العدد 4834 - الثلثاء 01 ديسمبر 2015م الموافق 18 صفر 1437هـ

المسئول البحريني... «ما نبيه»!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

كُثر هم من عاشوا تجارب سيئة مع رب عمل أو مسئول أو مدير في وظائفهم وأعمالهم، وخلصوا من هذه التجارب باعتقاد نفسي أن المناصب تغير نفوس أصحابها، وتجعلهم يستضعفون الناس ويستغلونهم ويركبون فوق ظهورهم.

البعض منا يربط بين سوء تعامل المسئولين والمدراء وبين جنسياتهم، فنرى منهم من كان رئيسه أجنبياً، فتترسخ في ذهنه فكرة أن الرؤساء الأجانب غير جيدين، وآخرين عايشوا مسئولين بحرينيين فتتكون النظرة على أساس أن المسئول البحريني غير مناسب، والحال أن من الخطأ إرجاع الممارسات السيئة وغير السوية إلى أصل هذا المسئول أو جنسيته، وان كنا لا نغفل أن لذلك تأثيراً غير مباشر في التعامل والتعاطي في بيئات العمل بمختلف أشكالها.

البعض يصنف غالباً المسئول البحريني وفق حالتين، إما متسلط ومغرور فيضع قوانينه الخاصة وفق غروره وتسلطه ودكتاتوريته، وإما جبان لدرجة انه يتعامل بالمسطرة مع القانون أو نراه «سوسة» تنخر من تحت لتحت لأنها لا تملك شجاعة المواجهة في القرارات الخاطئة، ولا أشك في أن هذه النظرة لها شواهد حقيقية في الواقع، ولكنها أيضا ليست الصورة الكاملة لكل حاملي المناصب وشاغليها.

واقع الحال، يقول إن الكثيرين يغفلون أن السمات الشخصية لهذا الرئيس أو المدير هي من تشكل طريقته في التعامل مع الآخرين، فالتسلط أو الجبن عقد نفسية يبتلى بها الإنسان من خلال تكوينه النفسي، وتكون القابلية موجودة للاتجاه بهذا الطريق أو ذلك من خلال معرفة وتتبع حياته ونمط شخصيته، بمعنى أن هذا المدير الذي لم يكن متسلطاً قبل حصوله على المنصب وغدا بعده كذلك، إنما كان يحمل القابلية لذلك، إلا انه لم يحصل على الموقع المناسب لإخراج مكونات نفسه وعقده الشخصية، والأمر ذاته ينطبق على المدير الجبان أو المدير المتسلق... إلخ.

كذلك، ينبغي الإشارة إلى انه قلما تجد شخصاً مسئولاً يعيش دكتاتورية سيئة في العمل أو يتعامل بجدية زائدة عن اللزوم أو بجبن لا يطاق، ولا نراه يمارس ذات الأمر في منزله مع أبنائه وأهله وأصدقائه، والمهم هنا التعامل مع هذا المسئول على أنه مريض نفسي وليس شيئاً آخر.

إذن ليست الحقيقة مرتبطة بجنسية المسئول، قدر ما هي مرتبطة وبما يحمله من عقد نشأ عليها منذ صغره، بعضها يكون ظاهراً للمحيطين، فيعرفون انه سيكون متسلطاً أو جباناً أو غير ذلك إذا أصبح رئيساً، وبعضها يتعلق بعقد ضامرة تحتاج فقط إلى بيئة مناسبة لإظهارها ونموها، وهو ما يفسر غالباً تغير تعامل هذا الشخص قبل أن يكون مسئولاً وبعد ذلك.

نعم نملك عشرات القصص لمدراء ومسئولين بحرينيين سيئين، ولكننا في المقابل نملك عشرات القصص الأخرى لمدراء أسوياء لا يحملون عقداً نفسية، استطاعوا خلق بيئات عمل جاذبة لموظفيهم، وبالتالي خلقوا قصص نجاح كثيرة للقيادة الصحيحة.

والخلاصة، لا تنظر إلى جنسية رئيسك أو مديرك في العمل لتحكم عليه، ولكن انظر إلى سماته الشخصية، فإن كان سوياً سيعاملك وفق ذلك، وان كان يحمل عقداً تشربتها نفسه منذ صغره، فاعرف أن المنصب لم يكن إلا مرآة بث فيها عقده من الحرمان العاطفي أو النفسي.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4834 - الثلثاء 01 ديسمبر 2015م الموافق 18 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:16 ص

      الاسد

      المسؤل الانجليزي افضل شي .. تقدير واحترام ويستحون منه بعض الناس

    • زائر 6 | 1:38 ص

      عندما يعين المسؤول بالواسطه

      المشكله ليست في جنسية المسؤول بقدر ما هي في كفاءته فعندما يكون لدى الموظف المهارة والجدارة والشهاده العليا بينما مسؤله يفتقد إلى كل ذلك بل وصل إلى المنصب بالواسطة والفهلوة هنا تكمن المشكلة وتزداد عندما يكون المسؤول ذات عقد نفسية واجتماعية
      انظر حولك ستجد الكثير من الوظائف التي تخب على شاغليها فهل تتوقع أي تنمية أو تطور؟

    • زائر 5 | 12:31 ص

      يا عزيزي المشكله في البحريني

      يعني من يقعد على كرسي المدير ينتقم من ربعه كامل ويحط لهم العداوه ويكرهم في وظيفتهم ,, وغير هذا يزيد عليك الشغل ويقول لك عادي وهو لما كان موظف ما يسوي هالاشيا ,, اما الهندي لما يصير مدير فيوظف ربعه كامل ويرفع من مستواهم ورواتبهم لكن البحريني لا يرفع من راتبك ولا من شي ويقول لك ما تستاهل ويطالعك من قمة خشمه

    • زائر 3 | 11:13 م

      حلو

      الكلام جميل جدا بل هو عين الواقع لكم السؤال: ما ذكرت لينه الحل !؟
      يعني يا أستاذ كأنك جاي تشرح آلام المرض للمريض! الذي هو أعرف الناس بما يعانيه!!!

    • زائر 2 | 10:27 م

      المسؤل البحريني

      السنين الماضية واجهنا مسؤلين بحرينين غير اكاديمين يعني المسؤلية جاءت بدون ادراك ان لها قوانين فتراه اما يعاملك على اصوله او مصالحة او على علاقته الشخصية مع الموظف وتضيع الحقوق .

اقرأ ايضاً