تواصلت الدعوات في طهران للرد على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأخيرة التي اتهم فيها إيران بالوقوف مع روسيا ضد بلاده، وشدّدوا على ضرورة منعه من "تجاوز الحدود" ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "إيلاف" اليوم الأحد (6 ديسمبر / كانون الأول 2015).

ودعا المتحدث باسم الخارجية الايرانية ردا على تصريحات الرئيس التركي الاخيرة، دول الجوار الى التحلي باللياقة والاحترام المتبادل في العلاقات والابتعاد عن المغامرات وتحمل المسؤولية في اتخاذ المواقف السياسية.

وقال حسين جابري أنصاري ان استمرار اتباع السياسات والمواقف التي تؤدي الى دعم الارهاب في سوريا والعراق بقصد او بدون قصد، تؤدي فقط الى تصعيد الازمة الراهنة في المنطقة وزيادة المشاكل للدول التي تواصل تنفيذ مثل هذه السياسات.

ونقلت وكالة (فارس) عن أنصاري قوله: الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب بتغيير هذه السياسات ومواكبة كافة دول المنطقة في مسيرة مكافحة الارهاب والتطرف معربا عن استعداد طهران للتعاون والتنسيق مع دول الجوار من اجل تحقيق هذا الهدف. ضرورة الرد ومن جهته، دعا نائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني، منصور حقيقت بور، وزارة الخارجية الى ان ترد بحزم على تصريحات الرئيس التركي وان لا تسمح لأمثاله بتجاوز الحدود. وقال حقيقت بور النائب عن اهالي اردبيل في المجلس، إنه ينبغي للمسؤولين بوزارة الخارجية الرد على مثل هذه التصريحات وان لا تسمح لاحد بالتجرؤ على البلاد.

واضاف، ان المسؤولين الاتراك يتصورون ان عمالتهم لاميركا تصنع لهم الحصانة لهذا السبب نلاحظ تجرؤهم بين الحين والآخر لذلك ينبغي الوقوف بصلابة والرد المناسب على تجاوزات مسؤولي مثل هذه البلدان. واعتبر نائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في المجلس ان تركيا لعبت دورا اساسيا في صنع وتصعيد الازمة في المنطقة وان تداعياتها ستعود عليها. ووصف البرلماني الإيراني تركيا بأنها مارست دورا اساسيا في تأجيج التوتر بين القوميات وبلدان المنطقة وان افكار العثمنة الجديدة جعلتها تقدم على بعض المجازفات دون فهم ان مثل هذه المسرحيات قد انتهى دورها.

يشار الى ان الرئيس التركي إردوغان اتهم ايران مؤخرا بانها تقف الى جانب روسيا في توجيه التهم لبلاده هجوم سابق وكان إردوغان هاجم إيران في تصريحات في آذار (مارس) الماضي، حين قال إنه يشكك بدورها في المنطقة، متهما اياها بأن مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق هي الحلول محلهم. وقال: "يجب أن تفهم إيران أنه ليس من الممكن فعلاً التسامح مع ذلك". وأضاف أن طهران يجب أن تسحب أي قوات لها في اليمن، وأيضاً في سوريا والعراق، وأن تحترم سلامة أراضي تلك الدول.

وحينها، رد وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف على تصريحات الرئيس التركي داعيا إلى التحلي بالمسئولية، حول ما وصفه إردوغان بسعي إيران الى توسيع نفوذها في المنطقة.

وقال ظريف إن إيران لديها علاقات دبلوماسية قوية مع تركيا، وإنها تحترم هذه العلاقات، مشيراً إلى أن طهران تعمل في الوقت الراهن على إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.

وأشار الوزير الإيراني إلى أن "من يرتكب الأخطاء الاستراتيجية بسبب سياساته الضاربة في الخيال ويتسبب بالضرر للمنطقة، عليه الآن التحلي بالمسئولية في اتخاذ المواقف والعمل على التضامن الإقليمي والتهدئة".