المدارس جهات منفذة لقرار إستراتيجي أتخذ هناك في الوزارة.

اقرأ ايضاً