العدد 4830 - الجمعة 27 نوفمبر 2015م الموافق 14 صفر 1437هـ

أضرار صحية مباشرة وغير مباشرة للاحترار المناخي

يجمع الأطباء والأخصائيون على الآثار السلبية المباشرة وغير المباشرة للاحترار المناخي العالمي على الصحة والفاتورة الصحية الباهظة المترتبة عن هذه الظاهرة.

 

أرقام منظمة الصحة العالمية

بين العامين 2030 و2050، قد يؤدي التغير المناخي إلى ما يقرب من 250 ألف وفاة إضافية سنويا بينها 38 ألفا ناجمة عن التعرض للحرارة لدى الأشخاص المسنين و48 ألفا بسبب الإسهال و60 ألفا جراء الملاريا و95 ألفا بسبب نقص التغذية لدى الأطفال بحسب منظمة الصحة العالمية.

وبحسب هذه الوكالة الأممية، تراوح قيمة الأضرار الصحية المباشرة بين مليارين وأربعة مليارات دولار سنويا بحلول العام 2030.

وخلال موجة الحر الشديد التي شهدتها أوروبا في العام 2003، جرى تسجيل أكثر من 70 ألف وفاة إضافية.

 

تفاعل معقد

ويشير الأمين العام لمنظمة "سانتيه انفيرونمان فرانس" المتخصصة في شئون الصحة والبيئة، باتريس حليمي إلى انه "كما الحال في أي كارثة بطيئة، لا وجود لسبب واحد يؤدي إلى نتيجة واحدة بل ثمة سلسلة أحداث" من شأنها التأثير على الصحة.

ويلاحظ مثلاً أن الاحترار المناخي لا يسبب وباء الكوليرا لكنه يوفر الظروف المواتية لتفشي الأوبئة بدرجات أكبر.

ويلفت الأخصائي في المعهد الفرنسي للصحة والبحث الطبي روبير باروكي إلى أن "الصعوبة تكمن في قياس المساهمة المحددة للاحترار المناخي في التسبب بالأضرار الصحية. لا نزال في مرحلة المراقبة".

 

الآثار المباشرة

تسبب درجات الحرارة المرتفعة وفيات جراء إمراض قلبية وعائية أو تنفسية خصوصا لدى الأشخاص المسنين.

ويوضح باروكي أن "موجات الحر الشديد موجودة منذ زمن طويل لكن وتيرتها وحدتها سجلتا ازديادا".

إلى ذلك، تؤدي المستويات المتزايدة من أشعة الشمس إلى مشكلات جلدية مرتبطة بالتعرض لكميات أكبر من الأشعة ما فوق البنفسجية ما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد وفق باروكي.

والملاحظة نفسها تنسحب على الكوارث الطبيعية المرتبطة بحالة الأرصاد الجوية (فيضانات وأعاصير). وقد تسبب ازدياد هذه الظواهر بواقع ثلاثة أضعاف منذ ستينات القرن الماضي إلى ارتفاع في معدلات الوفيات. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن "هذه الكوارث أدت إلى أكثر من 60 ألف وفاة سنوياً خصوصاً في البلدان النامية".

كذلك، تسهم درجات الحرارة المرتفعة في نمو النباتات المسببة للحساسية مثل الأمبروزيا التي من المتوقع أن تواصل تمددها الواسع في أوروبا تدريجاً مع ارتفاع مستويات غبار الطلع بواقع أربعة أضعاف بحلول سنة 2050.

 

حالة الأمراض المعدية

ويلفت حليمي إلى أن "الاحترار المناخي يشجع على تفشي الأمراض المعدية التي تعتمد على وسائط انتقال مثل البعوض".

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن "التغير المناخي سيطيل على الأرجح أمد موسم انتقال بعض الأمراض الكبرى" كما "سيبدل مواقع توزعها الجغرافي"، لافتة إلى أن الصين ستشهد على سبيل المثال توسعاً ملحوظاً في منطقة انتشار وباء البلهارسيا وهو مرض طفيلي ينتقل بواسطة نوع من الديدان ويصيب أكثر من 200 مليون شخص في المناطق الاستوائية.

وتلفت الوكالة الأممية إلى أن المناخ له تأثير كبير في انتشار الملاريا إذ أن هذا الوباء يتفشى بسبب أنواع من البعوض ويؤدي إلى وفاة نحو 800 ألف شخص سنوياً.

وتضيف المنظمة "البعوض من جنس الزاعجة، وهي المسئولة عن نقل حمى الضنك، تتأثر أيضاً بشدة بالظروف المناخية. وبحسب بعض الدراسات، قد يواجه مليارا شخص إضافي خطر الإصابة بحمى الضنك بحلول ثمانينات القرن الحالي".

 

التلوث

ويتحمل الاحترار المناخي مسئولية ارتفاع مستويات تركيز غاز الأوزون (وهو ما يلاحظ خصوصا خلال مراحل السطوع القوي للشمس) ما يؤثر على الأشخاص الذين يعانون أمراضاً تنفسية مزمنة مثل الربو.

ويؤكد رئيس الاتحاد الفرنسي للأمراض التنفسية برونو اوسيه أن هذه الظاهرة تزيد أيضا من تلوث الجسيمات الدقيقة عن طريق حرائق الغابات التي من المتوقع أن تسجل ازدياداً كبيراً وتتوسع شمالاً خلال السنوات المقبلة.

هذه الجسيمات الدقيقة قادرة على اقتحام عمق الجهاز التنفسي ومن شأنها المساهمة في الإصابة بسرطان الرئة وبعض الأمراض القلبية الوعائية وكذلك بالربو.

ويعاني نحو 300 مليون شخص في العالم من الربو بحسب منظمة الصحة العالمية التي تحذر من أن ارتفاع درجات الحرارة من شأنه زيادة الوفيات الناجمة عن هذا المرض.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً